رأى

الاستراتيجية.. والإنتاج الزراعي

د.محمد شطا

بقلم: د.محمد خليل محمد شطا

خبير السياسات الزراعية والتنمية الريفية

عرف علماء الادارة وفنون الحروب الاستراتيجية علي انها “إجراء يتخذه القادة لتحقيق هدف أو أكثر من أهداف المنظمة. يمكن أيضًا تعريف الاستراتيجية بأنها “اتجاه عام محدد للشركة ومكوناتها المختلفة لتحقيق الحالة المرغوبة في المستقبل. نتائج الاستراتيجية من عملية التخطيط الاستراتيجي المفصل“.

تدور الاستراتيجية حول تكامل الأنشطة التنظيمية واستخدام الموارد النادرة وتخصيصها داخل البيئة التنظيمية لتحقيق الأهداف الحالية. أثناء التخطيط لاستراتيجية، من الضروري مراعاة أن القرارات لا تُتخذ في فراغ وأن أي فعل تتخذه الشركة من المحتمل أن يقابل برد فعل من المتضررين أو المنافسين أو العملاء أو الموظفين أو الموردين.

الاستراتيجية هي مخطط القرارات في المنظمة التي تظهر أهدافها وغاياتها، وتقلل من السياسات والخطط الرئيسية لتحقيق هذه الأهداف، وتحدد الأعمال التي ستمضيها الشركة، ونوع التنظيم الاقتصادي والبشري الذي تريده. والمساهمة التي تخطط لتقديمها لمساهميها وعملائها والمجتمع ككل.

لكننا نسمع دوماً ان كلمة (الاستراتيجية) في اشياء صغيرة بالنسبة للدول وعظيمة بالنسبة للافراد او المؤسسات المحلية فنجد من يردد كثيراً ان هذا المحصول استراتيجي او الاجراء الاستراتيجي او العمل الاستراتيجي او التفكير الاستراتيجي فيما بين صغار الموظفين او المنتجين وعلي مستوياتنا يمكننا القول مثلاً ان المحاصيل الاستراتيجية مثل القطن والارز والذرة وهنا يأتي التناقض فيما بين ثلاث محاصيل يختلفا في نسبة الاكتفاء الذاتي المحلي ويختلفا في موقعهم ضمن الاسهامات في الدخل القومي من العملات الاجنبية نتيجة التصدير، كما يختلفا زمنياً فيما يتعلق بأهمية كل محصول من هذه المحاصيل خلال فترة زمنية معينة, فلا يمكن مقارنة القطن المصري خلال القرن التاسع عشر بالقطن في القرن الواحد والعشرين.

لا يمكننا مقارنة القمح المصري في العصر الروماني بـالقمح المصري في القرن العشرين, وعلي الرغم من الاهمية العظيمة التي تمثلها تلك الحاصلات الزراعية وغيرها ولكن ليست بالضرورة ان تكون الموالح فوق هرم الاستراتيجيات الزراعية كونه المحصول التصديري الاول بصادرات تبلغ 1.8 مليون طن في 2021/2020 او الفراولة المجمدة كوننا نحتل المركز الاول عالمياً.

كما يمكننا اعتبار دجاج التسمين طائر استراتيجي كوننا نكتفي ذاتياً من لحومه وبيضه ويمكننا اعتبار البصل والثوم وجميع الخضروات والفواكه حاصلات استراتيجية كوننا نكتفي ذاتياً من انتاجنا ونصدر حوالي خمسة ملايين طن سنوياً ونفقد كتالف مثلهم سنوياً نتيجة لضعف منظمة التصنيع الزراعي والتي لم تكتمل اركانها بعد ولكن هناك خطة مصرية طموحة لتوطين الصناعات الزراعية داخل مصر.

المطلع علي الحالة الزراعية المصرية سيلاحظ ان كل فئة بحثية تنتمي الي محصول ما تسعي جاهدة الي جعلة محصول استراتيجي وكل معهد بحثي ومهاراته الاعلامية في تسويق مميزات هذا المحصول وأهميته غير النمطية حتي يتدرج هذا المحصول الي المواقع الاستراتيجية بين المحاصيل الأخرى.

نجد على مستوى الحكومات، يدور الاهتمام الاستراتيجي حول القضايا الاكثر عمومية مثل: الدخل القومي, تحسين معيشة المواطنين, حوافز الاستثمار، حواجز تجارة الاستيراد والتصدير، الرسوم وعروض الأسعار، التوازن بين الواردات والصادرات، التضخم، معايير الصحة والسلامة، التوظيف، وهكذا.

لم تتطرق الاحاديث السياسية علي مستوي النخبة بعيداً عن اروقة وزارات الزراعة عن محصول او منتج او حيوان او طائر استراتيجي, ولكن ترى الحكومات ان توفير الغذاء (هدف استراتيجي) توفير مياه الري (هدف استراتيجي) وهكذا فلا يمكننا اختيار مجموعة قليلة من المحاصيل التي تختلف في وزنها النسبي في اهميتها الزراعية والاقتصادية لنطلق العنان للاستراتيجيات والكلمات الكبيرة التي لا تحتمل الثبات ولا تحتمل ضخامة المصطلحات.

هناك العديد من الاستراتيجيات وردت في العديد من الكتب ولم يكن من بينها الحاصلات او المنتجات, وكانت فقط ثلاثة أنواع من الاستراتيجية:

1- استراتيجية العمل.
2- استراتيجية تشغيلية.
3- استراتيجية التحويل.

وهناك خطوات للتخطيط الاستراتيجي يمكن ايجازها في التالي:
1- تحديد موقعك الاستراتيجي.
2- تحديد أولويات أهدافك.
3- تطوير خطة استراتيجية.
4- تنفيذ وإدارة خطتك.
5- مراجعة ومراجعة الخطة.

ومن خلال هذه الخطوات يمكننا كزراعيين تحديد الاستراتيجية التي نعظم بها الانتاج الزراعي المصري والتحرك نحو الاكتفاء الذاتي النسي للوصول الي الغايات والاهداف الاستراتيجية كفريق عمل واحد دون الانتقاص من قيمة محصول عن اخر او فرع انتاجي عن اخر والتخلص من العقد الفردية والجزر المنعزلة لكل جميعة وكل قسم وكل ادارة وكل مؤسسة واضاعة الوقت والجهد في فض التشابكات والاشتباكات التي لا طائل منها دمتم فخر لمصر وسواعد للبناء لا للهدم.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى