رئيس التحرير

«البُطون» تنتصر فى انتخابات «نقابة الصحفيين»

د. أسامة بدير

بقلم: د. أسامة بدير

رغم استغرابى الشديد من الجماعة الصحفية فى مصر بسبب ما أصاب الغالبية الكاسحة منها بفيرس الشيزوفرينيا، وباتت تعانى منه بشكل مُزمن منذ فترة ليست بالقصيرة، وبعد معركة انتخابية شرسة، انتهت بتمكن مدير تحرير جريدة الأهرام الحكومية، عبد المحسن سلامة، من الفوز بمقعد نقيب الصحفيين، في انتخابات التجديد النصفي التي أجرتها النقابة، أمس الجمعة، وفاز سلامة بـ2457 صوتا مقابل 1820 صوتا للنقيب المنتهية ولايته يحيى قلاش، أى بفارق بلغ 637 صوتا.

ورغم كل الصخب الذى شاهدته أوساط الجماعة الصحفية قبل بدأ العملية الانتخابية بأيام وزادت حدته قبيل انطلاق التصويت بساعات، وانتهاء الانتخابات على خير، إلا أن ثمة سؤال هام، وربما خطير، ينبغى على كل صحفى يملك فكر ورؤية، وكل صاحب عقل يميزه عن غيره من الكائنات الحية، لابد أن يسأل نفسه: كيف فاز سلامة؟ وكيف خسر قلاش؟.

الشاهد أنه سؤال صعب وربما له تداعيات وخلفيات كثيرة ومتنوعة، متداخلة مع اطر وإشكاليات بعضها خاص بالشأن الداخلى للجماعة الصحفية، والآخر حالة الحريات واحترام حقوق الإنسان للمجتمع ككل.

ويظل السؤال الأبرز فى تلك الساعات العصيبة التى تعيشها الجماعة الصحفية فى مصر، كيف فاز سلامة؟ وكيف خسر قلاش؟.

قبل كتابة المقال تجولت فى جميع الصحف والمواقع الإلكترونية لعلى أجد اجابة عن هذا السؤال المثير للجدل، فوجدت الكاتب الصحفي ياسر عبدالعزيز، يقول: أنماط تصويت الجمعية العمومية لـنقابة الصحفيين تتسم بـالبرجماتية الشديدة، ومعظم تصويتها يعكس رغبة في الاتساق مع المكونات الرئيسية للسلطة، دون أن تحرم الجماعة الصحفية من نقاط ارتكاز رئيسية للتيارات المعارضة الكبيرة.

وأضاف عبدالعزيز، التصويت كان ضد الدور السياسي للنقابة، وأظهر أن الاتجاهات الغالبة في الجماعة الصحفية تحرص على علاقة طيبة ومنسجمة بين مجلس النقابة والدولة، وبالتالي تأمين المكاسب المادية والعينية التي تحصل عليها الجماعة الصحفية من الدولة، ولا عزاء لدور المناصرة والدفاع عن الحريات.

واختتم عبدالعزيز، بخلاصة رائعة قائلا: مجلس نقابة الصحفيين الجديد يميل إلى التوافق مع السلطة الحاكمة فى مصر من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من الخدمات للأعضاء.

يقينى، أن تصويت أكثر من نصف عمومية نقابة الصحفيين جاء لصالح خدمات الأكل والشرب والترفيه وخلافه، على حساب احترام الحريات وحقوق الإنسان، وبذلك انتصرت إرادة البطون والشهوات على الكرامة الإنسانية وحرية الرأى والتعبير.. ولا عزاء للجماعة الصحفية فى مصر.

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى