رأى

الاستزراع المائي في مصر

أ.د/عبدالحميد عيد

بقلم: أ.د/عبدالحميد عيد

الزراعة المائية هي تنمية الأحياء المائية (نباتات و/أو حيوانات) في مزارع بدلاً من حصادها من بيئتها الطبيعية وفي هذا المجال، هناك عدة فروع لهذه الزراعة، منها:

• تربية الأسماك أو استزراع الأسماك.

• تربية القشريات.

• تربية الرخويات تربية النباتات المائية.

يعتبر الاستزراع المائي في الوقت الحالى أكبر قطاعات الإنتاج السمكي في مصر، حيث يمثل حوالى 51% من إجمالي الإنتاج السمكي. وتنتج مزارع القطاع الخاص أكثر من 98% من إنتاج الاستزراع المائي.

وقد بدأ التوسع والتطوير والتحديث في قطاع الاستزراع السمكي في مصر منذ عقدين، مما أدى إلى تنمية جوهرية ومتسارعة خلال السنوات القليلة الماضية، أدت بدورها إلى زيادة كبيرة في الإنتاج.

ويشهد هذا القطاع أعلى معدل للنمو من بين جميع أنشطة المصايد الأخرى، ولذلك يعتبر الاستزراع المائي هو الخيار المثالى لسد الفجوة بين إنتاج واستهلاك الأسماك في مصر.

وتقع معظم أنشطة الاستزراع المائي في مصر في منطقة دلتا نهر النيل، فيما عدا بعض الاستثناءات المتناثرة في بعض المناطق الأخرى. وتستخدم الأنظمة والتقنيات المختلفة في الاستزراع المائي في مصر. وغالبية إنتاج الاستزراع المائي هو أنواع مياه عذبة أو أنواع تربى وتنمو في المياه معتدلة الملوحة (الشروب). إلا أن إنتاج الأسماك والقشريات في المياه الشروب.

والمياه المالحة مازال في مراحله الأولى، وما زال يواجه بالعديد من المشاكل التقنية والاقتصادية.

والغالبية العظمى من المزارع السمكية في مصر هى مزارع شبه مكثفة في الأحواض الأرضية وباستخدام المياه معتدلة الملوحة. وقد عانى هذا النوع من الاستزراع تناقصا حاداً في عدد المزارع في أوائل التسعينيات نتيجة للتنافس على الأرض والماء بسبب التوسع في استصلاح الأراضي للزراعة الحقلية.

ولذلك ينمو الاستزراع المكثف في الأحواض الأرضية والخزانات بسرعة لمجابهة النقص في المساحة المائية المتاحة للاستزراع المائي.

وترتكز التطورات الحالية في إنتاج الاستزراع المائي على تطبيقات التكنولوجيا الحديثة. كما أن هذه التطورات ناتجة من التغيرات الهيكلية في مجتمع الاستزراع السمكي. كذلك أدى العائد الاستثماري المرتفع للاستزراع السمكي إلى اجتذاب عدد كبير من المستثمرين الصغار والمتوسطين ممن لديهم خلفية علمية بشكل أكبر من المزارعين التقليديين.

وقد أصبح هذا القطاع أكثر تعقيدا وأكبر تشعباً، كما يصاحبه كذلك توسع كبير ومتسارع في الأنشطة الداعمة مثل صناعة الأعلاف محليا وإنشاء المفرخات. ولذلك فقد ازداد عدد المفرخات من 14 مفرخاً في عام 1998 إلى أكثر من 230 مفرخاً (GAFRD, 2004). كما تم إقامة أكثر من 12 مصنعاً للأعلاف السمكية خلال السنوات الثمانية الماضية.

يستزرع في مصر في الوقت الحالى 14 نوعاً من الأسماك بالإضافة إلى نوعين من القشريات، وعشرة من هذه الأنواع هى أنواع محلية، أما الأنواع الستة الأخرى فهي أنواع مستجلبة. والأنواع المحلية المتوطنة هى: البلطي النيلي (Oreochromis niloticus)، البلطي الأزرق (الأوريا) (Oreochromis aureus)، القرموط الشمال أفريقى (Clarias gariepinus)، البوري (Mugil cephalus)، الطوبارة (Liza ramado)، السهيليى (السهلية) (Valamugil seheli)، القاروص الأوروبي (Dicentrarchus labrax)، الدنيس (Sparus aurata)، اللوت (Argyrosomus regius)، والجمبرى البنيدى (penaeid shrimp). أما الأنواع المستجلبة فهي: الكارب (المبروك) العادي (Cyprinus carpio)، كارب الحشائش (Ctenopharyngodon idellus)، الكارب الفضى (Hypophthalmichthys molitrix)، الكارب ذو الرأس الكبير (Hypophthalmichthys nobilis)، الكارب الأسود وجمبري المياه العذبةالعملاق (Macrobrachium rosenbergii).

ويعتبر الاستزراع المائي أهم قطاعات إنتاج الأسماك في مصر، وتعتبره الحكومة القطاع الوحيد من قطاعات المصايد الذي يمكنه مواجهة الطلب المتزايد على الأسماك. ويتطور الاستزراع المائي بسرعة ليتحول من النظام التقليدي الأسرى إلى صناعة حديثه. ونتيجة لذلك، يتناقص عدد المزارع التقليدية التي تدار بواسطة الأسر لتحل محله أنظمة الاستزراع شبه المكثف والاستزراع المكثف.

وقد أدى التطور السريع للاستزراع المائي إلى خلق العديد من الوظائف للفنيين والعمال المهرة. كما تمنح الصناعات الداعمة الجديدة والخدمات المالية في قطاع الاستزراع المائي مزيداً من فرص التوظيف. كما أدى التوسع في الاستزراع السمكي إلى تناقص وثبات تكاليف إنتاج الأسماك في مصر، مما مكن المجتمعات الريفية الفقيرة من الحصول على مصدر جيد وصحي من البروتين الحيوانى.

*كاتب المقال: أستاذ تغذية واستزراع الأسماك بكلية الزراعة جامعة قناة السويس بالإسماعيلية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى