رئيس التحرير

أهم أحداث الأسبوع الماضي بمركز البحوث الزراعية

بقلم: د.أسامة بدير

أخيرا، بعد طول انتظار شهد مركز البحوث الزراعية حدث جلل، هام وخطير للغاية، حتما سيكون إضافة بالغة لكافة الجهود التي تُبذل على مدار الساعة من جميع القيادات والعلماء والخبراء والباحثين في معاهد ومعامل المركز.

قبل أن أفصح لك عزيزي القاريء عن هذا الحدث الهام الذي تم أواخر الأسبوع الماضي في مركز البحوث الزراعية، والذي سيكون له عظيم الأثر في دفع كافة أعمال وإنجازات المركز بالشكل الذي تتنامى معه أقصى معدلات التنمية الريفية وفي القلب منها التنمية الزراعية، اسمح لي التأكيد على أمر حقيقي وضروري إذا ما أردنا أن نرتقي ونتطور وتزدهر الزراعة المصرية، وهو أنه لابد من الإطاحة بشخصية الأنا في قيادة المؤسسات التي تتبع البحث العلمي، ومعها إدراك هام جدا يجب توافره فيمن يتولون مناصب قيادية، وهو أن قيادة أعضاء هيئة بحثية تختلف تماما عن قيادة موظفين في إحدى الوزارات، فالمدير ليس موظفا على مجموعة من الباحثين، كما أنه لابد أن يعلم أن اختياره لا يعني بالضرورة أنه أفضلهم، الفارق كبير للغاية بين القائد بفكر وسمات الموظف، والقائد الباحث في منظومة البحث العلمي.

الشاهد، أنه بالقرار رقم (486) لسنة 2021 بتاريخ 4 نوفمبر الجاري الذي أصدره «السيد القصير» وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بتكليف الدكتور محمود حسن حسن إبراهيم ضيف، بالعمل مديرا لـمعهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية، يكون قد اكتمل بناء الهيكل القيادي للمعهد الذي ظل قرابة ثلاث سنوات غير مكتمل، يعاني فردية القيادة وتشوه بعض القرارات التي أضرت بمنظومة العمل وأصابتها بأخطر الأمراض الإدارية والاجتماعية، وفي أحيان كثيرة عطلت سير العمل وأداء الإنجازات، الأمر الذي انعكس على سمعة المعهد داخليا وخارجيا.

لست هنا لكي أنصب من نفسي قاضيا ألقى الاتهامات والأحكام على أحد ممن تولوا زمام القيادة بالمعهد خلال الفترة الماضية، فلهم مني جميعا خالص التقدير والاحترام، منهم من اجتهد وحاول القيادة بحكمة واقتدار وأصاب جزءا من الهدف وحقق ثمة إنجازات يمكن أن تُرى تحت الميكروسكوب رغم صعاب جمة ومتطلبات غير متاحة بسبب وبدون، والبعض الآخر ظن في نفسه سمات قيادية لم تكن متوفرة لديه.. أخطأ واستمر، واضطر – دون إدراك – على الاستمرار في الطريق الخطأ بسبب غياب تام للعقل الجمعي الذي كان من المفترض أن يكون موجودا هو وباقي أضلاع قيادة المعهد ممثلة في وكلائه الثلاثة الذين ظل مكانهم شاغرا لفترة طويلة، وبذلك يكون معهد الإرشاد الزراعي قد تفرد من دون معاهد ومعامل مركز البحوث الزراعية في تأسيس قيادة الفرد الواحد للمؤسسة البحثية بسبب الظروف التي لا أعرف لها سببا حتى الآن.

لن أزايد على أحد، فأنا عاشق لتراب مركز البحوث الزراعية معاهده ومعامله، هوائه بالنسبة لي هو شريان حياتي، نبضات قلبي تخفق عند دخولي من بابه، عيني تدمع كلما سرت في طرقاته وتجولت بين أبنيته فخرا واعتزازا بهذا الصرح الكبير والعظيم، أنا خادم لهذا المركز، علماؤه وباحثيه وشباب باحثيه خير من أنجبت مصر.

أنا على يقين من النجاح الباهر الذي سيكون حليف معهد الإرشاد الزراعي الأخطر والأهم في مركز البحوث الزراعية كونه الأوحد الذي يتعامل مع البشر – أهم عناصر منظومة الإنتاج الزراعي – فعلمائه وباحثيه يملكون كلمة السر الخاصة بالفلاح المزارع الإنسان.

عزيزي القاريء: لن أخجل أن أبوح لك بسر، فأنا أثناء كتابتي سطور هذا المقال أشعر برعشة شديدة تملأ جنبات جسدي، عيني تدمع، قلبي يخفق، كل جوارحي تنطق بجملة واحدة “أنا عاشق لـمركز البحوث الزراعية، حتى آخر لحظة في عمري”.

ليعلم الجميع.. أنني لن أكتب إلا ما يمليه علي ضميري ويصب في مصلحة المركز وباحثيه، أنا لست طامعا في منصب أو مال، سوى أن أرى مركز البحوث الزراعية أفضل مركز بحثي في العالم بأسره، هذا هو طمعي الوحيد، وأنا على يقين من تحقيق ذلك في المستقبل المنظور رغم الصعاب والتحديات، وذلك بفضل علماء مخلصين وشباب باحثين متميزين سيتحقق.

أنا بطبيعتي متفائل.. أشكر كل من ساهم في إكمال أضلاع المثلث القيادي بـمعهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية، فالمدير الجديد ومعه الوكلاء الثلاثة من خير شباب الباحثين، أثق فيهم، وسنعطي لهم الفرصة لتحقيق إنجازات عظيمة غابت عن المعهد لفترة.

أنا على يقين من تقديم كل أوجه الدعم المادي والمعنوي والمالي واللوجستي لإدارة معهد الإرشاد الزراعي الجديدة لتحقيق الطموحات والتطلعات المأمولة من أجل طفرة في إنجازات مركز البحوث الزراعية، لأن كافة مخرجات الإنتاج العلمي الزراعي التطبيقي من جميع معاهد ومعامل المركز ينبغي أن تصب في معهد الإرشاد الزراعي خير سفير لنقلها للمزارع تمهيدا لتطبيقها على أرض الواقع، والاستفادة منها في زيادة الإنتاجية الزراعية كما وكيفا، فضلا عن الوصول إلى أفضل دخل يساهم في تحقيق الرفاه الاجتماعي الاقتصادي للمزارعين وأسرهم.

لقد بات واضحا أن تباشير نسمات الصباح لاحت في الأفق، وظهر جليا أن قيادة العقل الجمعي باتت الآن قيد التخطيط والتنفيذ والمتابعة بـمعهد الإرشاد الزراعي، وأتوقع أن تساندهم قيادة رشيدة بـمركز البحوث الزراعية تمتلك من الخبرات والقدرات التي تتيح الترحيب والاستماع والمناقشة لكل الخطط والبرامج المقدمة، وإقرار ما يحقق الأنفع منها للمعهد والمركز والوزارة والزراعة المصرية دعما لتنمية الاقتصاد الوطني.

للتواصل مع الكاتب
[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى