تقارير

«الأرز» يدخل على خط أزمات المصريين

توجه حكومى بتقليص مساحات الأرز بسبب أزمة المياه

الفلاح اليوم بعد أن أصبحت أزمة السكر في تصاعد مستمر وتفاقمت الأزمة بشكل خطير وباتت تمثل عجزا وصداع مزمن للحكومة على اعتبار عدم قدرتها عن توفير احتياجات المواطنين من هذه السلعة الهامة، دخل محصول الأرز على خط الأزمات، في عملية ممنهجة من جانب الحكومة، حتى يتم إلغاؤه من بطاقات التموين للمواطنين نهائيا، مع بداية عام 2018، ليكون البديل هو المكرونة، وذلك بحسب مصدر مسؤول في وزارة التموين.

وذكر المصدر في تصريحات خاصة أن عملية إضافة المكرونة لبطاقات التموين، لتكون سلعة اختيارية مع الأرز، ستكون حتى نهاية العام المقبل، مرجعا ذلك إلى كونه توجها من جانب الدولة، وذلك لما تستهلكه محاصيل الأرز من كميات ضخمة من المياه خلال زراعتها.

وأثار طرح سلعة المكرونة ضجة كبيرة في الأوساط الشعبية، وسط أحاديث من الباعة في منافذ التموين، عن أن المكرونة ستكون بديلا للأرز، إلا أن الحكومة خرجت لتؤكد أنها ليست بديلا، ولكنها إضافة، اختيارية بجانب الأرز، ليتضح أن أزمة المياه المتوقعة والمتعلقة بسد النهضة الإثيوبي، الذي يهدد حصة مصر في المياه والحرب المزمعة عليها، قد جعل الحكومة تتجه لتأقلم المواطنين على المكرونة ليتم تقليل زراعة الأرز.

وفي هذا السياق، قال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، د.عباس شراقي، إن كيلو الأرز في مصر يستهلك في زراعته سيارة مياه، أي خمسة أمتار مكعبة، في حين أن كيلو القمح الذي تصنع منه المكرونة يستهلك كميات بسيطة من المياه، مشيرا إلى أن كيلو القمح يكلف من المياه ما يساوي 50 سنتا، في حين أن كيلو الأرز يكلف من مياه تحلية البحر بقيمة ستة دولارات، مشيرا إلى أن مصر تقوم بزراعة مليوني فدان من الأرز سنويا، تستهلك عشرة مليارات متر مكعب من المياه، أي 20% من حصة نهر النيل التي نحصل عليها.

واكد  عباس أن الأرز من المحاصيل الشرهة للمياه، وفي ظل التهديد المائي بسبب “سد النهضة”، فإنه من الأفضل أن يتم استيراد الأرز من دول جنوب شرق آسيا والهند، إذ لا تعتبر زراعة الأرز مكلفة في هذه الدول مثل مصر، لاعتمادها على الفائض من مياه الأمطار.

وأشار “شراقي” إلى أن الحكومة وضعت مخططا لتكون المساحة المزروعة من الأرز مليون فدان فقط، ولكن هناك تجاوزات كبرى من الفلاحين، في ظل عدم الرقابة للمخالفات الجسيمة، التي تتبع وتخرج عن النطاق الموضوع لبرامج الزراعة، فتصل المساحات المزروعة من الأرز لمليوني فدان، مشددا على ضرورة إعادة النظر في الزراعات التي يقبل عليها الفلاح، وتضر بالأمن المائي.

وهاجم رئيس جمعية “مواطنون ضد الغلاء”، محمود عسقلاني، ما تعد له الحكومة بوضع المكرونة على بطاقات التموين، ليكون الأمر اختياريا مع الأرز، ثم تكون المكرونة إجبارية، موضحا أن الدولة تترك الأغنياء ينعمون باستهلاك المياه في ملاعب الغولف في قصورهم والمسابح الضخمة، التي تكون بحيرات في الساحل الشمالي والمنتجعات، وتتحدث عما يتسبب فيه الأرز الذي يعدّ سلعة إستراتيجية عند المصريين بحجة الأمن المائي.

وذكر “عسقلاني  إن من المنطق أن تأخذ الحكومة من الأغنياء لإعطاء الفقراء، ولكن العكس هو القائم بترفيه الأغنياء على حساب الفقراء، موضحا أن أزمة الأمن المائي أمر خاص بالحكومة ولديها الاختيار في أن توفر المياه، بعدم زراعة الأرز، وتستورده من الدولة التي تقوم بتصديره بسعر أقل من التكلفة، وقبل ذلك يجب أن تنظر إلى منتجعات الغولف والمسابح، التي تأخذ أكثر من نصف حصة  مصر من مياه نهر النيل.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى