وزير الزراعة الأسبق ينعي الدكتور عبدالسلام المنشاوي.. قائلاً: “العلماء الأجلاء يموتون وهم يعملون”
بقلم: أ.د.صلاح يوسف
وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق
تلقيت الليلة خبر وفاة الأستاذ الدكتور عبدالسلام المنشاوى – استاذ القمح الكبير والعالم والمربى الفاضل بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية والاستاذ بمحطة بحوث سخا إثر حادث سير.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يادكتور عبدالسلام لمحزونون.
رغم التقائى بالكثيرين من علماءنا فى مجال الزراعة على أرض مصر إلا أننى لم التق الدكتور عبدالسلام المنشاوى رغم علمه الكبير وعمله المخلص على أرض الوطن وخدمته لمزارعى القمح على ربوع مصر، والذى ظل يعمل لخدمة ونشر العلم عن زراعة القمح حتى آخر لحظة من حياته، وهكذا كواحد من أكابر العلماء الذين يقضون حياتهم كلها لخدمة العلم ونشر العلم، جعل الله كل عمل الدكتور عبدالسلام المنشاوى وعلمه الذى ينتفع به وجهاده فى سبيل نشر العلم فى ميزان حسناته عملا طيبا كريما شهد به الجميع ويشهد له الجميع بطيبة القلب وحسن سريرة النفس كأستاذ وكأب ونموذج لرجل صالح يقتدى الناس به.
بالرغم من هذا تحدثنا سويا ولأول مرة منذ اقل من شهرين وتواعدنا أن نلتقى عندما ازور سخا، وزرت محطة بحوث سخا منذ فترة قصيرة لكن لم انسق جيدا للقاء احبتى هناك.. ورحل الأخ الكريم الى رحاب ربه قبل أن نلتقى ولكن التقت قلوبنا وأرواحنا واسال الله ان نلتقى معا عند حوض رسولنا الكريم وفى صحبة رسولنا الكريم فى الفردوس الاعلى.
ربما لا اوافى مثل هذا الرجل حقه ولكن يكفى أن شهد له القاصى والداني بما قدمه للقمح فى مصر ولخدمة العلم والعلماء ولخدمة المزارعين وسمو ونبل اخلاقه وجميل تعاملاته وجعل الله شهادة الجميع له فى ميزان حسناته.
ومن الشهادات الطيبة الكثيرة التى قراتها لإخوانه وابنائه الباحثين الاجلاء على أرض مصر:
الرجل الذي وهب حياته لمحصول القمح اهم محاصيل الأمن الغذائي في مصر.
قدم الدكتور منشاوي علمه لوجه الله تعالي وللناس؛ ومن خلال السوشيال ميدا وصل الي عشرات الالاف من المزارعين المصريين؛ وكانت اخر محاضراته قبل يوم أمس (الثلاثاء 14 يناير 2025) بمحطة بحوث سخا.
في رحمه الله وضمير الوطن رجل كان اغلي الرجال واعزهم؛ غفر الله له واسكنه فسيح جناته؛ وانا لله وانا اليه راجعون.
العزاء لمصر.
كما كتب آخر
بالأمس واول أمس التقيته نتناقش كنا فى محطة البحوث الزراعية بسخا ورايته ذهب إلى صوبة القمح لم يغادر القمح رأسه أحبه وأعطى حياته للقمح علما وعملا ومعلومات أحبه الزراع كما أحببناه مخلصا فى عطائه … كان وقع الخبر علينا صدمة كبيرة ولكن الأستاذ الدكتور طيب القلب عاشق القمح المخلص دكتور عبدالسلام المنشاوى الطيب الأصيل الأمين البروفيسور الرائع الراقى المحترم عبدالسلام منشاوى لقى ربه لا أقول فقد مركز البحوث الزراعية ولكن أقول فقدت مصر واحداً من أهم ابنائها العلماء الأجلاء المخلصين الطيبين الطاهرين الذين يعملون فى صمت من أجل غذاء مصر.
هذه مجرد كلمات جميلة رقيقة قليلة من كثير جدا كتبه الإخوة والأبناء والزملاء مدحا وتقديرا وعرفانا لرجل راحل عظيم ولا نزكى على الله احدا.
واقول كم نقصر فى حق علمائنا فى حياتهم بألا نضعهم فى مكانتهم المستحقة وكم نقصر حينما لا نكرمهم حق التكريم المناسب والواجب فى حياتهم، وربما هذه رسالتي الى كل القيادات والمسؤولين أن يكرموا العلماء المرموقين وهم كثر حتى نضعهم كقيمة عالية وقدوة سامية يقتدى بها شباب الباحثين.
رحم الله الدكتور عبدالسلام المنشاوى رحمة طيبة وجعل قبره روضة من رياض الجنة ورضى الله عنه وارضاه واسكنه فسيح جناته وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
خالص العزاء للزراعيين على أرض مصر