رأى

إياكم واستمرار تخريب التعليم في مصر

أ.د/عبدالباسط صديق

بقلم: أ.د/عبدالباسط صديق

تناولت بعض الصحف والمواقع أخبارا عن وجود نية لدى الحكومة التى سيتم تشكيلها حاليا حول إمكانية دمج وزارة التربية والتعليم مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى.

وهو يؤدى إلى وضع ثلاث وزارات منفصلة فى وزارة واحده.

يعنى أن وزير واحد (حتى لو كان ذو قدرات خارقة ) يصيح مسئول عن أكثر من 20 مليون من الشعب ما بين تلميذ .. طالب .. دارس .. باحث بالإضافة للموظفين الإداريين والمدرسين واعضاء هيئة التدريس والمراكز القومية للبحوث.

فكرة الدمج نفسها تعنى استمرار التخبط وعدم وضوح الرؤية او الاهداف المراد تحقيقها فى الفترة القادمة وهى مؤشر أيضا على عدم اهتمام الدولة بايجاد حلول عملية للمشكلات التى يعانى منها التعلم.

الثلاث وزارات (تربية وتعليم … تعليم عالى … بحث علمى) لكل منها مشاكلها وملفاتها التى تحتاج الكثير من العمل والتطوير والإنشاءات والقوانين … ومن المستحيل ضمها معا تحت وزارة واحده لأن هذا معناه فشل ذريع ونتائج لا يحمد عقباها.

قد يكون من الأفضل انشاء مجلس أعلى يساعد ويضع استراتيجيات التعليم فى مصر ويحقق التنسيق والتوازن لتحقيق أهداف الدولة. وهى على أن تظل كل وزارة منهم منفصلة ويتحمل وزير كل منها العمل الفنى والتطوير فى وزارته.

انا لا اريد ان ادخل بكم فى بيان الأرقام فى كل وزارة منهم ولكن يكفى فقط أن نشير إلى مقدار التخبط فى كل وزارة منهم وعدم رضاء أو قبول منسوبى كل واحده منهم عن ما تقوم به الحكومة من أداء بالإضافة إلى تصاعد وتيرة عدم رضاء أولياء الأمور عن القرارت الأخيرة التى تهدد مستقبل أبناءهم لعدم وضوح الرؤية وعدم وجود حوار مجتمعى (حقيقى وليس شكلى) حول القضايا التعليمية حاليا.

وبالإضافة إلى تزمر أعضاء هيئة التدريس بـالجامعات الحكومية بسبب وضعهم المالى الحالى والرعاية الصحية والمعاشات وحاجتهم إلى تعديل قانون تنظيم الجامعات وتطوير البرامج التعليمية لتناسب سوق العمل.

أما مشاكل التربية والتعليم المثارة حاليا فى تصم الأذان وتشغل العقول وأما المراكز البحثية فحدث ولا حرج من كثرة المشاكل والملفات التى تحتاج لوزارة خاصة بها.

والخلاصة: لن تتطور مصر علميا واقتصاديا بدون الاهتمام بتطوير التعليم فيها .. وفكرة الدمج تعنى زيادة المشاكل وتأخر التطوير وهو عكس ما هو موجود فى خطة مصر 2030 التى ينادى بها الرئيس لتطوير مصر.

*كاتب المقال: أستاذ فى كلية التربية الرياضية بجامعة الإسكندرية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى