رئيس التحرير

اجتماع طارئ لوزير الزراعة بمركز البحوث الزراعية!

بقلم: د.أسامة بدير

مر قرابة الـ60 يوما تقريبا على تولى، السيد القصير منصب وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، خلفا للدكتور عز الدين أبوستيت، وأنا هنا لست بمعرض استعراض مقارنة بين الوزيرين، فكلاهما شخصية مرموقة ومقدرة ومحترمة ولها مرجعيتها الثقافية والحضارية، فضلا عن العلمية والعملية، لكنى فقط سوف اتناول فى سطور هذا المقال إشكالية هامة للغاية تستعدعى التوقف عندها إذا ما أردنا تحقيق انطلاقة قوية ونهضة حقيقية فى القطاع الزراعى قائد تنمية جميع قطاعات الاقتصاد الوطنى.

يمر اليوم بعد الاخر، وأنا انتظر من وزير الزراعة أن يعلن عن دعوة جموع الباحثين أو من يمثلهم فى اجتماع للاستماع منهم، والسماع منه، وإدارة حوار راقى مفتوح القلب والعقل والفكر ولا ينقصه الصراحه، فكلا الطرفين منوط لهما إدارة المنظومة الزراعية فى الدولة المصرية الحديثة، الباحثون بعلمهم وفكرهم وابتكاراتهم وتحديات عصر التنكولوجيا بكل أدواتها ومعارفها التى تتقدم بشكل مذهل، والوزير بما يملكه من أدوات السلطة التنفيذية على أرض الواقع التى تساعد على ترجمة الخطط والبرامج والمبتكرات الحديثة إلى حقيقة ملموسة على أرض الواقع أمام المزارع، التى تأتى ثمارها ويجمعها كل أفراد الوطن، وانتظر مثل هذا الاجتماع عن شغف، الذى لم يحدث بعد!.

يمر شهر وراء شهر جديد، وأنا انتظر أن يعلن المركز الصحفى بالوزارة عن عقد اجتماع عاجل للوزير مع شباب الباحثين لطرح رؤيتهم فى تطوير وتحديث البحوث الزراعية من أجل الدفع بخطوات متسارعة نحو المستقبل المنظور، بشكل يحقق أكبر مردود اقتصادى على الزراعة المصرية وتنمية الصادرات الزراعية وتقليص الفجوة الاستيرادية لتقاوى الخضروات وكذا الغذاء، لكن شيئا من هذا لم يحدث حتى الان!.

ومع مرور الأيام والشهور بشكل متسارع من غير تحقيق لقاء يجمع الوزير بالباحثين فى مركز البحوث الزراعية للتعرف عليه عن قرب، يعرفهم على أرض واقعهم بالشكل الذى يسمح لهم بالحديث والتحاور مع الوزير بكل ما يتسم بـالشفافية والنزاهة، فـالقطاع الزراعى المصرى لا يملك رفاهية الوقت المهدر.

ومن هنا أدعو السيد القصير وزير الزراعة، لعقد اجتماع طارئ مع الباحثين بـمركز البحوث الزراعية من أجل التأكيد على مبدأ التواصل والحوار فى شكل حضارى يجعلنا فى مصاف الدول المتقدمة، الحقيقة الدامغة التى لا تحتمل الشك أن الباحثين بحاجة ماسة للقرب من الوزير السيد القصير، وطبقا للمنفعة التبادلية المجتمعية أيضا هو يحتاج للقرب من الباحثين، وأنا لا أقصد القرب المكانى قدر قرب الأفكار والرؤى بل وتلاقيهما والاشتباك الحسن معهما فى ظل منظومة متكاملة ومتداخلة ومتفاعلة تؤدى فى نهاية المطاف إلى تنسيق وتوحيد الأهداف وتحقيق الإنجازات التى بها يزدهر وطننا ونملك قوتنا بحق.

يقينى، أن وزير الزراعة لابد أنه يملك رؤية عامة محددة الأهداف مغلفة بأجندة مطالب أو تكليفات رئاسية جاء ليقود وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى من أجل تحقيقها، وبالتالى ربما لا أظنه ينحج فى ذلك، ما لم تحدث شراكة حقيقية وجادة مع الأطراف الفاعلة فى كيان بحجم وزارة الزراعة، والطرف الفاعل الرئيسى هو مركز البحوث الزراعية، ومن هنا وجب على الوزير التواصل المستمر بالشكل اللائق بالهيئة البحثية بـمركز البحوث الزراعية لأنهم يملكون كل مقومات نجاحه فى أداء عمله.

وأمانة الكلمة تقتضى أن أقولها للسيد القصير بمنتهى الشفافية، أن مركز البحوث الزراعية هو العصا السحرية التى ستقودك حتما نحو تحقيق نجاحات سريعة ومستمرة، بفضل عقول ومجهودات الباحثون ستملك جميع مفرادات وعناصر ومحددات طفرات فعلية هائلة تتحقق للقطاع الزراعى، بالتأكيد العكس بالعكس، فالعلاقة بينك وبين مركز البحوث الزراعية وباحثيه طردية كلما اقتربت منهم بالإيجاب، كلما زاد نجاحك وارتفعت اسهمك لدى القيادة السياسية التى راهنت عليك وحملتك المسئولية لإدارة وزارة الزراعة ذات القيمة الاقتصادية فى ظل التوجهات الجديدة والاقتصاد الحر والأهمية القصوى فيما يخص الأمن الغذائى لملايين المصريين.

وأخيرا، سأنتظر قريبا من وزير الزراعة السيد القصير، ترتيب اجتماع عادى أو عاجل أو طارئ مع الباحثين بـمركز البحوث الزراعية ليضع فيه النقاط على الحروف، وتدشين دستور عام للعمل خلال الفترة المقبلة فى ظل قواعد حاكمة لكل مقتضيات البحث العلمى الزراعى، من منطلق أن مركز البحوث الزراعية يعد أحد أهم الأذرع البحثية لتنمية الزراعة المصرية، واعتقد أن وزير الزراعة يحتاج أن يتواصل بـشفافية مطلقة مع شباب الباحثين أمل ومستقبل مصر الواعد لنهضة القطاع الزراعى.

الشاهد، أننى أرى هذا اليوم سيكون قريبا جدا، لأن الباحثين بـمركز البحوث الزراعية لهم كامل الحقوق فى التعرف على فكر ورؤية الوزير الذى يشاركهم فى إدارة منظومة العمل الزراعى بمصر، كما أن الوزير من حقه أن يعرف بنفسه على أرض الواقع كل ما يشغل ويهم الباحثين للمساعدة فى تذليل كافة العقبات التى تعوق سير منظومة العمل البحثى الزراعى.

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى