ملفات ساخنة

وزير الزراعة الأسبق.. يكتب: علماء مصر غاضبون

بقلم: أ.د/صلاح يوسف

وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق

حينما يعبر علماء مصر من الباحثين واساتذة الجامعات عن ضجرهم لمرتباتهم المتدنية التى لا تلبى احتياجات ولا تناسب مجهودات ولا تسمن ولا تغنى من جوع فتظهر محاولات التسييس والاخونة على غير حقيقة الامور ليتم تجاهل أزمة حقيقية يعيشها مفكرى وباحثى وعلماء مصر المخلصين دون مناقشة الموضوع ودراسته دراسة محايدة منصفة والخروج بتصور لحل مشاكل هذه الفئة التى بني على اكتافها وبأيديها كل شئ في مصر عبر العقود تلو العقود ليس فقط منذ ١٩٥٢ بل وحتى قبلها وقت الملكية واثناء الاحتلال الإنجليزي، بل وأكثر من ذلك منذ بنى محمد على ثورته التنموية في مصر.. وحتى الان.. علماء مصر يخدمونها بكل تفاني وإخلاص لأن هذه هي طبيعة العلماء..

الدولة ركزت على الطرق والكباري لتوجد فرص المعمار والاستثمار والتعمير على ربوع مصر.. تحمل الناس الاجهاد الاقتصادى في سبيل البلد.. العلماء هم الطريق الاساس والكباري المؤدية للتنمية الحديثة وللقفز إلى افاق المستقبل..

تجاهل هذه الحقيقة لن يؤدى الا إلى جهود ضائعة.. العلماء والعلم هم السبيل الوحيد لبناء الدولة على أسس راسخة.. ولكى يؤدى العلماء دورهم بشكل إيجابى للدولة وفي الدولة لابد من تيسير سبل الحياة الكريمة لهم ليتفرغ وقتهم ويصفوا ذهنهم فقط للبحث العلمى والتعليم ولتعليم الاجيال القادمة وتخريج شباب على قدر المسؤولية..

الاستثمار في العلماء ليس ضغط على الحكومة وعلى ميزانية الدولة.. بل هو دعم للحكومة ولتعظيم النشاط الاقتصادي في الدولة، إذا لم تفهم الحكومات ذلك جيدا فلن تنجح الحكومات في فعل اى شئ.. وستكون الامور عبارة عن مجهودات طائشة دون دراسات جدوى حقيقية تضمن نجاح هذه المجهودات و المشروعات وتضمن تحقيق عوائد اقتصادية عالية، ودون استغلال العلم والعلماء الذين يوفرون الجهد والوقت والتمويل..

النجاح له اصول وقواعد.. من العقل والوعى والوطنية أن تستقبل الحكومة تعبير غضب الباحثين أو العلماء غاضبون بالطريقة المحترمة وتحل المشاكل بدلا من دفن رأسها في التراب المسمى بالتسييس..

وحينما يقول جاهل.. وماذا قدم العلماء لمصر.. نجيب بالحكمة والموعظة الحسنة.. قدموا الكثير ويقدمون ولو ارت أن يقدموا أفضل استفد بهم وبعلمهم من خلال ادارات أفضل وقيادات أفضل في كل المواقع.

علماء مصر غاضبون لأن الحكومات لا تدرك قدرهم ولا تقدم لهم حقهم ولا تحسن استغلالهم وسيظلون غاضبين حتى إذا لم يعبروا عن ذلك بالكلام ولا بالكتابة لأنهم وصلوا إلى حائط صد في مقابل رمال النعام.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى