رأى

أيام عصيبة.. اللهم احفظ مصر!!

أحمد إبراهيم

بقلم: أحمد إبراهيم

إذاعي وكاتب صحفي

بلدنا الغالى يعيش هذه الأيام ظروفاً تكاد تكون الأعصب فى تاريخه، سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى والحكومة الحالية ورثت مشاكل كل الحكومات السابقة ومطلوب منها إيجاد حلول سريعة جراحية فى ظل إمكانيات وموارد محدودة.

على المستوى الداخلى، هناك انهيار لمعظم المرافق والخدمات، فحينما تهطل الأمطار تتسبب فى كوارث، حيث شبكة الصرف الصحى شبه متهالكة ولم يكن هناك تفكير فى عمل خطوط صرف خاصة بمياه الأمطار للاستفادة منها حتى تصبح نعمة، بدلاً من نقمة تهدم الأخضر واليابس.

شبكة الكهرباء التى لا تتسبب فقط فى تسريب وإهدار الطاقة ولكنها أيضاً تقتل الإنسان والحيوان.

مرفق السكة الحديد الذى لا يسر عدواً ولا حبيباً والذى تدهور من المرتبة الثانية عالمياً حتى السابعة والثمانين، ويحقق خسائر بشرية ومادية بالمليارات.

الطرق والكبارى القديمة لم تشهد صيانة منذ إنشائها ووصلت إلى مرحلة الانهيار التام، العشوائيات حدث عنها ولا حرج، حيث تحولت إلى قنابل موقوتة وانتشرت فى ربوع البلاد.

انهيار المرافق لم يتسبب فقط فى معاناة المواطنين، بل أيضاً أثر سلباً على الاقتصاد وعلى مناخ الاستثمار.

الرئيس السيسى وحكومته ورثا مع كل هذه المشاكل جهازاً إدارياً عقيماً يعوق أى تقدم، وأيضاً منظومة فاشلة فى التعليم والصحة والدعم وأعباء اقتصادية كبيرة كانت مؤجلة من عشرات السنين، كما ورثوا مؤسسات ضعيفة وحياة سياسية مُجرفة وأحزاباً هشة وحرباً إرهابية شرسة.

أما التحديات الخارجية فهى أشد جسامة، فالأخطار تحاصرنا من كل مكان لأن قدر مصر أنها فى منطقة ساخنة كانت وما زالت مطمعاً للاستعمار وأصبح موقعها المتفرد نقمة وليس نعمة، فمعظم دول المنطقة تتلاشى من على الخريطة وحدودنا ملتهبة، ثم تأتى أزمة جديدة لم تكن فى الحسبان وهى مشكلة سد النهضة والتى تعاملت فيها مصر بمنتهى الشرف فى زمن الشرف فيه عزيز، كما يقول دائماً رئيس الجمهورية.

حتى أزمة فيروس كورونا رغم أنها وافدة علينا، ولكن هناك حرباً متعمدة على بلدنا من وسائل الإعلام المعادية ومواقع التواصل الاجتماعى لتصوير الأمر وكأن مصر أصبحت موبوءة وهى منبع الفيروس رغم أننا ضحايا ولسنا جناة ومن أقل دول العالم إصابات وبشهادة منظمة الصحة الدولية.

كما أنه لا توجد دولة فى العالم تتعرض لحرب شائعات قذرة مثل بلدنا وللأسف معظم المواطنين يروجونها عن جهل وقد لا يثقون فى الحكومة حينما تكذبها.

ورغم كل هذه التحديات الخارجية والداخلية والتركة الثقيلة، فإن الإنجازات التى شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة لا ينكرها إلا جاحد وما حدث فى مجال البنية الأساسية (الطرق، الكبارى، الأنفاق، الكهرباء، الطاقة، الغاز، المياه، الصرف، الإسكان) إعجاز وطفرة غير مسبوقة، بالإضافة إلى الاستقرار الأمنى والعسكرى، حيث أصبح جيشنا من أهم وأعظم جيوش العالم.

ومع هذه الإنجازات ما زال بلدنا يعيش أياماً صعبة ربما تستمر طويلاً وهذا يتطلب من جميع المواطنين التكاتف خلف قيادتهم ومؤسساتهم الوطنية لمواجهة الأخطار الداخلية والخارجية. قد نختلف مع بعضنا ولا نختلف على وطننا.

هذه الظروف تحتاج أيضاً إلى رجال أكفاء وطنيين يعملون بضمير ويفكرون خارج الصندوق حتى يجتاز بلدنا هذه المرحلة الأعصب فى تاريخه، اللهم احفظ مصر من الفتن والشرور، آمين يا رب العالمين.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى