حوار

أستاذ تغذية الحيوان بمركز بحوث الصحراء: استخدام نوى البلح في الأعلاف ليس ترفاً وإنما ضرورة

حوار: هيثم خيري

قال الدكتور صلاح أبو بكر ياسين، أستاذ تغذية الحيوان بشعبة الإنتاج الحيواني والدواجن بمركز بحوث الصحراء، أنه أجرى دراسة عن التصنيع الزراعي الصحراوي، مشيرا إلى إدخال نوى البلح في العليقة المركزة المستخدمة في تغذية الحيوانات بما يقرب من نسبة 25%، ما يعني ربع أكل الحيوان من نوى البلح.

وأضاف ياسين، أنه من حيث التكلفة والجودة فطن نوى البلح يصل الآن لـ2300 جنيه للطن، وبالتالي فاستخدام نوى البلح في الأعلاف ليس ترفا وإنما أصبح ضرورة.

وإلى نص الحوار..

س: بحكم تخصصك، هل أنت راض عن نصيب الفرد من اللحوم؟

لأ طبعا، نصيب المواطن المصري متدني للغاية.. أوصت منظمة الصحة العالمية بزيادة نصيب الفرد المصري من اللحوم، حيث إن نصيبه الحالي من الإنتاج الحيواني يمثل ربع النسبة الموصى بها، وهي لازمة لمناعة وصحة جيدة خاصة في ظروف “كورونا“، باعتبار أن المناعة تمثل خط الدفاع الأول ضد كورونا، ومعروف أن مقدار تأثير الفيروس لن يكون كبيرا إذا كان المصاب يحظى باتزان غذائي.

س: يعني ذلك أن المواطن في مصر يأكل ربع نصيب الفرد عالميا؟

بالضبط كده. منظمة الصحة أكدت أن النصيب المتوازن من 70 إلى 80 جرام يوميا من اللحوم، وفي مصر نصيب الفرد 25 جرام فقط يوميا، وهي نسبة بالطبع هزيلة كما ترى.. الظروف الاقتصادية تجعل الملايين يعجزون عن الوصول إلى النصيب العادل الطبيعي من اللحوم.

س: برأيك، هل يمكن تعويض البروتين الحيواني بالنباتي؟

ـ البروتين الحيواني له أهميته، رغم ارتفاع سعره، أنه يحتوي على الاحماض الأساسية التي يحتاجها الجسم، وبالطبع البروتين النباتي هام لصحة البشر لكنه لا يستطيع وحده الوفاء بحاجة الإنسان من الغذاء، حتى يتمتع بصحة جيدة.

س: أي الأغذية الحيوانية أكثر نفعا.. الأسماك أم الدواجن أم اللحوم الحمراء؟

أي حاجة المهم الناس تأكل.. هذه التقسيمة غير دقيقة، البروتين نوعان نباتي وحيواني، ومن ناحية القيمة الغذائية فكل أنواع البروتين الحيواني تؤدي نفس الغرض ولابد من توافرها، يعني يحصل المواطن على “فراخ” أو سمك أو لحم المهم يحصل على بروتين، وما يحدث أن هناك تفضيلات مختلفة للمستهلكين لنوع على حساب الآخر، وكل صنف له خصائص متمايزة دون غيرها.

هناك انماط غذائية معينة كل واحد وبيئته، في الصحراء مثلا هناك تفضيل للضأن والماعز، في حلايب والبحر الاحمر في جنوب مصر يميل الناس للأبل والجمال، لأنها تحصل على احتياجاتها الغذائية أقل من الأبقار والجاموس.. فـالأبقار تحتاج امكانيات أعلى ونمط زراعي مختلف يحتاج للاستقرار وهكذا.

س: مصر تستورد أعلافا بمليارات الدولارات بينما هناك حلول وبدائل كثيرة قد تمكننا من تقليل فجوة الاستيراد.. كيف ترى هذه القضية؟

الاعلاف كلمة عامة. الاعلاف تنقسم إلى قسمين العلف المركز والعلف الخشن، 80% من العلف المركز يعتمد على الاستيراد من الخارج، منها الذرة التي تدخل في العلائق ثم فول الصويا وهو مصدر رئيسي للبروتين في العلقية وإنتاجنا منه ضعيف ونضطر لاستيراده، الشق الثاني وهو العليقة الخشنة تتمثل في دريس البرسيم أو الدراو أو بعض المحاصيل الخضراء، ثم المخلفات الزراعية وهي أقل قيمة غذائية لكنها أثبتت نجاحا فائقا.

س: كيف؟

بعد عمليات الحصاد ينتج عنها مخلفات أقل قيمة غذائية منها الأتبان مثل تبن القمح وقش الارز والأحطاب ومخلفات الفواكه والخضار، ثم مخلفات نواتج أشجار الفاكهة، والمخلفات فيها جزئين الخشن عبارة عن مخلفات التقليم، ثم المخلفات التصنيع الزراعي، واشهرها نوى البلح وتفل الزيتون والمخلفات الناتجة عن تصنيع العصائر. ونطاق دراساتنا هو تحسين القيمة الغذائية لهذه المخلفات، لأن البروتين فيها قليل وفقير. كل المخلفات الزراعية مثل الأتبان تتراوح من 2 الى 4% بروتين حين نقارنها بالبرسيم قد يصل إلى 16%.

س: يعني هذا أن المخلفات الزراعية تعتبر مكملات غذائية فقط؟

هذا الأمر يخضع لنوع الإنتاج، لو الإنتاج بهدف اللبن تدخل بنسبة المخلفات كبيرة في عليقة الحيوانات، ولو الإنتاج بهدف اللحوم يبقى الموضوع يختلف تماما، والمخلفات الزراعية تناسب أكثر الانتاج بهدف انتاج اللبن.

س: 20 سنة على الأقل قضيتها تدرس في هذا المجال. ما الطموحات البحثية لك؟

نحاول الاكتفاء الذاتي من الأعلاف، أو على الأقل تقليل الفجوة الاستيرادية من الخارج.. من يدفع تكلفة الأعلاف هو المستهلك والمواطن، لأن كيلو اللحوم يستهلكه في الأخير المواطن، لذا نحاول قدر الامكان إيجاد اعلاف بديلة.. منذ سنوات ندرس المخلفات قليلة القيمة الغذائية ونجري لها معاملات حديثة لتقترب من الاعلاف الاخرى، من خلال مخلفات الزراعة.. نحن قطاع حكومي ولا توجد حلقة وصل كافية بين المربين والمزارعين وبين البحث العلمي.. أجري أبحاثا وأنشرها في المجلات العالمية والمحلية وأسعى لنشر أبحاثي وأبحاث زملائي قدر المستطاع للخروج بها إلى ما بعد أسوار المركز.

س: لكن قطاع الإرشاد في الوزارة مفترض أنه يقوم بهذا الدور؟

الإرشاد الزراعي لا أود الخوض فيه الآن، ودعنى أكون صادقا معك فمديريات الزراعة المفترض أن تتواجد بين المزارعين، وهذا لا يحدث، في المقابل لدينا الباحثين والأساتذة الذين يقومون بإجراء مشاريع بحثية ممثلة من المنظمات الدولية أو المحلية مثل أكاديمة البحث العلمي أو بعض الكليات، وفي هذه المشاريع تخرج الأبحاث إلى النطاق العملي في الحقول، ونسعى لنقل ما توصلنا إليه للمزارعين، حيث يتم وضع تصور المشروع ويتم الموافقة عليه ثم نبدأه وننزل على أرض الواقع و”دي بتبقى افضل أعمالنا، بنشتغل في الاقاليم البعيدة”.

ننزل الحقل ونشوف بفقه الممكن والمتاح في البيئة الصحراوية ما يمكن عمله، نحاول بقدر الامكان رصد المصادر العلفية وندرس مشكلة المخلفات حتى ندخلها في التصنيع للاعلاف، واشهرها الآن نوى البلح، فأغلب المناطق الصحراوية يجود فيها انتاج التمر.

س: على ذكر مخلفات التمور.. حدثنا عن قيمتها العلفية للحيوانات؟

نوى البلح بالذات له مكانة خاصة عندي شخصيا، النخلة تجود في جميع انواع الاراضي، تتحمل الظروف القاسية وتجود في الاراضي الرملية وتتحمل الملوحة والظروف الجوية القاسية، ثم نيجي للجانب الذي يخصني.. نحن نزرع النخلة بهدف الحصول على التمر، ثم نأتي للمنتجات الثانوية، بداية من الليف والجزء الخارجي من النخل له صناعات أخرى، ثم ما يستخدم في التغذية من جريد النخل، جزء الخشب وجزء الخوص، ثم فرز البلح نفسه نستخدمه في تغذية الحيوان وخاصة الحيوانات المدرة للألبان، ثم نوى البلح وما يتخلف من المصانع، حيث أجرينا عليه دراسات ووجد أنه يقارب 100% القيمة الغذائية من الذرة ويحتوي على نسبة 8% بروتين.

س: ما نسبة توافر نوى البلح في المحافظات؟

الاحصائيات تقول ان مصر احتلت المركز الأول في انتاج البلح، وبالتالي فهو يتوافر في الكثير من المحافظات والأماكن النائية التي لا تتوافر فيها الأعلاف الأخرى، أو ترتفع فيها تكلفة نقل الأعلاف التقليدية، فالتمر متركز في سيوة والوادي الجديد والواحات، وصعب ننقل لها الاعلاف، وهذه اماكن مهمشة وبعيدة، لذا فمخلفات النخيل تعتبر مثالية في مثل هذه الظروف.

س: حدثنا عن أهم ما توصلت إليه في دراستك الخاصة بمخلفات النخيل؟

رسالة الماجستير أجريتها عن التصنيع الزراعي الصحراوي، وقمت بإدخال النوى في العليقة المركزة بما يقرب من نسبة 25%، ودخلت تفلة الزيتون بنسبة 15%، يعني ربع أكل الحيوان من نوى البلح. ومن حيث التكلفة والجودة فطن نوى البلح يصل الآن لـ2300 جنيه للطن، أما الذرة فوصل سعرها إلى 7500 جنيه للطن، وبالتالي فاستخدام نوى البلح في الأعلاف ليس ترفا وإنما ضرورة.

س: هناك من يقول إن نوى البلح يحتاج معاملات معقدة لدى المربين؟

مشكلة نوى البلح أنه جامد وناشف، والاهالي في الصحراء ليس لديهم الامكانيات لتكسيره بالمدشات، عملنا بعض المعاملات للنوى.. هناك طريقة غاية في البساطة بوضع نوى البلح في “سقايات” المواشي، حيث ينتج عنه مادة سكرية نتيجة النقع، ينزل منه جزء “مسكر”، يحسن المياه نفسها، وبعد نقع النوى يومين يقدمه المربي للحيوانات وتصبح سهلة المضغ والهضم. المعاملة الأخرى للنوى بالجرش، بعد إدخال النوى في مجرشة بمواصفات معينة وتصبح مثل الذرة المجروشة، بدون اضافة اي عناصر اخرى، وهناك بعض المربين والباحثين اشتغلوا على التحميص لتسهيل الهضم وأعطت نتائج جيدة جدا، وكان اساس المقارنة النوى بالذرة، بالنسبة للحيوانات الكبيرة.

في تغذية الدواجن بدأوا في إدخال نوى البلح في تغذية الديوك الرومي، لأن معدتها اكثر تحملا ووصلوا بنسبة تغذية للديوك 20% من العلائق، كما أعطت نتائج جيدة للأرانب.

س: هل يمكن الاستفادة من مخلفات أخرى للنخيل في تغذية الحيوان؟

بعد النوي نأتي للبلح الفرز أو العزاوي، وممتاز جدا، ويدخل من ضمن العلائق، بنقدر ندخله لكل انواع الحيوانات الكبيرة، ثم الجريد ونواتج التقليم تعتبر قليلة القيمة الغذائية لأن نسبة البروتين قليلة ومعاملات الهضم بالنسبة للحيوان منخفضة، لنا دور في هذا الامر بعض المعاملات، اسهلها وارخصها واحسنها الطحن أو الجرش أو التقطيع، حيث يتم جلب ماكينات بمواصفات معينة وندخل فيها الجريد لتسهيل الهضم. كما أن هناك ايضا اضافات بيولوجية نرفع بيها نسبة البروتين ونقلل نسبة الالياف، حتى نوفر طاقة الحيوان في الهضم، ويحولها لإنتاج سواء في صورة لبن أو لحم.

س: ما الدراسات الأخرى التي أجريتها على المخلفات الزراعية كأعلاف؟

اغلب الاماكن الصحراوية والمستصلحة تستثمر في الزيتون، والثمرة الاساسية وهي الزيتون تستخدم في الزيت، وينتج عن العصر تفلة الزيتون، ونسبة البروتين فيه قليلة لا تتعدى 6% والالياف عالية، فقمنا بعمل تقييم غذائي لها في السابق وأعطت نتائج جيدة، فأي منتج من المخلفات نقوم بعمل تحليل غذائي كامل ونتعرف على خصائصه، ونسبة الألياف والبروتين فيه، ومدى استساغته للحيوان، وإجراء تحليل كيماوي في مركز بحوث الصحراء، ولو وجدنا أن هناك مشكلة في هذه المادة من المخلفات نسعى لحلها، مثل وجود مضادات التغذية التي تعيق المكونات الغذائية، فنعمل على اضافات الاعلاف عموما وأهمها الإضافات البيولوجية اللي ترفع نسبة البروتين وتقلل الألياف، كما أجرينا أبحاثا على الانزيمات، والهدف الاساسي في عملنا يكون على الأرجح تقليل نسبة الالياف، لأن المادة تكون مترابطة يصعب هضمها، والانزيمات تكسر هذه الروابط وتحللها.. كما أجرينا اضافات بالفطريات وأعطت نتائج جيدة جدا بتكسير الألياف. كما أن هناك بعض المعاملات الميكانيكية الجرش والطحن.

س: دعنا نخرج من الحديث عن المخلفات الزراعية إلى النباتات والمحاصيل الحديثة المستزرعة لتغذية الحيوان مثل المورينجا والدخن والبرسيم الشجيري.. حدثنا أكثر عنها وكيفية نشرها لدى المزارعين والمربين؟

من فترة كبيرة كان أغلب الرعاة والمربين الذين يعيشون في المناطق الصحراوية يعتمدون اعتمادا كاملا على المراعي الطبيعية، ونتيجة تدهور هذه المراعي الطبيعية، أصبح الأمر مختلفا تماما الآن، وعلينا بالفعل نشر بدائل جديدة للمربين.

س: كيف تدهورت المراعي الطبيعية؟

التغيرات المناخية بالأساس أدت للتصحر، فضلا عن تدخل البشر في كل شيء وتدميره أدى لتدهور المرعي الطبيعي بدون شك، ثم واجهتنا مشكلة أخرى وهي ارتفاع نسبة الملوحة في مياه الصحراء وآبارها، وقد عملت في الماجستير وبعض الدراسات الأخرى على النباتات المتحملة للملوحة، والمورينجا منها بالمناسبة، وهي لم تكن تزرع بالأساس لتغذية الحيوان، وللأسف كانت “موضة” ولم يستطع الكثيرون تسويقها فاختفت رغم أهميتها كعلف للحيوان.

س: كيف يمكن إكثار المورينجا بهدف استغلالها كعلف؟

البروتين في المورينجا لا يصل للبرسيم، لأن البرسيم “نامبر وان” في الأعلاف الخشنة، لكنه يحقق نسبة لا بأس بها أبدا قياسا بالذرة مثلا، وتزرع المورينجا لتغذية الحيوان وأعطت نتائج جيدة جدا، كما حصدنا نواتج التقليم وأجريت بعض العمليات الميكانيكية وأسهلها التقطيع، وكنا بنستخدم اليوريا بنسبة 2% فقط في السيلاج وزاد البروتين بنسبة 4 أضعاف بالضبط.

س: هل استخدام اليوريا مع المخلفات مفيد إلى هذه الدرجة؟

بالطبع.. عملت من قبل دراسة التبن غير المعامل في شمال سيناء، وكان نسبة البروتين فيه 2.6% فقط، وبعد إدخال اليوريا ومواد أخرى عليه بنسبة 2% فقط وصلت معدلات البروتين فيه إلى 8%.

لنكمل حديثنا عن نباتات الأعلاف الجديدة..

أي مادة مادة علف جديدة يجب أن ندرسها ونعرف “رايحة وجاية منين”، وهل هي مستساغة للحيوان أم لا، فنقوم بإجراء تجربة استساغة ونقدم للحيوان مادة العلف الجديدة بالتدريج لمدة شهر، والحيوان فقط صاحب الحق في القرار إذا كان سيأكلها أم لا.

س: هل ظروف الأراضي القاحلة تلائم إنتاج الألبان أكثر أم اللحوم؟

ننصح المزارعين على أساس محدد، وهو معرفة النمط الاستهلاكي والغذائي في المنطقة الصحراوية التي تختلف باختلاف البيئة، فلو أن الهدف إنتاج اللحوم تصبح مساهمة الأعلاف الخشنة أقل، ولو أن الهدف إنتاج اللبن تنعكس هذه النسبة إلى 70% أعلاف خشنة، و30% أعلاف مركزة.

وفي الظروف المصرية الآن، هناك وفرة في المخلفات الزراعية، فأحدث احصائية لـوزارة البيئة قدرت قيمة المخلفات بـ4 مليار جنيه تقريبا، وهو تقدير للمخلفات “بعبلها زي ما هي”، دون النظر إلى تعظيم الاستفادة منها، وبالتالي فلو تم إدخال هذه المخلفات للحيوانات بهدف إنتاج الألبان سنصبح في مرتبة عالية جدا إنتاجا للإلبان.

س: ما النباتات التي تنصح بها الآن؟

في قسم تغذية الحيوان، بدأت المراكز البحثية انتخاب النباتات المتحملة للملوحة، حتى نسبة عالية جدا هي 6 آلاف جزء في المليون، وتبين أن السورجم والبرسيم الشجيري والدخن، البونيكم نباتات تصلح جدا للبيئات الصحراوية وتتحمل الملوحة والجفاف وظروف الصحراء القاسية، وتصل نسبة البروتين في هذا الأعلاف إلى 16% مثل البرسيم الشجيري، وفي الأعلاف النجيلية مثل السورجم تصل نسبة البروتين إلى 8% أي تضاهي في فوائدها الذرة.

س: هل هناك نبات يوازي البرسيم الحجازي في نسبة البروتين؟

في هذه الظروف المائية الصعبة مفترض أن نمنع تصديره تماما ونمنع زراعته أو تقنينها في أقل حيز ممكن واستبداله بأصناف أخرى.. هناك من يفرح بتصدير البرسيم الحجازي ولا أعرف لماذا، فنحن نصدر المياه للخارج.

على كل حال فنبات آخر مثل البونيكم تتراوح نسبة البروتين فيه بين 16 إلى 23% وهو نبات صحراوي وكان أحد النباتات التي كانت تجود في المراعي الطبيعية، ويجود في الاراضي الصحراوية بشكل عام، واستهلاكه للمياه ثلت استهلاك البرسيم بالضبط، والحشات منه تماثل البرسيم، وهو نبات ممتاز وهو محل دراسة الآن، وانتاجيته عالية للغاية، وأجرينا دراسات عليه في منطقة القنطرة شرق، ووصلت إنتاجيته إلى 20 طن في الفدان بينما يتراوح البرسيم من 9 إلى 12 طن للفدان، ثم يأتي نبات الدخن الذي ترتفع إنتاجيته إلى 28 طن للفدان.

س: توصيات مركز بحوث الصحراء.. هل ترى النور وتخرج للمربين والمزارعين؟

في العشرين سنة الماضية توسعنا في المشاريع البحثية، وعلى مستوى الرجل العادي العلاقة بينه وبين الحكومة ليست كما ينبغي.. وفي كل الأحوال أجرينا مدارس حقلية في المشاريع، نزلنا في شمال سيناء وسيوة واجرينا المدارس الحقلية واليوم الحقلي وبدأت الناس تفهم أكثر من السابق، والمشاريع اصبحت متنفسا للباحثين، ودعني أؤكد: “مفيش” باحث مؤمن بعمله سيتكاسل عن نقل نتائج أبحاثه للمزارعين والمربين. وأغلب الاستشارات علمية ولسنا جهة إنتاج، ونساعد في جلب البذور لكننا لا ننتجها، نساعد في الاستفادة من المخلفات الزراعية ولا ننتجها، والهدف الأخير تقليل سعر المنتج النهائي، والذي يعني تقليل سعر اللحوم للمستهلكين، وتوفير اللحوم حتى يحصل المواطنون عليها بأسعار منخفضة ومناسبة.

س: بماذا تنصح المزارعين الراغبين في الحصول على بذور البونيكم؟

جميع البذور متوافرة في معهد المحاصيل الحقلية في مركز البحوث الزراعية، فلديهم كميات وفيرة من بذور البونيكم والدخن والبرسيم الشجيري.

س: هل مصر بحاجة إلى خطة لدعم الأعلاف البديلة والاستفادة من مخلفات الزراعة؟

حتى أكون واقعي مصر بحاجة لتشغيل مديريات الزراعة والتركيز عليها، فما هو العامل المشترك المتوافر في جميع ربوع مصر؟ مديريات الزراعة بكل ثقة، وهي الأقرب إلى المزارعين والناس ويجب أن تكون مؤهلة للعمل الميداني.. وهذا هو التغيير المطلوب.

الإرادة السياسية لا تعني الكلام الكبير الرنان، لكنها تعني ببساطة إن “كل واحد يشوف شغله”، وأن يصبح لدى مديريات الزراعة الإرادة والحافز للعمل الميداني بدعم من الدولة.

س: هل مديريات الزراعة مؤهلة لهذه الوظائف؟

كان سيظهر من النتيجة على أرض الواقع، وللصدق بالتأكيد هناك الكثير من الكوادر الفنية في مديريات الزراعة مؤهلة لكنهم لا يقومون بواجبهم.. مديرية الزراعة مثل رب الأسرة، المفترض أن يلجأ المزارع إلى المديرية فتستجيب له بتوفير التقاوي وتدله على أساليب الزراعة السليمة والوسائل الحديثة للاستفادة من المخلفات الزراعية، مفترض أن توجهه وأن تسبقه بخطوات وتكون داعمة له، لأن الفلاح إذا ذهب للمديرية ولم يجد استجابة لن تخطي قدمه إليها مجددا.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يجب الاهتمام بالمخلفات الزراعيه بشكل أكبر وان تتبنى المراكز البحثية والدوله خطة لإدراج المخلفات في تصنيع وتركيب العلائق وتثبيتها كبداىل للاعلاف التقليدية مرتفعة الثمن وبالتالي سيكون ذلك سبيل لانخفاض أسعار اللحوم نتيجه تنوع وزيادة الإنتاج من اللبن واللحوم والمنتجات الحيوانية المختلفة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى