رأى

البيكربوناتو وأمراض النبات وأمراض الانسان

أ.د/صلاح يوسف

بقلم: أ.د/صلاح يوسف

وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق

اسم البيكربوناتو الملحق بالواو أو بالهواء فى اخره إسم شائع بين المصريين لبيكربونات الصوديوم.. ويستخدمه المصريون بأغراض مختلفة فى صناعة المخبوزات وفى أمور الصحة والسلامة.

من جهة أمراض النبات.. فإن بيكربونات الصوديوم بتركيزات 3 جم لكل لتر تساعد فى مكافحة كثير أو معظم الامراض الفطرية على المجموع الخضرى حيث يقوم بتغيير رقم الحموضة لأعلى على سطح النبات اى تجاه القوية العالية مما يساعد فى تثبيط الفطريات وايضا فى تشوه الحوامل الكونيدية مما يثبط انتاجها الجراثيم التى بعدم تكوينها نوقف تجدد الاصابات الفطرية، وبتبادل الرش بين المركبات التى تسبب قلوية سطح النبات وحموضته تكافح الفطريات دون إعطاء الفرصة لها للتأقلم مع وسط الحموضة أو القلوية الناتجة.

هناك بعض الناس يفضل رش محلول بيكربونات الصوديوم بتركيز 5 جم لكل لتر.. ومن المعلوم جيدا أن زيادة التركيز تسبب زيادة التأثير والتثبيط ضد الامراض الفطرية ولكنها أيضا مع التركيزات العالية اى من 5 جم لكل لتر إلى أعلى من 5 جم تسبب أضرار سمية على النبات فى شكل بقع أو حروق على الاوراق.. وطبعا 3 جم لكل لتر لا تسبب اى سمية لاى نبات، وبعض الشركات طرحت فى الأسواق بيكربونات البوتاسيوم لكى يكون أقل سمية على النبات الناتجة عن الصوديوم، وتستخدم بيكربونات الصوديوم على الثمار بشكل آمن حيث تطبق فى محطات تعبئة الموالح عالميا بتركيز يصل إلى 3٪ اى 30 جم لكل لتر لمكافحة فطريات البنيسيليوم خاصة فى الموالح العضوية.

أما على الإنسان.. فلقد ظهر وباء فطرى ناتج عن خميرة الكانديدا Candida auris تصيب القناة السمعية مسببة موت 50٪ مما يصابون بها في خلال 90 يوم من الاصابة، ووصفت هذه الاصابة فى الإنسان لأول مرة عام 2009 على سيدة يابانية عمرها 70 سنة في طوكيو ثم انتشرت الاصابة فى قاراتى آسيا واروبا ثم فى أمريكا عام 2016.. وكان من ضمن وسائل العلاج الفعالة هو استخدام بيكربونات الصوديوم.. وهو أيضا يفيد فى الخمائر الممرضة فى تجويف الفم ومنها Candida albicans حيث يقتل 80٪ منها.

ومن المهم إن نعرف إن كثير من الفطريات التى تصيب الإنسان يمكنها إن تتأقلم وتظهر مقاومة للأدوية المستخدمة خلال 3ـ4 أيام من الاستخدام ولذلك مهم تغيير طريقة فعل الأدوية المستخدمة ضد الفطريات mode of action ولكن من حسن الحظ إن هذه الفطريات لا تتأقلم مع بيكربونات الصوديوم.

ومن الطريف للمهتمين بالفطريات إن بعض العلماء يرون إن الكثيرين من المرضى المصابين بسرطان الرئة ما هى إلا إصابة بفطريات الرئة مثل الاصابة بفطريات  Aspergillus وتشخص على إنها سرطان لو اعتمد التشخيص على أشعة أكس فقط.. وهذه الاصابة الفطرية تعطى اعراضا مشابهه للاورام ليس فقط فى الرئتين ولكن أيضا فى الحلق وغيرها، وتزداد الاصابة سنويا فى البشر بالفطريات الممرضة واحيانا المميتة والتى تسبب وفيات بأعداد لا أفضل ذكرها.

والبيكربونات يتسبب عنها زيادة مستوى أو تركيز كل من ثانى اكسيد الكربون والاكسيجين وكلامها لا يشجع نمو الاورام أو السرطان أو الاصابات الفطرية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى