حوار

وكيل زراعة القاهرة لشئون المجتمع وتنمية البيئة: 8 ملايين أسرة ريفية تساهم في إنتاج الدواجن

حوار أجرته: جيهان رفاعي

قال الدكتور حسن بيومى على غريب، أستاذ رعاية الدواجن ووكيل كلية الزراعة بجامعة القاهرة لشئون المجتمع وتنمية البيئة، إن القطاع الريفى ينتج حوالى 20 – 30% من الدواجن فى مصر، مشيرا إلى أن أكثر 8 ملايين أسرة ريفية تساهم فى الإنتاج الداجنى.

ولفت غريب، فى حوار مع “الفلاح اليوم“، إلى أنه يمكن تطوير الإنتاج الداجنى للأسر الريفية من خلال حزمة من الإجراءات البسيطة مثل تطوير مسكن الطيور فى التربية المنزلية، وتوفير اللقاحات فى عبوات ذات جرعات قليلة مناسبة لأعداد الطيور.

وأضاف أستاذ رعاية الدواجن بزراعة القاهرة، أن توفير الأعلاف بأسعار جيدة ومناسبة لنوع التربية فى المنازل الريفية، واستخدام المعدات البسيطة فى القطاع الريفى، وتفعيل دور الإرشاد الزراعى، مؤكدا أن كل ذلك يساعد على تنمبة إنتاج الدواجن  لدى الأسر الريفية.

وإلى نص الحوار..

س: حدثنا عن الاشتراطات والمقومات الرئيسية لإنشاء مزرعة نموذجية للإنتاج الداجني؟

من أجل إنشاء مشروع ناجح لإنتاج الدواجن لابد من مراعاة العديد من الاشتراطات والمقومات ومنها: حجم رأس المال وعلى أساسه يتم تحديد الطاقة الإنتاجية للمشروع، وتحديد عدد الوحدات الانتاجية والطاقة الإنتاجية لكل وحدة، كذلك تحديد مساحات الوحدات الإنتاجية وبالتالى مساحة المشروع الكلية.

وأضاف: اختيار موقع المشروع الذى يجب أن يتوفر فى موقع المشروع العديد من الاشتراطات التى تحقق الأمن الحيوى ومنها: البعد عن المناطق السكنية ـ أن يكون الموقع على طريق فرعى وليس طريق رئيسى ـ مراعاة المسافة بين الموقع وأقرب مزرعة ـ مراعاة المسافات بين العنابر داخل المزرعة الواحدة ـ تطبيق اشتراطات الأمن الحيوى داخل المزرعة ـ توفر مصدر للمياه الصالحة للشرب ـ توفر مصدر للكهرباء أساسى وآخر احتياطى.

وأشار أستاذ رعاية الدواجن، إلى أنه من مقومات المشروع هو إجراء دراسات الجدوى اللازمة لإنشاء المشروع ووضع الخطة التسويقية للمنتجات، وأخيرا تصميم الهيكل الوظيفى للمشروع.

س: ما أوجه التعاون بين وزارة الزراعة والجهات البحثية في مجال الإنتاج الداجني؟

تؤدى وزارة الزراعة وهيئاتها المختلفة والمنوطة بالتخطيط والمراقبة والمتابعة لمشاريع الإنتاج الحيوانى والداجنى وكذلك السمكى الدور الأهم فى صناعة الدواجن، حيث هى الجهة التى لها حق إدارة مدخلات الصناعة وكذلك مخرجاتها، فعلى سبيل المثال وليس الحصر فهى المسئولة عن وضع اشتراطات إنشاء أى مشروع للإنتاج الداجنى ومراقبة تنفيذه طبقاً لهذه الاشتراطات وكذلك السيطرة على مواصفات وكميات مدخلات الصناعة الواردة من الخارج، كما تضع اشتراطات تداول منتجات الدواجن، وهنا يجب الإشارة إليه أن الدواجن ليس فقط دجاج التسمين بل تشمل كل من الدجاج البياض والدجاج الأمهات والجدود – الدجاج البلدى – البط – الأوز – السمان – الحمام .. وهكذا.

وتهتم وزارة الزراعة بالتعاون مع الجهات البحثية بتطوير صناعة الدواجن من خلال عقد ورش العمل والندوات والاستعانة بالباحثين بالجامعات والمراكز والمعاهد البحثية فى اللجان المختلفة التى تعمل على تطوير الصناعة.

كما تقوم وزارة الزراعة بتمويل العديد من المشاريع البحثية التى تساهم فى رفع كفاءة صناعة الدواجن وتطويرها.

س: ما أهم التطورات الحديثة في مجال الإنتاج الداجني، ومدى تأثيرها على الإنتاج؟

تتلخص أهداف التطورات الحديثة فى تحقيق أعلى إنتاجية ممكنة من الدواجن بأقل التكاليف وذلك من خلال التحسين الوراثى المستمر للسلالات التجارية والتحكم الكامل للظروف البيئية من خلال التربية فى عنابر مغلقة حديثة تساعد فى التحكم الكامل فى درجات الحرارة والتهوية (سرعة وكمية الهواء – توفير هواء عالى الجودة يحتوى على نسب مناسبة من الأوكسجين والغازات الأخرى)، ويتم التحكم فى الظروف البيئية داخل العنابر بطريقة الكترونية، كما تهتم التطورات الحديثة بأدق التفاصيل حول الاحتياجات الغذائية من أحماض أمينية وفيتامينات وعناصر معدنية والطاقة حسب العمر والغرض من التربية.

كذلك التطورات الحديثة فى الإضافات الغذائية والمحسنات الطبيعية للنمو ومحفزات الجهاز المناعى وكذلك الأدوية واللقاحات.

س: كيف يمكن سد الفجوة الغذائية من الدواجن في مصر؟

الدواجن هى المصدر الوحيد لبيض المائدة والذى تحقق الاكتفاء الذاتى منه بل أحياناً يتم التصدير لبعض من الدول العربية، أما دجاج إنتاج اللحم فلدينا عجز بنسبة لا تزيد على 10%، وينتج ما يزيد على مليار دجاجة سنوياً ويمكن سد هذه الفجوة عن طريق التوسيع فى مشاريع إنتاج الدواجن فى الظهير الصحراوى، وكذلك عن طريق رفع كفاءة المشاريع الإنتاجية، كما يمكن الاعتماد على تربية أنواع أخرى من الدواجن بالإضافة للدجاج مثل السمان.

س: هناك العديد من المشاكل المسببة لأزمة الدواجن في مصر وارتفاع اسعارها … كيف يمكن التغلب على ذلك؟

من أهم المشاكل التى تواجه صناعة الدواجن هى الحالة الوبائية لأمراض الدواجن فى مصر مثل انفلونزا الطيور والنيوكاسل ومرض التهاب الشعب الهوائية المعدى بالإضافة للأمراض الأخرى مثل الميكوبلازما، وأهم خطوات مواجهة هذه الأمراض هى تطبيق اشتراطات الأمن الحيوى ثم توفير اللقاحات المناسبة للمسببات المرضية وكذلك توفير الرعاية الجيدة للقطعان.

كما أن اعتماد صناعة الدواجن على الإستيراد فى توفير معظم مدخلاتها مثل خامات الأعلاف واللقاحات والمعدات وكثير من الأدوية مما يسبب فى ارتفاع التكاليف وبالتالى ارتفاع الأسعار. كما أن عدم إنتظام دورات التربية لدجاج إنتاج اللحم يؤدى إلى عدم توفير دجاج إنتاج اللحم بصورة كافية فى فترات معينة خلال السنة مثل شهور الشتاء ما يؤدى إلى انخفاض المعروض من دجاج إنتاج اللحم وارتفاع الأسعار.

وللتغلب على مثل هذه المشاكل يجب تطبيق اشتراطات الأمن الحيوى، وتوفير اللقاحات الفعالة لمواجهة الأمراض الفيروسية، وضرورة الاتجاه لتوفير خامات الأعلاف محلياً مثل الاذرة وكسب فول الصويا والخامات الأخرى، وانتظام دورات تربية دجاج إنتاج اللحم لتربية 6 – 7 دورات سنوياً، والاتجاه لتصنيع المعدات والأدوية محلياً، وتوفير مصادر حديثة ومستدامة من الطاقة لتشغيل المزارع مثل الطاقة الشمسية أو التحول لاستخدام الغاز الطبيعى، وتطوير عنابر تربية الدواجن والاعتماد على العنابر المغلقة الحديثة دون العنابر المفتوحة.

س: ما أهم عناصر صناعة الدواجن في مصر؟

للأسف الشديد أنه عند الحديث عن صناعة الدواجن فى مصر فإنه يتم التحدث فقط عن دجاج إنتاج اللحم أو دجاج إنتاج البيض، وننسى الطيور الأخرى مثل دجاج الأمهات والبط والسمان وخلافه.

وتتلخص المحاور فى العديد من الأنشطة مثل معامل التفريخ – قطعان الجدود – قطعان الأمهات – دجاج إنتاج اللحم – دجاج إنتاج البيض – المجازر الآلية – مصانع الأعلاف ومصانع إنتاج الأدوية واللقاحات – شركات استيراد الأدوية واللقاحات – شركات استيراد خامات الأعلاف – شركات تصنيع واستيراد المعدات.

س: ما دور القطاع الريفى فى إنتاج الدواجن، وكيف يمكن تطويره في القرية المصرية؟

ينتج القطاع الريفى ما يقارب من 20 – 30% من الدواجن فى مصر وذلك على حسب إحصائيات وزارة الزراعة حيث يوجد فى مصر أكثر 8 ملايين أسرة ريفية تساهم فى إنتاج الدواجن ويمكن تطويرها وتحسين أدائها بالعديد من الإجراءات البسيطة مثل تطوير مسكن الطيور فى التربية المنزلية بحيث يكون خارج السكن ويتوفر فيه الحماية من الطيور البرية، وتوفير اللقاحات فى عبوات ذات جرعات قليلة مناسبة لأعداد الطيور فى المنازل، وأيضا توفير الأعلاف وبأسعار جيدة وأن تكون مناسبة لنوع التربية فى المنازل، واستخدام المعدات البسيطة فى القطاع الريفى، وأن يكون للإرشاد الزراعى دور فى تطوير إنتاج الدواجن فى القطاع الريفى.

س: ما أهم التوصيات العامة لنجاح عملية تحصين الدواجن، وما أسباب الفشل؟

تتلخص عوامل نجاح عملية التحصين ضد الأمراض فى أن تكون تحت إشراف طبيب بيطرى وأن يتم فى الأعمار المناسبة للطيور مع مراعاة جميع الاشتراطات اللازمة قبل وأثناء إجراء عملية التحصين لنجاحها وكذلك اتباع طريقة التحصين المناسبة لنوع اللقاح وحالة الطيور مع التطبيق الصحيح لطرق التحصين.

س: هل من روشتة لعلاج أهم مشكلات صناعة الدواجن فى مصر؟

لعلاج مشاكل الدواجن خطوات كثيرة منها ما سبق ذكره ولكن من أهم الخطوات هو الحوار وتوحيد كل الجهات المسئولة عن صناعة الدواجن مثل وزارة الزراعة – الاتحاد العام لمنتجى الدواجن – القطاع الخاص – الجهات الأكاديمية والبحثية – الجهات الحكومية الأخرى ذات الصلة لدراسة مشاكل الصناعة وإيجاد الحلول الفعالة ووضع خطة زمنية للتطوير لصناعة قابلة للتنفيذ والتقييم لكل مرحلة من مراحلها.

س: بصفة حضرتك أستاذ فى كلية الزراعة – جامعة القاهرة؟ ما الدور المجتمعي الذي تؤديه الكلية في تنمية صناعة الدواجن؟

كلية الزراعة جامعة القاهرة تمتلك الكثير من الأساتذة الأكاديميين ذو الخبرات الحقلية والاستشارية لـصناعة الدواجن وبالتالى فالكلية ملاصقة لـصناعة الدواجن ومشاكلها، وهنا تقوم الكلية بتنظيم العديد من الندوات وورش العمل والدورات التدريبية لرفع كفاءة العاملين بالصناعة، وكذلك توفير الاستشارات الضرورية التى تساهم فى تطوير الصناعة، كما يتم إجراء العديد من الأبحاث بالتعاون مع شركات القطاع الخاص لإيجاد الحلول لكثير من المشاكل فى الصناعة، كما يوجد وثيقة تعاون بين الكلية وبعض من شركات القطاع الخاص للعمل على رفع مستوى الأداء الإنتاجى للعاملين بالصناعة، وكما أن الشغل الشاغل للكلية هو رفع مستوى الخريج ليواكب التربية الحديثة للدواجن ومتطلبات سوق العمل.

فعلى سبيل المثال كان النداء الأول لتحويل صناعة الدواجن إلى التربية فى العنابر المغلقة واستخدام نظم التهوية الحديثة من أساتذة بكلية الزراعة جامعة القاهرة ما ساهم نشره فى تطوير صناعة الدواجن فى مصر.

س: على الرغم من توفر خريجى كلية الزراعة الآن إلا ان وزارة الزراعة تعانى عجز من المرشدين حيث لا يبقى فى الوزارة سوى 2000 مرشد على مستوى الجمهورية سنهم تعدى الـ58 عاما، فما هو الحل لهذه المشكلة؟

فى حالة عدم توفر العدد المناسب من المرشدين فيجب أولاً زيادة عددهم عن طريق تدريب بعض من العاملين بـوزارة الزراعة وتأهيلهم للعمل الإرشادى بواسطة الجهات التعليمية والبحثية، وقد قامت الكلية بهذا الدور من قبل مع مديرية الزراعة بالجيزة، كذلك يتم توفير درجات وظيفية ويعين مهندسين زراعيين للعمل كمرشدين وإن لم يكن متوفر هذا الحل فيجب مساهمة الجهات التعليمية والبحثية بالقيام بالدور الإرشادى عن طريق قوافل التنمية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى