رأى

أفضل ممارسات التنمية الزراعية المستدامة في أفريقيا

أ.د/علاء البابلي

بقلم: أ.د/علاء البابلي

مدير معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة بمركز البحوث الزراعية وخبير المياه الدولي

فى أفريقيا هناك العديد من الخبرات الممتازة فى مجال التنمية والتبنى لمختلف تقنيات الادارة المستدامة للاراضى والمياه، هذا بالاضافة الى النهج والطرق الهادفة لتشجيع الانتاج بشكل مستدام وخفض تدهور الاراضى.

هناك نقاط اساسية تساعد فى كسب هذه الخبرات من خلال البرامج المشجعة لواحد او اكثر من هذه البرامح الآتية: ادارة وانتاج المحاصيل ـ ادارة الانتاج الحيوانى ـ ادارة الاشجار وزراعة الغابات ـ ادارة المياه والرى ـ ادارة المعرفة وبناء القدرات فى الزراعة وادارة المياه.

قضايا اخرى مهمة مثل: الادارة المستدامة للاراضى والمياه تحت ظروف التغيرات المناخية ـ دور ادارة المستدامة للاراضى للتكيف مع التغيير فى المناخ وطرق تقليل أثرها فى الصحراء الكبرى الافريقية.

إدارة وإنتاج المحاصيل

ـ تحسين خصوبة الاراضى تاتى من خلال زراعة الاراضي بشكل اقتصادى والذى يطلق عليه Land husbandry حيث يستخدم هذا المصطلح فى العديد من الاسترايجيات القومية والخطط التنفيذية طبقا لمبادرة خصوبة الاراضى لافريقيا. وان ادارة وزراعة الاراضى بشكل اقتصادى ذات مفهموم اوسع من استخدام مصطلح صيانة الاراضى والمياه “Soil and water conservation” لانه يتتطرق الى اجمالى نظم المعيشة للمزارع البسيط والتى تهدف الى تحسين الانتاجية والاستدامة للمصادر الطبيعية المعتمدة على انشطة استخدام الاراضى. وهذا هو الاساس الذى يجعل للمزارعين القدرة على تحسين وادارة افضل لزراعتهم ولمصادرهم الارضية. بناء عليه سيكون لديهم القدرة على الانتاج المبنى على اساس الاستدامة.

ـ فى الساحل هناك 250,00 هكتار من الاراضى المتدهورة والتى يتم استصلاحها منذ اوائل الثمانيات 1980 من خلال المشروعات التى تقوم على تقنيات حصاد الامطار ومقاومة النحر حيث يتم زراعتها الآن للمحاصيل وانتاج المراعى وان مشروعات ادارة الاراضى لديها معدل الداخلى للعائد (IRR) اكثر من 30%.

ـ الزراعة المحافظة على الموارد تهدف الى اعادة تخزين واستدامة وزيادة الانتاج الزراعى من خلال الادارة المتكاملة للاراضى والمياه والمصادر الحيوية المتاحة محليا. ان النهج الشمولى للانتاج الزراعى يعتمد على تعزيز عمليات التجديد البيولوجي للتربة الطبيعية المتضمنة الآتى:

1ـ ادارة المادة العضوية للاراضى المحسنة لزيادة كفاءة استخدام المياه والمحتوى الرطوبى للتربة والعناصر اللازمة للنبات.

تحسين الخصائص الطبيعية للتربة من خلال الاستمرار فى عمليات الخدمة الميكانيكية لاقل حد ممكن والمطلوب لزراعة البذور مباشرة . هناك زيادة فى انتاجية القطن وصلت الى 20% و15% زيادة فى انتاجية السورجم ووان الميكنة تقلل من ساعات العمل وزيادة الدخل، وتزايد الكربون المثبت لكل هكتار من 500 كح الى 2 طن كل عام فى خلال عشر سنوات.

3ـ الإدارة المتكاملة للافات والنباتات (IPPM): يجب التركيز عليها سويا وبشكل شامل حتى يمكن التغلب على معظم المشاكل المتعلقة بالانتاج، مع التركيز على اهمية امداد المزارعين بالمهارات المطلوبة لنمو محاصيلهم بشكل صحى. حديثا هناك العديد من البرامج التى تغطى المحاصيل الغذئية المهمة مثل الموز والكسافا والتى تعتبر اكثر شيوعا وانتشارا بسبب العوامل الاجتماعية والثقافية (التغذية – الايدز – العمالة – مهارات التسويق والعمل).

إدارة الإنتاج الحيواني

1ـ النظم المزرعية المتكاملة بين المحاصيل والانتاج الحيوانى يجب ان تشجع فى منطقة الساحل باستخدام الطرق المؤدية لتحسين دورة العناصر الغذائية للنبات بين اراضى المراعى والمحاصيل والحيوانات المجترة والاراضى.

2ـ تطوير استراتيجيات الادارة النفعية من قبل المجتمعات الرعوية من اجل الاستجابة لمخاطر زيادة معدل سقوط الامطار العالية المؤية الى فياضانات واتاحة التغذية الحيوانية فى بيئات المناطق الجافة والشبة جافة.

أثناء فترات الجفاف قد يحدث الاتي:

1ـ نقل الحيوانات لمسافات طويلة الى المناطق التى يوجد فيها وفرة فى التغذية الحيوانية.

2ـ الاهتمام بالمكملات الغذائية.

تواجد مخازن الغلال لمنع بيع الماشية.

العناية بصحة الحيوان حيث يحدث حالات من نفوق الحيونات نتيجة الامراض بصورة اكثر من فترات الجفاف المؤدية الى المجاعة.

التنويع أو التغييرات في تركيبة القطيع الحيوانية للاسر.

تنوع الدخل فى حالة سبل العيش القائمة على عدم وجود الحيوانات.

 لتقليل أثر الجفاف للثروة الحيوانية

استخدام الاستثمارات الزائدة من الانشطة الاخرى فى الثروة الحيوانية (خاصة الحيوانات الصغيرة ذات معدل تكاثر عالي).

نقل الحيوانات من خلال الشباكات الاجتماعية، علاوة على استراتيجيات الرعى التى تحسن الانتاجية والنوعية والتى تعزز التحمل للجفاف فى شرق وجنوب افريقيا.

الانتاج الحيوانى يدعم الامن الغذائى وتشغيل العمالة ومصدر الدخل وكمصدر لخدمة المزرعة. تشكل الحيوانات المجترة السواد الاعظم لصغار المزارعين فى غرب افريقيا والتى تولى اهتماما كبيرا من الرعويين.

نشؤ السياسات والاتفاقيات والنصوص القانونية المتعلقة بالرعويين فى غرب أفريقيا. ففى بلاد الساحل خاصة، نجد ان النصوص القانوية والتكويد الرعوى تم تبنيه مؤخرا وتطبيقه بدرجات مختلفة من النجاح. ومازال هناك القوانين فى بركينافاسو ومالى وموريتانيا والنيجر تحت التطوير لنجاحها للاستخدام الامن والجيد للمصادر الرعوية الشائعة.

الغابات وزراعة الأشجار

ـ تحسين خصوبة التربة وزراعة الاشجار متضمنة نمو الاشجار الخشبية الدائمة لنفس الارض المستخدمة فى الزراعة او الانتاج الحيوانى او الاثنين معا بطرق تسمح بوجود تفاعلات اقتصداية ونظم بيئية مشتركة بين المكونات الخشبية والغير خشبية. فى افريقيا، فان مركز البحوث الزراعية وكليات الزراعة يجب أن يكون فعالا في توثيق وتعزيز نظم زراعة الغابات الأصلية فى المنطقة وغيرها لتحسين خصوبة التربة.

ـ الغابات واعادة التشجير تتضمن زراعة الاشجار كأحزمة مصدات الرياح ولزيادة الخشب المستخدم كوقود وكاخشاب واعلاف. زراعة الأشجار قد اعترف بها لقدرتها على تنحية الكربون مع المحافظة على التربة ونوعية المياه وكميتها.

ـ حركة الحزام الآخضر فى كنيا، معروفة جيدا نتيجة زراعة الاشجار الاصلية فى المناطق التى تتجمع فيها المياه حيث توجد الغابات والمحميات المشاطئة للحفاظ على التنوع البيولوجي المحلي.

ـ هناك البرامج المعروفة باسم مزرعة أفريقيا فى كل من تنزانيا واثيوبيا لتعزيز إدارة الغابات المجتمعية المحلية لحفظ وزيادة الموارد في حين ان خفض خسائر الغابات وقطع الأشجار غير قانوني.

ـ فى غرب أفريقيا، هناك برامج تحول ادارة واستخدام زراعة الاشجار من الحكومة الى سكان الريف والترويج لسكان المناطق الريفية لمفهوم العقود في المناطق المحمية. مستخدمين الاخشاب  حيث يتم تشجيعهم لزراعة الاشجار لاغراض انتاج الاخشاب وللبناء وانتاج الوقود واهميته البئية بعد أن تم توعيتهم لأول مرة عن الأنواع المحمية واستدامتها وان نظام المراقبة والمتابعة يجب ان تاخذ فى الاعتبار لتأكيد الاستدامة.

إدارة الري والمياه

ـ هناك استثمارات لمشارع حديثة ناجحة فى ادارة الرى على المستوى الصغير فى المجتمات التى تم فيها اقامة المشاريع فيها. هناك امثلة تتضمن الآتى:

ـ وضع مخططات لتنيمة مشاريع الأرز على الانهار بتكاليف منخفضة حيث يوجد مصدر للمياه.

ـ بلاد الساحل اختبرت بنجاح الاستراتيجيات بتنمية المصادر المياه. فهناك اسر صغيرة اقامت الرى على مساحة ربع هكتار فى مالى وبوركينافاسو والنيجر هذا بالاضافى الى العديد من البلاد الاخر وان مساعدة الاسر الفقيرة بشكل جزئى يزيد من الدخول وانتاجية مزارعهم فى انتاج الغذاء الاساسى.

ـ فى غرب أفريقيا، هناك الاسوق الفردية مدفوعة استثمارات للاسر الصغيرة مع التقنيات المنخفضة التكلفة، كان هناك فى النيجر انتشار لمشروعات الرى على المستوى الارشادى لاستخدام انواع من تقنيات الرى لصغار المزارعين. تقنيات الضخ اليدوي تسمح لمضاعفة المساحة المنزرعة والحصول على 68% من معدل العائد الاقتصادى. هناك مشروع لتعزيز الطلب وسلسلة التوريد لمضخات الري على المستوى البسيط والمزراع الصغير تدار بالقدم في كينيا وتنزانيا. القطاع الخاص ومن ثم قادر على تصنيع وتوزيع هذه المضخات بشكل مربح الا انه لاايزال يباع  بأسعار فى متناول المزارعين.

ـ اما فيما يتعلق لمشروعات الرى على المستوى الاكبر فانها ستحقق تحولا من نهج الى الحد الذى يزيد من الخدمات التي سوف تكون موجهة من خلال الجمع بين الاستثمار الانتقائي ذات النتائج الباهرة. هذه التجارب تبين كيف يمكن أن تتحول مشاريع الري الكبيرة الى الربحية الاقتصادية الكامنة هناك.

ـ أحد أسباب النجاح في النيجر هو أن يتم إدخال الإصلاحات المؤسسية تدريجيا، مما يتيح الوقت للتغلب على مقاومة التغيير وإتاحة الوقت لتعديل والتكيف والضبط.

حصاد المياه تشمل الجمع بين التقنيات الحديثة والمحلية كوسائل لتعزيز حصاد الامطار. هذه التقنيات تزايدت بشكل كبير من خلال البرامج القومية والاقليمية، حيث الاعتماد فقط على الامطالر الغير منتظمة للانتاج الزراعى تعتبر من المعوقات الاساسية لانتاجية المحاصيل والانتاجية العالية لاصناف المحاصيل والتى لا يمكن تحيقيها بالشكل الكافى تحت ظروف الزراعة المطرية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى