تقارير

أمراض النبات الفيروسية من التشخيص إلى المكافحة

كتبت: هدى الدليمي يعتبر الهدف من دراسة علوم أمراض النبات الفيروسية هو تشخيص المرض والتعرف على مسببه وطرق انتقالة ودراسة تأثير عوامل البيئة علي انشار المرض حتى يمكن الوصول للغاية المنشودة وهى مكافحة هذه الأمراض الفيروسية او الوقاية منها.

ويمكن تحديد إجراءات المكافحة فى النقاط التالية:

أولاً: منع مصدر الاصابة الأولية للمرض الفيروسى.
ثانيا: إنتاج نباتات خالية من الإصابة الفيروسية.
ثالثاً: استئصال أو اختزال الاصابة الأولية للمرض الفيروسى.
رابعا: الوقاية من الأمراض الفيروسية.
خامسا: تربية وزراعة أصناف مقاومة.

أولا: منع مصدر الاصابة الأولية للمرض الفيروسى عن طريق الاصابة الاولية هى شرارة النار التى يمكن القضاء عليها او تنتج عنها الحرائق وبالطبع تحدث عنها الخسائر لذا منع مصدر الاصابة الأولية يعد بمثابة منع شرارة النار ويتم ذلك عن طريق:

1ـ زراعة تقاوى او شتلات معتمدة ومن مصادر موثوق فيها: من الضروري أن تخلو البذور او  الشتلات تماماً من الأصابة وذلك لأن مجرد زراعة أعداد قليلة من البذور او الشتلات المصابة بالفيرس مثلا 10% اصابة عن طريق النواقل مثل الحشرات يستطيع الفيرس ان ينتشر أنتشاراً واسعاً تصل 90% وفى فترة وجيزة جدا.

2ـ دور الحجر الزراعى الداخلى او الخارجى فى منع مصدر الاصابة: يعرف الحجر الزراعى بأنه “القوانين التى تحد من حركة الحيوان أو النبات اذا كان حاملا لممرض أو آفة أو حشيشة”. تحدث حالات تسرب الممرضات إلى منطقة ما من خلال وسائل انتشار طبيعية مثل الحشرات أو عبر مسارات من صنع الإنسان مثل استيراد السلع الزراعية (بذور او اجزاء خضرية) سواء لغرض الاستهلاك أو لغرض الزراعة أو عبور سلع زراعية عبر أراضى دولة ما.

تتضمن مهام الحجر الزراعى ما يلى:
1ـ استبعاد الشحنات التى يتاكد من اصابتها من خلال الفحص.
2ـ محاصرة الأمراض التى دخلت حديثا إلى منطقة ما بطرق الانتشار الطبيعية كـالحشرات أو عبر مسارات من صنع الإنسان مثل دخول سلع زراعية بصحبة المسافرين وهو ما يعرف بـالحجر الزراعى الداخلى، على أن يتم استئصال النباتات المصابة فى تلك الأماكن المحاصرة.
3ـ معاونة منتجى ومصدرى السلع الزراعية لتحقيق متطلبات الحجر الزراعى للدول المستوردة.
4ـ درجات الخطورة للآفات الحجرية والإجراءات التى تتخذ حيالها.
5ـ زراعة بذور وأعضاء تكاثر خضرى معتمدة البذور وأعضاء التكاثر الخضرى عامل هام فى الإنتاج وأيضاً فى نقل الأمراض النباتية ويجب على المزارع الحصول عليها من مصدر موثوق لضمان الجودة المحصولية والخلو من الممرضات.

أما فى المحاصيل التى تتكاثر خضرياً بالشتلات أو الدرنات أو العقل أو الأبصال حيث تكون الأمراض الجهازية والفيروسية هى أكثر المشاتل شيوعاُ فإن تقنية مزارع الأنسجة هى المتبعة حالياً للمحصول على أعضاء تكاثر خضرى خالية من الأمراض.

ثانيا: إنتاج نباتات خالية من الإصابة الفيروسية

بعض النباتات التي تتكاثر خضريا مثل البطاطس والفراولة والموز والثوم وغيرها تصاب بـالفيروسات وهذه الأمراض يمكن أن تنتقل عن طريق التكاثر بالطرق التقليدية باستخدام الدرنات أو الريزومات أو المدادات لذلك يمكن استخدام طريقة زراعة الأنسجة يمكن إنتاج نباتات خالية من من الإصابة الفيروسية والمسببات المرضية الاخرى او لاكثار نباتات مقاومة للامراض الفيروسية.

وفيما يلى نوجز خطوات إنتاج النباتات الخالية من الإصابة:

1ـ تحديد النباتات الخالية من المرض والتى يبدأ بها البرنامج، ويفرض تعذر الحصول على أصول نباتية خالية من المرض فإنها تعالج معالجة حرارية أو كيماوية مناسبة للقضاء على الممرض، بينما للحصول على أنسجة خالية من الإصابة الفيروسية فإن النباتات تنمى فى درجات حرارة مرتفعة 35-40°س لفترة من الزمن تسمح بإنتاج نموات طرفية خالية من الفيروس.
2ـ ينقل جزء من النسيج البرانشيمى للقمة النامية (بعد التعقيم السطحى) الى بيئة غذائية مناسبة تحتوى على أملاح معدنية وسكروز ومنظمات نمو، ويتم التحضين تحت ظروف الإضاءة والحرارة المناسبة لحين ظهور نباتات متناهية الصغر (نبتات Micro plants).
3ـ تفرد النبتات عن بعضها البعض وتنقل إلى أوعية أكبر تحتوى نفس بيئة النمو ويتم ذلك تحت ظروف التعقيم.
4ـ بعد فترة مناسبة من النمو والتجذير (تبعاُ لنوع النبات) تنقل النبتات إلى وسط إنماء فى صوب ذات درجة حرارة وإضاءة مناسبة.
5ـ بعد عدة أسابيع تكون هذه الشتلات قابلة للنقل كما فى الفراولة والموز أو تنمى لأخذ عقل وإكثار هذه العقل كما فى بعض فى نبات الزينة أو تزرع فى الحقل حتى تكوين درنات ثم إكثارها كما فى البطاطس، ويجب مراعاة استبعاد أو مكافحة الحشرات الناقلة للأمراض خلال فترة الإكثار.
6ـ إجراء اختبارات دورية على أى من الشتلات أو النباتات للتأكد من خلوها من الأمراض حتى تصل وسبل التكاثر الخضرى إلى المزارع خالية من الأمراض.

ثالثا: استئصال أو اختزال الإصابة الأولية للمرض الفيروسي

المقصود بالاصابة الأولية الإصابة التى تظهر فى بداية الموسم وتظهر بعد الزراعة, وعلى ذلك فإن القضاء على الاصابة الأولية للمرض أو اختزاله يشكل عنصرا هاما من عناصر مكافحة المرض يتضمن ذلك ما يلى:

1ـ التخلص من مخلفات المحصول السابق المصاب: تحتوى مخلفات المحصول المصاب على الفيروس على سبيل المثال النباتات المصابة بفيروس موزيك الدخان obacco mosaic virus ) TMV).

2ـ القضاء على العوائل البرية مثل الحشائش: تصاب الكثير من الحشائش بالعديد من الأمراض النباتية التى تهاجم النباتات الاقتصادية وعلى ذلك فإن هذه الحشائش تمثل مصدراُ هاماُ للاصابة الأولية خاصة بالنسبة للممرضات الإجبارية التطفل كـالفيروسات إذ ليس فى مقدورها الترمم على مخلفات عائلها أو فى التربة أو حتى القدرة على البقاء خارج النسيج الحى. وربما تعمل هذه الحشائش أيضاً كعوائل لبعض الحشرات الناقلة للفيروسات وبذلك فإن هذه الحشائش تعتبر مخزن للفيروس والناقل الحشرى معاُ مثال ذلك فيروس اصفرار بنجر السكر الذى يصيب عديد من الحشائش الحولية التى يقضى فيها الفيروس فترة الشتاء وفى نفس الوقت فإن هذه الحشائش تعتبر عائلاُ لمن الخوخ الأخضر Myzus persica وهو الناقل الحشرى للفيروس. من ذلك يتضح أهمية القضاء على الحشائش ليس فى الحقل فقط ولكن فى الأماكن المهملة كجوانب الترع والمصارف وأطراف الحقول.

3ـ استئصال المرض من التقاوى: قد تكون التقاوى المتاحة حاملة للاصابة الأولية للفيروس وعلى ذلك فإنه يجب التخلص الفيروس كيماويا أو حراريا إلا أن المعاملة الحرارية هى الوسيلة الوحيدة للقضاء على الفيروسات المحمولة بالتقاوى إذ لا يوجد مواد كيماوية يمكنها القضاء على الفيروسات فى التقاوى الا عن طريق دخول المواد الكيماوية فى بيئات زراعة الأنسجة لانتاج نباتات خالية من الفيروس. تتم معاملة التقاوى حراريا إما بالغمر فى ماء ساخن أو بإمرار تيار من هواء ساخن على درجة حرارة 50 ° س أو أعلى بقليل لعدة دقائق بحيث تؤدى المعاملة الى القضاء على الممرض دون التأثير على الجنين. مثال ذلك معاملة عقل قصب السكر فى ماء ساخن للقضاء على الفيروسات فى عقل تقاوى قصب السكر.

4ـ مكافحة النيماتودا الناقلة للفيروس الموجودة فى التربة: تنتقل بعض الفيروسات التى تتبع مجموعة Nepovirus منها على سبيل المثال الإصابة بفيروس الورقة المروحية على العنب التي تنقله النيماتودا الخنجرية ومجموعة Tubravirus ومنها على سبيل المثال الاصابة بفيروس خشخشة الدخان الذى تنقله نيماتودا تقصف الجذور ويتم معاملة للتربة خاصة فى الزراعات المحمية و المشاتل للقضاء على النيماتودا.

رابعا: الوقاية من الأمراض الفيروسية

اذا كانت الوقاية خيرا من العلاج الا ان الوقاية بالنسبة للامراض الفيروسية هى اهم وسيلة لانة لا توجد وسائل علاج. تشمل الوقاية من الأمراض الفيروسية العديد من الوسائل والعمليات الزراعية.

ـ يمكن أن تلعب العمليات الزراعية دوراُ فعالاُ فى تقليل حدوث المرض خاصة مع الفيروسات التى تنتقل بطريقة ميكانيكية سواء بالاحتكاك الناتج عن أوراق أفرع النباتات أو الناتج عن مرور الإنسان أو الحيوان بين النباتات السليمة والمصابة. تنتقل هذه الفيروسات من النباتات المصابة طريق عصير النبات المصاب والمحتوي على الفيروس الى النباتات السليمة نتيجة كسر نتج عن بعض العمليات الزراعية كالحرث أو مرور العمال بين النباتات فى المزرعة واثناء ذلك يقع العصير من الخلايا المجروحة للنباتات المصابة على أيدي وملابس العمال أو الأدوات التى يستخدمونها حيث يقع العصير من النباتات المصابة ويلامس الجروح في النباتات السليمة قينتقل إليها الفيروس. والكثير من الفيروسات النباتية تنتقل بهذه الطريقة.

ـ يفيد إتباع الدورة الزراعية للقضاء على النيماتودا فى مكافحة الأمراض الفيروسية التى تنتقل عن طريق النيماتودا وبالتحكم فى ميعاد الزراعة يمكن إحداث تغيير فى الظروف البيئية المحيطة بكل من المرض والناقل مثل الحشرات والنبات بحيث نتفادى الظروف التى تلائم انشار الفيروس. تؤدى زيادة معدل البذر او الشتل إلى زيادة تزاحم وكثافة النباتات يؤدى الى تلامس الافرع والاوراق مما يؤدى إلى إيجاد ظروف ملائمة لكثير من الفيروسات التى تنتقل بالطريقة الميكانيكية.

ـ يؤثر التسميد على درجة قوة النبات وتحملة للاصابة فقد يكون النبات مصاب ويتحمل الاصابة ويعطى محصول جيد نظرا للتسميد المناسب الذى يعوض قلة واختزال النمو نتيجة الاصابة الفيروسية، الا اذا كانت الاصابة اولية ناتجة عن البذور او خلفات مصابة فلا يتاثر بـالتسميد نظرا لشدة الاصابة.

ـ لا يوجد حتى الان مكافحة كيماوية Chemical control او ما يسمى بـالمبيدات الفيروسية كالمبيدات الفطرية Fungicides والبكتيرية Bacteriocides antibiotics الا انه تستخدم المبيدات النيماتودية Nematocides فى مكافحة النيماتودا الناقلة للفيرروسات كما ان المبيدات الحشرية Insecticides تستخدم فى مكافحة الحشرات الناقلة للفيروسات.

· تشمل الوقاية من الأمراض الفيروسية التالى:

تقاوى سليمة.
مكافحة الناقل مثل الحشرات.
التخلص من مصادر العدوى.
إزالة النباتات المصابة واعدادها.
مكافحة النواقل الحشرية.
إستخدام تقاوى خالية من الأمراض الفيروسية.
استخدام التقنيات الحديثة فى تعريف وتشخيص المسببات المرضية.
عدم تحميل نباتات تعد عوائل متبادلة للفيروس او الناقل.

خامسا: تربية وزراعة أصناف مقاومة

وتعتبر من أحسن الطرق هو إستخدام أصناف مقاومة والتربية لها، ويمكن تعريف المقاومة Resistancee بأنها قدرة النبات على منع أو تثبيط تقدم المرض، وتتميز زراعة الأصناف المقاومة بالمميزات الآتية:

1ـ وسيلة فعالة لمكافحة المرض دون أن تتطلب من المزارع استخدام أى تقنية.
2ـ العائد من تربية الأصناف المقاومة يفوق العائد من أى وسيلة أخر.
3ـ من حيث توريث الصفة فإنها قد تكون مورثة بجين واحد Monogenic أو بعديد من الجينات Polygenic.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى