البيئة

الإجراءات العاجلة لوقاية الزراعات من الموجة شديدة الحرارة 

كتب: د.محمد علي يتوقع استمرار الارتفاع فى درجات الحرارة لتستمر الموجة شديدة الحرارة اليوم الثلاثاء والاربعاء والخميس (14-16 مايو 2019)، ثم تنكسر لمدة يومين فقط (الجمعة والسبت 17-18 مايو 2019)، وتبدأ موجة شديدة الحرارة لتصل الحرارة فيها الى قيم “قياسية” لم تشهد الجمهورية لها مثيل بداية من الاحد وتبلغ ذروتها الثلاثاء (44 درجة فى الدلتا)، وتستمر حتى نهاية الاسبوع، ومع الرطوبة النسبية على شمال البلاد تتراوح من 80% إلى 95% ما يزيد من الإحساس بشدة حرارة الطقس وتقل الرؤية فى الشبورة المائية صباحا على شمال البلاد.

أهم التوصيات الزراعية لمواجهة الموجة شديدة الحرارة

فى البداية لابد من فهم ماذا تفعل الموجة الحارة او شديدة الحرارة فى النباتات، حيث تتسبب الحرارة العالية النباتات لمعظم الحاصلات المنزرعة (خضر – طبية – محاصيل حقلية – اشجار فاكهة صيفية) لحالة منهكة ومستنزفة ومرتبكة فسيولوجياً، لان الصدمات الحرارية تؤدي الى ارتباك للحالة الفسيولوجية للنبات بسبب اختلاف مفاجيء في الشحنات الخاصة بعمليات الامتصاص.

ومن مظاهرها ارتباك لعمليات امتصاص العناصر والبناء الضوئي بسبب زيادة البخر نتح الفجائي وارتباك اكبر فى افراز وحركة الهرمونات النباتية، ويزيد بالتبعية افراز هرمون “الايثلين”، وهو عبارة عبارة عن غاز يتكون نتيجه للتفاعلات البيولوجيه فى النبات وينطلق فى الأنسجة النباتية وإذا تعرضت الانسجه النباتيه لهذا الهرمون فإنه يحدث تفاعلات معينه تؤدى إلى تغيرات فى النمو وإستجابات فسيولوجية معينة فى النبات ويختلف هرمون الايثلين عن باقى الهرمونات فى كونه:

أهم التأثيرات الفسيولوجية

1ـ تثبيط إنقسام الخلايا نتيجه لتأثيره على الحامض النووى DNA حيث يوقف من بناؤه الحيوى (تقزم وضعف فى النمو).

2ـ يؤدى إلى زيادة فى تمدد خلايا النصف العلوى من الورقه مما يؤدى لظهور ظاهرة التدلى فى الورقه (التهدل).

3ـ يؤدى إلى سرعه فى إنضاج الثمار ويسرع من معدل التنفس بها (نضج مبكر).

4ـ يؤثر على نمو البراعم وبالتالى فهو يلعب دور فى السياده القمية لتثبيطة للبراعم الجانبية (السرولة).

5ـ له دور فى الإنتحاء الارض.

6ـ يؤدى إلى تساقط الاوراق وتدليها.

7ـ يؤثر على نمو البذور حيث له دور تنظيمى كما إنه يكسر طور السكون لبعض البذور (انبات البذور داخل الثمار – مثل ثمار الفراولة احياناً).

8ـ يشجع التزهير ويزيد من عدد الأزهار (تقليص مرحلة النمو الخضري وضعف عام فى النمو).

بالاضافة الى:
– له تأثير على زيادة نفاذيه الاغشية لبعض النباتات وهذا بدوره يساعد بعض المسبابات المرضية.
– تأثيره على ظهور أعراض الشيخوخة وكذلك دورة فى سرعة إنضاج الثمار يزيد من إصابتها بالعديد من المسببات المرضيه كما انه دورة فى تساقط الإوراق وتدليها مشابه لأعراض الذبول.
– فى عدد من النباتات وجد إن له دور فى زيادة سمك خلايا البشره والقشرة فى جذورها.
– يزيد ويستحث النبات على إنتاج الفيتوألكسينات.
– يؤثر على كثير من الأنزيمات المرتبطة بمقاومه الأمراض مثل البيروكسيديز والبولى فينول إكسيديز.
– وجد إن له دور فى إستحثاث إنبات الجراثيم الفطرية أثناء نضج الثمار.

9ـ وجد إنه يحفز تكوين البروتينات المرتبطة والمصاحبة لعملية الإصابة حيث وجد إنه يحفز وينشط تعبير الجينات المسئولة عنها وكذلك يعمل على تراكم m-RNA.

– أما بالنسبه للكائنات الحية الدقيقة فقد وجد إنه من أقوى الهرمونات النباتية التى تنتجها هذه الكائنات وتفرزها وكذلك تؤثر بها على النباتات.

واثناء فترات التقلبات المناخية وزيادة درجات الحرارة تقوم كثير من النباتات بوظائفها الحيوية في الساعات الصباحية من النهار، ويستغل ذلك فى اجراء كل العمليات الزراعية الضروية فى هذا التوقيت من رش وتسميد وري وخلافه.

التفسير العلمي

النباتات التى تتعرض لدرجات حرارة مرتفعة يحدث بها تغيرات شديدة فى التحولات الغذائية وتخليق أنـواع جديدة من البروتين والذى يعرف بإسم (Heat Shock Proteins – HSP) ويحدث هذا غالباً إذا ما تعـرض النباتات لدرجات حرارة أعلى من الحد الأمثل بحوالى ٥ م. كما يحدث أيضاً هدم للخلايا ـ وفساد للأغشـية البلازمية.

وتحت الظروف الطبيعية يقوم نظام الحماية من خـلال المـواد المضـادة للأكسـدة Antioxidative defense system يقوم بحماية النظام الخلوى ضد (من) الأكسجين النشط. ولكن عند زيادة الأكسجين النشط بدرجة عالية جداً ويكون نشاطه أكبر من طاقه النظـام الـدفاعى للمـواد المضادة للأكسدة، كما هو الحال فى ظروف الاجهاد stress أو الشـيخوخة فـإن إجهـاد الأكسدة يظهر بوضوح Oxidative stress produced.

كما وجد فى بعض النباتات التى تتميز بتحملها لظروف الإجهاد أنه يتم بها عملية تنظيم للهرمونات الداخلية فى الأنسجة النباتية مثل abscisic acid & Jasmonic acid & Ethylene وكل ذلك يخضـع للعمل والتحكم الجينى و تحمل الملوحة والجفاف.

والتغيرات البيوكيماوية الناشئة عن الإجهاد الحرارى: لوحظ أن تحت تأثير الحرارة المرتفعة يتم إنتاج “الاكسجين النشط Reactive oxygen species- ROS ” بكميات وفيرة وهذه الجذيرات الحرة لها تأثير مدمر على نواتج التحولات الغذائية كما أنها تقوم بأكسدة الأغشية البلازمية وإتلافها كما أنها تدمر المحتوى مـن DNA.

من الملاحظ إن جميع الزراعات الأن فى مراحل حرجة “جدا” من عمرها

ـ الفاكهة الصيفية (مانجو – زيتون – عنب – نخيل – تين – رمان…) فى مرحلة ما بعد العقد مباشرة وهي مرحلة تكون الثمار فيه ضعيفة “العنق” سهلة التساقط ذات انسجة غضة جدا ولا تتحمل الحرارة العالية.

ـ محاصيل الخضر تنقسم الى:

1ـ خضر فى نهاية عمرها زي البطاطس وبعض مناطق انتاج الطماطم (شرق الدلتا واسماعيلية) والفاصوليا الصيفي (المبكرة) ودي الحراراة العالية مشكلة كبيرة جدا لها في زيادة تنفس الظلام بالتالي ضعف التحجيم وزيادة الوزن وطبعا زيادة انتشار فراشة درنات البطاطس (سوسة البطاطس) او دودة قرون اللوبيا على الفاصوليا، وكذلك الطماطم (الصيفية المبكرة) والبطيخ والكنتالوب فى الاصابة بلسعات الشمس وجفاف سريع للعرش.

2ـ اما الخضر فى بداية الى منتصف العمر زي الخيار والكنتالوب والفلفل والكوسة والبامية والطماطم الصيفية وحدوث تقزم للنمو ومشاكل فى التزهير والعقد (زيادة افراز هرمون الاثيلين).

ـ المحاصيل فى بدايات العمر (القطن – الذرة – فول الصويا – الارز – الزيتية…) حدوث تقزم للنمو وتبكير فى التزهير والعقد (زيادة افراز هرمون الاثيلين) على حساب العرش.

أهم التوصيات خلال وبعد انتهاء الموجة شديدة الحرارة

1ـ العناية الفائقة بتعويض النباتات بالمياه ولابد اولا من ضمان وجود رطوبة ارضية كافية النبات، يعني اجراء رية سريعة (على الحامي) مع قصر الفترة بين الريات وعلى ان يكون الري “فقط” في الصباح الباكر والابتعاد تماماً على الري وقت الظهيرة.

2ـ يبدأ تحفيز النبات لتجديد النمو وبسرعة تعويضاً عن فترة التوقف بالتالى ومحفزات النمو (وليس منظمات) هامة جداً لاستعاضة واستعادة النمو، وطبعاً كل ده فى وجود رطوبة أرضية مناسبة للمحلول الأراض المحتوى على العناصر الغذائية اللازمة للنمو (يعني تكون الارض مروية)، والري زي ما اتفقنا يكون بعد الفجر لان المشكلة ان الري اخر النهار او المغرب بتكون حرارة التربة مرتفعة جدا والنبات مستنزف وقدرته على الامتصاص بتكون ضعيفة واحتمال يحصل صدمة حرارية مائية، بالتالي بعد الفجر افضل.

3ـ بعد انتهاء الموجة بحوالي يومين يتم الرش بمحفزات النمو والاحماض الامينية الحرة والعناصر الصغرى وخاصة الحديد والمنجنيز والزنك.. يلي ذلك بحوالي 5 ايام اجراء رشة بالزيوت المعدنية الصيفية او الصابون البوتاسي والابتعاد تماما هذه الفترة عن الرش بـالمبيدات الكيماوية الجهازية لانها تعمل علي استنزاف اكبر لطاقة النبات.

الاعتبار الوحيد المهم هو الحرص ” الشديد” من استخدام الاحماض الامينية ومحفزات النمو هو مناسبة ذلك لانتشار بعض الأمراض الفطرية (اجبارية التطفل) … بالتالى يجب التأكد تماما من عدم مناسبة عمر النبات للاصابة او عدم وجود مصدر للعدوى الاولية للمرض المتوقع ظهوره على المحصول فى منطقة الزراعة او باقي الظروف المناخية المناسبة.

4ـ تكثيف الرش “سليكات البوتاسيوم” بمعدل 6 سم /لتر للخضر (الطماطم – الفلفل – الباذنجان – البامية – الخيار – الكنتالوب – …) و8 سم / لتر للفاكهة الصيفية (المانجو والنخيل والزيتون والرمان والموالح والخوخ المتأخر والعنب وعين الجمل وغيرها).

ويتوقع بعد انتهاء الموجة الحارة وزيادة الرطوبة ما يلي:

– زيادة فى انتشار وظهور بعض الامراض الفطرية المحبة للرطوبة العالية مثل البياض الزغبي على القرعيات – الندوة المبكرة على الطماطم – اعفان ثمار الطماطم والفلفل – التبقع الزاوي البكتيري على القطن – البياض الزغبي على الريحان – الانثراكنوز على المانجو والقرعيات والقطن).

– كذلك حشرات المن والتربس والجاسيد مع توقع زيادة فى تعداد الحشرات حرشفية الاجنحة (توتا ابسلوتا فى الطماطم وديدان الثمار وغيرها) بالاضافة:
*على القطن يتوقع زيادة فى تعداد لطع البيض لحشرات دودة ورق القطن وديدان اللوز (حرشفيات الاجنحة).
* زيادة سريعة لتعداد حشرة اوراق الزيتون الخضراء – فراشة الياسمين (من الافات المهمة على الزيتون).
* انتشار ملحوظ لفراش ديدان ثمار الرمان (زيادة معدل وضع البيض).
* زيادة فى نشاط فراش الدوة الخضراء على الذرة.
* وضع البيض لديدان الثمار فى نخيل البلح وبداية ظهور الجيل الثاني من (الحُميرة او دودة البلح الصغرى) خصوصاًعلى الاصناف نصف الجافة فى مناطق مصر الوسطى (الجيزة – الوحات البحرية – بني سويف – الفيوم – المنيا).

وبالنسبة للامراض النباتية:
ـ سيادة الظروف الجوية (الرطوبة العالية والماء الحر -الندى صباحاً) وزيادة التذبذبات فى درجات الحرارة تكون مناسبة لبداية قيام دورات مرضية لجميع فطريات البياض الزغبي على القرعيات والبقوليات (فول الصويا) والفاكهة (العنب) والنباتات الطبية العطرية (الريحان المبكر) وكذلك مرض الانثراكنوز وتبقعات الاوراق على المانجو وفول الصويا والقرعيات (الخيار والبطيخ) والطماطم.
ـ مناسبة الظروف المناخية على التبقع الزاوي على أوراق القطن.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى