الأجندة الحيوانية

الأملاح المعدنية.. ضرورة حياة لحيوانات المزرعة

حيوانات المزرعة

كتب: د.صفوت كمال تعد الأملاح المعدنية ضرورة من ضروريات الحياة لمختلف الحيوانات المزرعية، وبدونها يتعرض الحيوان لأعراض المرض المختلفة من ضعف عام واضطرابات عصبية ورعشة عضلية، ونوبات تقلصية ونفوق.

والمادة المعدنية موجودة موجودة في جميع دقائق الجسم الحيوية، فعلي سبيل المثال نجد أن النواة في الخلية غنية بالفسفور، والهيكل العظمي غني بالكالسيوم والفسفور، وكرات الدم الحمراء بها عنصر الحديد، ومركبات البوتاسيوم، ومصل الدم غني بالكلور والصوديوم.

ولا تتم عمليات هضم الغذاء ألا في وجود الأملاح المعدنية، فهي توفر درجة الحموضة اللازمة لعمل “بيسين” المعدة والذي لا يقوم بتحليل البروتينات إلا في وجود حامض “الهيدروليك” وعنصر الكلورين اللازم لعمل هذا الحمض، ولا يمكن الحصول عليه إلا من ملح الطعام (كلوريد الصوديوم)، ولا تنتظم عمليات الإمتصاص إلا في وجود الأملاح المعدنية في الأمعاء.

كما أن دورة الغذاء المهضوم في الدم تكون مرتبطة بما تحويه من أملاح معدنية، ونقص الكالسيوم والفسفور في الغذاء يؤدي إلي لين العظام وتفتتها وسرعة كسرها إذا ما تعرضت لأبسط حالات الاططدام، كما أنها تعرض الحوامل للإجهاض وضعف الجنين، وملح الطعام يفتح شهية الحيوان لتعادل أعلافها، كما أنه ينبه الغدد اللعابية لافراز عصارتها فيمنع بذلك كثيرا من الاضطرابات الهضمية، ونقص ملح الطعام في علف ماشية اللبن تؤدي إلي فقد شهيتها للأكل وهزال الجسم ونقص إدرار اللبن.

كذلك وجد أن نقص الحديد والكوبلت في العليقة تؤدي إلي فقد تدريجي للشهية والهزال ويجف الشعر ويفقد لمعانه وتتكون بالجلد قشور خشنة ويتأخر النضج الجنسي ويصاب بالأنيميا التي يدل عليها نقص الهيموجلوبين وعدد كرات الدم الحمراء وحجم الدم ويقل إدرار اللبن، ونقص الكوبلت يؤدي إلي زيادة معدل تمثيل الحديد فتصاب العجول الصغيرة بالإسهال والهزال الشديد، ونقص اليود يؤثر علي الأجنة التي تولد ناقصة أو مصابة بمرض الجويتر أو نافقة، والحيوانات الهزيلة لا تحاول التطلع لغذائها مهما طال بها الوقت، وتفقد الجلد وتغور العينان وتتسع الحدقتان وتبرد الأطراف وترتخي العضلات وتضمر وتبهت الأغشية المخاطية الظاهرة وتكاد تكون بيضاء اللون، ويحدث ااحيوان في بعض الأحيان أوديما أسفل البطن من مقدم الضرع حتي الليب ويضعف القلب والتنفس وتظل الماشية واقفة، واذا رقدت يتعذرعليها الوقوف، وقد يحدث بمؤخر الجسم شلل يلازم الحيوان حتي نفوقه ويقل إدرار اللبن في الماشية الحلوب حتي ينقطع تماما، ويكون اللبن خفيفا مائيا قليل الدهن وربما يسبب استعماله في الرضاعة نفوق النتاج.

مرض اللحس

إن أهم أمراض النقص المعدني في جسم الحيوان هو مرض اللحس الذي يصيب الحيوانات المجترة (أبقار – جاموس – أغنام – ماعز) وكذلك الطيور، وذلك نتيجة لنقص الأملاح القلوية مما يتسبب في زيادة حموضة الدم وينبه نقص الكالسيوم في الغذاء وزيادة الميل الحامضي، ويحاول الحيوان تعويض هذا النقص من أي مصدر فيلحس الحوائط والجدران ويسف التراب والرمل ويلتهم الأجسام الغريبة.

وتتركز أعراض مرض اللحس في اضطرابات هضمية وفقدان الشهية وتوقف الاجترار والإمساك ومحاولات مستميتة للحيوان للحصول علي الأملاح، وفي الخيول لو لوحظ أنها تتناول كميات كبيرة من الرمال، وذلك يؤدي الي الضعف والهزال مع ظهور أعراض الحمي في بعض الأحيان، وأعراض المرض في الأغنام هي لحس الصوف في فصل الجفاف، وتبدأ الحملان الصغيرة في عض صوف أمهاتها في الأجزاء الملوثة بالبول والبراز وإلتهامها له مما يتسبب في ظهور كرات الصوف التي تسد فتحة البواب من المعدة أو أي جزء من الأمعاء وتسبب نفوق الحيوان.

حمي اللبن

هذا المرض يصيب الماشية في موسم الولادة الثالث إلي الخامس عند الولادة أو بعدها بقليل، وتظهر أعراض تقلصية وارتخاء في العضلات تنتهي بغيبوبة، وغالبا ما يهاجم الماشية عالية الادرار سهلة الولادة وذلك لنقص الكالسيوم في الدم (ونسبة الكالسيوم في دم الأبقار/100 مل مصل دم)، وتنخفض هذم الكميات في الحيوانات المريضة، وأعراض المرض رقاد الحيوان ممدد القوائم ملتوي الرأس علي الجانب في حالة إغماء، وتكون العضلات مرتخية، وتتسع حدقة العين ويحدث ضيق في التنفس وأنين والتوقف عن بلع اللعاب وتراكمه في فراغ الفم، والامتناع عن الأكل والاجترار، وتوقف عمليات الاخراج، وارخاء الضرع، وتوقف الادرار، والعناصر المعدنية لاتقسم وفقاً لأهميتها، ولكن طبقاً للكميات التي يحتاجها الجسم بكيات كبيرة وتضم سبعة عناصر وهي الكالسيوم، والفسفور، والصوديوم، والكلورين، والماغنسيوم، والبوتاسيوم، والكبريت، أما العناصر المعدنية الصغري والتي يحتاجها الجسم بكميات دقيقة فتشمل الحديد، والنحاس، واليود، والكوبلت، والمنجنيز، والزنك، والسيلنيم، والاحتياجات من العناصر البمعدنية تعتمد علي العناصر نفسها وليس علي وزن الملح المعدني، ولهذا فنسبة الاضافة الي العليقة تعتمد علي نوع الملح المعدني ومدي احتواءه علي العنصر حيث تختلف تركيزات العناصر في الأملاح باختلاف مصدر الملح المعدني.

احتياجات الحيوانات من العناصر المعدنية

بالنسبة لنمو الجسم وتعويض الفاقد من الأنسجة فتتركز المعادن داخل الجسم في العظام والأسنان حيث تحتوي العظام الطازجة علي 45% رطوبة و25% رماد و20% بروتين و10% دهن, ويتكون الرماد في العظام من 36% كالسيوم و17% فوسفور و8‚0% مغنسيوم, وتتوزع باقي معادن الجسم في الشعر والحوافر والأنسجة الطرية والكريات الدموية وغيرها.

أما عن دور الأملاح المعدنية كمنظمات للجسم فهي تنظم العمليات الحيوية بالجسم وتدخل في تركيب وتنظيم وظائف الأنزيمات والفيتامينات والهرمونات التي تتحكم في جميع الدورات الميتابوليزمية وتركيز الجزيئات التي تنسق عمل سوائل الجسم مع الأنسجة، كما تعمل علي التوازن الحامضي – القاعدي الذي يحفظ درجة حموضة سوائل الجسم في حدود P.H7، وتعمل الأملاح المعدنية علي انتظام عمل الأعصاب وتنشيط العضلات وتحفيزها، ويحتاج الحيوان العناصر المعدنية في عملية انتاج اللبن، فلبن الماشية يحتوي علي 5‚8% عناصر معدنية علي أساس الوزن الجاف، واللبن عادة ما يحتوي علي كميات جوهرية من جميع العناصر المعدنية الضرورية ماعدا الحديد، والمعادن في اللبن يكون مصدرها الغذاء والذي يستهلكه الحيوان مع أو بدون الماء الذي يشربه، والاحتياجات من العناصر المعدنية تتأثر بنوع الحيوان، فالمجترات والخيول تحتاج أملاحا معدنية أكثر من الدواجن والخنازير، في حين أن الأغنام لا تحتاج إلي النحاس مثل الأبقار كما تتأثر بعمر الحيوان وجنسه وطبيعة معدلات الانتاج، وكذلك مستوي وصورة العنصر المقدم في الغذاء والمناخ والعوامل البيئية المختلفة.

والأعلاف المنتجة في المزرعة تكون فقيرة في عنصري الصوديوم والكلورين مما يجعل الحيوانات لا تحصل عليها وتعاني من النقص من أحدهما أو كليهما حيث أن الجسم يكون قادراً علي الاحتفاظ بالزيادة من هذه العناصر، ولكن لا يظهر أثر النقص سريعا علي الحيوان لأن الحيوان قد يعيد الاستفادة داخليا منها عند حصوله علي عليقة فقيرة في محتواها من الصوديوم، ولذلك ففظهور أعراض النقص يحتاج لعدة أسابيع.

ولتقديم الملح للحيوان، فتوجد قوالب ملح وهي عديمة اللون اذا ما احتوت علي ملح طعام فقط أو صفراء اذا ما اضيف لها الكبريت أو حمراء أو قرمزية أو بنية اللون اذا ما احتوت علي عدد من أنواع المعادن النادرة الضرورية، وتتميز قوالب الملح بسهولة إنتاجها وتقديمها للحيوان بدون حماية وتساعد علي تنشيط افراز اللعاب ولا تكون هناك أي خطورة قد يتعرض لها الحيوان للاستهلاك الزائد، ولكن يعيب قوالب الملح صعوبة حصول الحيوانات في بعض الأحيان علي كميات مناسبة من الملح.

أما عن الملح السائب فيكون ملح طعان فقط أو مضافاً إليه معادن نادرة، ويتميز الملح السائب بسهولة استهلاكه بواسطة الحيوانات، ولكن من عيوب هذه الطريقة ضرورة حمايتها في صناديق للمعادن وضرورة توفير الماء بكميات مناسبة وخاصة مع الحيوانات التي تعاني من جوع معدني، وذلك لتلافي عمليات النفوق المحتملة التي تنشأ عن استهلاك كميات كبيرة من الملح لعدم توفر ماء الشرب، كما يمكن تقديم الملح للحيوان كجزء من مخلوط الأملاح المعدنية، ويتميز ذلك بسهولة الحصول علي كميات مناسبة من الملح وتحفز الحيوان في نفس الوقت علي استهلاك معادن أخري أقل استساغة في المخلوط، ويمكن أيضا اضافة الملح كمكون من مخلوط العليقة الكلية، وغالبا ما يضاف ملح الطعام بنسب 25‚0 – 5‚0% من العليقة لضمان كميات مناسبة من الملح في العليقة، وهذا يحسن من استساغة العليقة، وبهذا يمكن تلافي النفوق اذا ما قدم ملح الطعام حراً وبطريقة سائبة.

وعندما تتغذي الحيوانات المزرعية علي علائق غير مخلوطة أو ترعي في المراعي فإن المعادن يجب أن تضاف للختيار حرة علي أساس أحد النظامين، أولهما نظام الكافيتريا وفيها يتم عمل مدود متعدد الحجرات يوضع في كل منها مجموعة مختلفة من المعادن أو تراكيب مختلفة منها وهذا يعتمد علي أن الحيوان يمكن أن يستهلك اختيارياً احتياجاته من كل معدن علي حدة، وهذا النظام وجد أنه غير ملائم حيث أن المدود يكون مكلف وفي نفس الوقت غير عملي لصعوبة الاحتفاظ به ملئ بالمعادن، وذلك بالمقارنة بنظام المدود الواحد والذي يوجد منه نوعان، أحدهما  للحيوانات المزرعية التي تتغذي علي الحبوب بصفة أساسية، وهو جزء واحد من الملح غالباً ما يكون محتوياً علي المعادن النادرة (1-2) جزء مسحوق العظام، (1-2) جزء من مطحون الحجر الجيري أو الأصداف.

ودائماً ما ينصح بمخلوط الأملاح المعدنية للحيوانات المزرعية ، وذلك لرحصها ولضمان عدم تعرض الحيوانات لأعراض نقص معدني وعدم حدوث أي آثار ضارة علي صحة الحيوان ونموه وانتاجه وتكاثره إلي جانب ان استخدام مخاليط الأملاح المعدنية في علائق الحيوانات المزرعية ستساهم في زيادة المحتوي المعدني من هذه العناصر للتربة الفقيرة فيساعد علي إثرائها بهذه العناصر، وبالنسبة للنوع الثاني من نظام المدود الواحد والخاص بالحيوانات في المراعي فاذا كانت المراعي نجيلية فيتم التغذية علي مخلوط أملاح معدنية والثلث الثالث مخلوط من مسحوق العظم يكون فيه الكالسيوم: الفسفور بنسبة 1:2، أما اذا كانت المراعي بقولية فيتم التغذية علي نفس المخلوط ولكن نسبة الكالسيوم الي الفسفور بنسبة واحد إلي واحد.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى