البيئة

“يونيو”… بوابة الصيف الحارق وتحذيرات مُبكرة للمزارعين

كتب: د.محمد فهيم مع بداية شهر يونيو، لا يحمل الطقس فقط إشارات دخول الصيف، بل يقرع جرس الإنذار بموجات حرارة قاسية تستوجب استعدادًا خاصًا، خاصة من المزارعين. فبين مؤشرات فلكية وتقلبات مناخية، يلوّح الشهر بتحديات كبيرة قد تعيد إلى الأذهان صيف 2024 شديد الحرارة.

يشهد السابع من يونيو بداية شهر “بؤونة” وفقًا للتقويم القبطي، وهو الشهر المعروف لدى الفلاحين باسم “أبو الحرارة الملعونة”، والذي يُعد هو وشهر “أبيب” من أكثر شهور السنة حرارة في مصر. هذا العام، يتزامن دخول بؤونة مع موجة حارة تضرب مختلف أنحاء الجمهورية بالتزامن مع عيد الأضحى المبارك، وسط تحذيرات من تأثيراتها الزراعية والبيئية.

ومع حلول بؤونة، تبدأ موجات الحرارة في التصاعد دون انقطاع، لتستمر حتى نهاية الصيف، حيث لا تخف حدتها إلا مع دخول شهر “توت” في سبتمبر. في هذا التوقيت، تميل الشمس الظاهرية شمالًا لتتعامد على مدار السرطان، مما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في طاقة الإشعاع الشمسي، خاصة الأشعة قصيرة الموجة، لتعلن بشكل رسمي وفلكي بداية فصل الصيف، والذي يبدأ فلكيًا في 22 يونيو.

ويتوقع خبراء المناخ أن تقل حدة التغيرات المناخية الكبرى خلال يونيو، لكن يبقى الخطر الأبرز في استمرار موجات الحر القوية وطول فتراتها، وهي ظاهرة تستدعي الاستعداد الجيد، خاصة بعد صيف 2024 الذي شهد ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة.

ووفقًا لتقارير المناخ الفصلية، فإن صيف 2025 قد يسير على نفس النهج بل وربما يكون أكثر حرارة، بفعل استمرار ظاهرة التغير المناخي، وهو ما يتطلب اتخاذ إجراءات وقائية، لاسيما من جانب المزارعين الذين ستتأثر محاصيلهم بشدة.

ويؤكد المتخصصون أن المحاصيل الأكثر عرضة للتضرر تشمل الفاكهة الصيفية مثل المانجو والزيتون والموالح والرمان، إضافة إلى الخضروات الصيفية وعلى رأسها الطماطم والخيار والكوسة والفلفل. كما تُعد الذرة والقطن من المحاصيل الحقلية الأكثر تأثرًا بالموجات شديدة الحرارة المتصلة.

وتتمثل أبرز التحديات الزراعية خلال فترات الحر الشديد في:

ـ ارتفاع معدلات تنفس الظلام نتيجة لحرارة الليل العالية.

ـ انخفاض معدلات النمو في جميع المحاصيل.

ـ صغر حجم الثمار وقلة نسب الزيت في الزيتون.

ـ النضج المبكر في المانجو، وقلة التلوين في الرمان.

ـ زيادة انتشار وضراوة الحشرات الثاقبة الماصة مثل “الجاسيد” على معظم المحاصيل الصيفية.

هذه المؤشرات تدق ناقوس الخطر مبكرًا وتدعو لاتخاذ الاحتياطات الضرورية، سواء من المزارعين أو الجهات المعنية، تفاديًا لخسائر محتملة تهدد الأمن الغذائي والاقتصاد الزراعي خلال صيف قد يكون هو الأشد في السنوات الأخيرة.

*المادة العلمية: رئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى