ملفات ساخنة

أسامة بدير.. يكتب: يعحبني ولا يعجبني في زيارة وزير الزراعة لمحطة بحوث سدس 

كنت ضمن الوفد الإعلامي المرافق لوزير الزراعة الدكتور عز الدين أبوستيت، فى جولته أمس الأحد لتفقد الأنشطة البحثية فى محطة بحوث سدس التابعة لـمركز البحوث الزراعية بـمحافظة بنى سويف.

محطة بحوث سدس تقع على مساحة 280 فدانا، تشمل مزارع تجارب لمحاصيل القمح والقطن والعدس والبصل والحمص والفول ومحاصيل الأعلاف والمحاصيل الزيتية، وتشمل مزرعة لبحوث الإنتاج الحيواني تضم سلالات للأبقار الفرنساوي والهحين الفرنساوي المصري والأغنام، ويعمل بالمحطة 380 باحثا وعاملا.

بدأت فعاليات أنشطة الزيارة فى تمام التاسعة والنصف صباحا واستمرت حتى الثالثة والنصف عصرا، ورصدت عينى بعض المشاهد التى يمكن أن أسميها تحت عنوان “يعجبنى ولا يعجبنى”.

لنبدأ فى رصد المشاهد التى لم تعجبنى وأتمنى مراجعتها والتخلص منها وعدم تكرارها فى المرات القادمة..

*لا يعجبنى، كثرة عدد السيارت المرافقة لوزير الزراعة والتى بلغت 10 سيارات، حيث كان من الممكن تقليص هذا العدد بشكل كبير، تواضعا .. وتنازل عن الرفاهية والوجاهة الاجتماعية لصالح وطننا الغالى.

*لا يعجبنى، الاشتباك الذى حدث بالأيدى بين المقدم (…) قائد حرس وزير الزراعة، وأحد أفراد الحراسة الخاص بمحافظ بنى سويف المستشار هانى عبدالجابر، أثناء تفقد أحد تجارب الفول البلدى، حيث كاد الاشتباك أن يتطور إلى عراك عنيف بينهما، لولا تدخلى وبعض الحكماء، وقال المحافظ معلقا على الموقف الغريب “المفروض أنكما بتكملوا شغل بعض”.

*لا يعجبنى، سلوك بعض الزملاء من الوفد الإعلامى الذين تركوا تغطية جولة الوزير أثناء تفقده تجارب أصناف الفول البلدى وانشغلوا بجمع ثمار الفول من أجل تناوله.

*لا يعجبنى، المرور السريع على بعض زراعات المزارعين الخاصة بمحصول القمح، فكنت أتمنى أن يخصص وقت أكبر لزيارة حقول المزارعين بعيدا عن الحقول الإرشادية، وأن يتم عقد اجتماع حقلى لعدد من مزارعى القمح المختارين بشكل عشوائى وليس انتقائى، لانهم أساس الزراعة ولابد أن يستمع وزير الزراعة إلى شكاوهم وقضاياهم الضرورية أملا فى إيجاد الحلول العاجلة وفق الموارد والإمكانات المتاحة.

*لا يعجبنى، تأصل ثقافة سلبية لقلة من مسئولى الزراعة تجاه أهلنا المزارعين، ففى أحد الحقول الإرشادية التى تتحمل وزارة الزراعة جميع تكاليف زراعتها حتى الحصاد، سأل وزير الزراعة المزارع صاحب الأرض عن التقاوى فرد المزارع: “اشترتها غالية يامعالى الوزير…”، فقال الوزير: “المفروض أنك لا تدفع شيىء…”، وإذا بأحد مسئولى الزراعة يغلوش على كلام المزارع وبصوت عال يقول للمزارع “ياعم.. احنا اللى جبنا كل حاجة…”، وإذا بهذا المسئول يقول لاخر “هذا المزارع دمرنا أمام الوزير..”، فرد عليه “ياعم المزارع بيقول للوزير كده علشان فاكر إنه هيأخذ فلوس أكثر..”.

*لا يعجبنى، انطلاق جميع السيارات المشاركة بما فيها سيارة وزير الزراعة بسرعة عالية جدا، واعتقد أنها تخطت الـ150 كيلو فى الساعة الأمر الذى يعاقب عليه قانون المرور، فضلا عن تعرض حياة جميع المشاركين فى الزيارة لخطر كبير بسبب حوادث تجاوز السرعة المقررة على الطرق السريعة.

عزيزى القارىء تلك كانت أبرز المشاهد التى لم تعجبنى فى جولة وزير الزراعة بمحطة بحوث سدس، وأما عن المشاهد التى أعجبتنى أقول:

*يعحبني، متابعة وزير الزراعة على أرض الواقع لتفاصيل دقيقة ونزوله بنفسه من السيارة ووصوله مترجلا وسط أكوام من الأتربة والسماد البلدى وطبوغرافية التربة الصعبة لرؤية التجارب البحثية لنباتات القمح والفول البلدى والبصل والعلف، وهذا جهد غير عادى لقيمة وقامة يستحق عليها الوزير كل التقدير والاحترام.

*يعحبني، إصرار الدكتور عز الدين أبوستيت، على تنفيذ برنامج الزيارة المخطط له سلفا دون كلل أو ملل أو تعب.

*يعحبني، الروح الطيبة وبشاشة الوجة التى يتعامل بها وزير الزراعة مع الآخرين دون أدنى فوارق مهنية أو طبقية.

*يعحبني، تقبله للرأى الآخر بصدر رحب، وهذا الأمر أنا عرفته عن الدكتور عز الدين أبوستيت منذ توليه منصب الوزارة لاننى دائما من انتقده بشكل لاذع فى بعض مقالتى وعادة ما يستجيب لبعض ما أكتب بعد دراسته والتأكد منه.

*يعحبني، تقديره الدائم فى كل مناسبة وموقع للجهود المتميزة التى يبذلها علماء مركز البحوث الزراعية، حيث أشاد بالباحثين فى كل مرة يزور تجربة أو نشاط خاص بالمحطة.

*يعجبنى، الأداء الإعلامى المتميز لثلاثة من كتيبة إعلام وزارة الزراعة أثناء الزيارة، نظرا لما بذلوه من جهود مبدعة فى تغطية لاحظية لمتابعات الوزير فى كل موقع يتواجد فيه وهم: الدكتور أحمد إبراهيم المستشار الإعلامى، والدكتور محمد القرش المتحدث الإعلامى، ومحمود الأعرج دينامو المكتب الإعلامى.

*يعجبنى، القرار الاجتماعى الاقتصادى الذى اتخذه وزير الزراعة وأسعد به جميع العاملين بالمحطة، حين أمر بصرف شهر مكافأة لهم، تقديرا لجهودهم المتميزة فى الإنتاج والبحوث التطبيقية التى تهدف إلى استنباط أصناف جديدة من المحاصيل الاستراتيجية أملا فى تقليص الفجوة الغذائية التى يعانى منها المجتمع المصرى.

* يعحبني، وزير الزراعة الإنسان، الذى انتصر بشكل سريع للغاية للعمالة المؤقتة بالمحطة التى تتبع الإدارة المركزية للتقاوى، حين قرر زيادة الأجر اليومى من 5 جنيهات إلى 30 جنيها.

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى