وزير الزراعة الأسبق: الدكتور علي إسماعيل أستاذ الأراضي “الشاب الرائع”
بقلم: أ.د.صلاح يوسف
وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق
أود عن أتحدث عن الدكتور على إسماعيل رئيس قطاع الهيئات ومدير مكتب الوزير الأسبق ومدير الهيئة العامة للتعمير والتنمية الزراعية ورئيس قطاع الإصلاح الزراعى ووكيل معهد بحوث الأراضى والمياه ومنشئ محطة البحوث فى توشكى.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
اكتب عنه اليوم ليس فقط لأننى أحبه وأقدره على المستوى الشخصى ولكن أيضا لأنه يذكرنى بفترة تجلى فيها تعاون غير عادى بين كل قطاعات وزارة الزراعة، وسأضطر أن أتحدث عنى فى السياق لأوضح قيمة رؤيتى أو مشاهدتى لدكتور على إسماعيل أو الاستماع له أو القراءة له.
قبل أن اتولى مسؤولية رئيس قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة كان تركيزى فى كل حياتى والأولوية الأولى والأخيرة هى للبحث العلمى والنشاط الإرشادى مع متابعة النشاط الاقتصادى فى الدولة، ولهذا لم أكن أعرف معظم الناس داخل مركز البحوث وداخل وزارة الزراعة، ولكن نشاطى العلمى فى تلك الفترة من خلال مشروع استخدام ونقل التكنولوجيا عرفنى بكثير من الدكاترة والأساتذة فى مراكز البحث العلمى والجامعات علاوة على إدارات بعض المعاهد البحثية وبعض العلماء.. هذا كله لأقول أننى لم ألتق دكتور على إسماعيل ولم أعرف عنه رغم نشاطه قبل أن أتولى مسؤولية قطاع الخدمات بالوزارة.
لماذا يذكرنى دكتور على إسماعيل بفترة وأشياء رائعة .. لأنه أثناء رئاستى لقطاع الخدمات كان تحت إدارتى عدد من الإدارات المركزية ومديريات الزراعة وصندوق تحسين الأقطان، ولكن خلال هذه الفترة كنت واضعا كل النشاط الزراعى فى مصر فى بؤرة الاهتمام والتطوير وهذا ما دعانى إلى دعوة من هم خارج القطاع بالإضافة لمن يتبعون القطاع للاجتماعات والتعاون والعمل سويا لتحقيق هدف تغيير السياسة الزراعية والمجتمع الريفى.
الحقيقة كان وقتها دكتور على إسماعيل رئيسا للهيئة العامة للإصلاح الزراعى فلبى جميع دعواتى، ولابد أن أذكر على سبيل الواجب والحصر أن نفس الدرجة من التعاون كانت من دكتور محسن البطران رئيس قطاع الشئون الاقتصادية ودكتور عبد العزيز شتا رئيس قطاع إستصلاح الأراضى وبالتالى شملنا كل أنواع الأراضى فى مصر بالإضافة إلى الحبيب الراحل الدكتور محمد نوفل رئيس الإدارة المركزية للأراضى والمياه والاخ المهندس العزيز رئيس الإدارة المركزية للرعاية البستانية وكلاهما كانا تابعين لقطاع الإرشاد الزراعى ولكن كانا يبديان تعاونا لا حدود له.
علاوة على تعاون الاستاذ عادل عيسوى رئيس قطاع الشئون المالية والإدارية والمرحوم الاستاذ حسين غنيمة رئيس قطاع الهيئات ومدير مكتب الوزير فى ذلك الوقت ثم تعاون الدكتور محمد الجارحى رئيس قطاع الإرشاد الذى تولاه لاحقا بصورة مباشرة ..
بالتالى مشاهدة دكتور على إسماعيل تذكرنى بفترة من تعاون كامل لا محدود بين كل قطاعات الوزارة دون أى تنافس أو إثارة مشاكل بل فقط حب وتعاون وإخلاص وتفانى وتجمع لتحقيق هدف واحد، وبالتأكيد كان هذا التعاون بالإضافة إلى المسؤولين داخل قطاع الخدمات وكانوا فريقا على أعلى مستوى بداية من الأخ الحبيب مهندس عبد الرحمن صلاح رئيس الإدارة المركزية للتعاون الزراعى والأخ الحبيب مهندس صلاح معوض الذى كان رئيسا للإدارة المركزية لفحص واعتماد التقاوى والاخ الحبيب مهندس محسن عبده رئيس الإدارة المركزية لشئون المديريات والأخ الحبيب دكتور على سليمان رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى والأخ الحبيب مهندس وهمان أبو النصر رئيس الإدارة المركزية لحماية الأراضى وجميع الإخوة الأفاضل وكلاء الوزارة بمديريات الزراعة والذى لكل فرد منهم قيمة وقامة وتقدير واحترام ولا استطيع ذكرهم لأن عددهم كان أكثر من 28 دكتورا ومهندسا ومهندسة غاية فى الرقى والاحترام وجمال الأخلاق.. إستمر هذا على مدار شهور تقترب من سنة حتى تحملت مسؤولية الوزارة وزاد خلالها التعاون والإخلاص والحب.. بالتالى مجرد مشاهدة دكتور على إسماعيل يأتى بكل هؤلاء وبكل تلك الفترة وأحداثها أمام عينى.
اعود إلى الاخ الجميل دكتور على إسماعيل الدكتور الشاب رئيس الهيئة العامة للإصلاح الزراعى .. الذى حضر جميع الاجتماعات التى دعوت لها لمناقشة قضايا النشاط الزراعى ودور الإدارات المختلفة، وكما قلت الجميع كان يحضر دون إلزام لأنهم إما قطاعات موازية لقطاعى أو إدارات تتبع قطاعات أخرى، كان الدكتور على إسماعيل هو الشاب الذى بيننا ليس فى السن فربما كنا جميعا متقاربين فى السن ولكنه كان الشاب بفكره السريع الحاضر المطور المتفتح الحديث والمتعاون والمسؤول فى نفس الوقت.. فما من موضوع تم مناقشته إلا ويتقدم بإقتراحات فعالة وإستعداد للتنفيذ أو مشاركة فى التنفيذ..
هذه الصورة تكونت وترسخت عندى .. شاب كل معرفتى به آنذاك هى بضع شهور ولكن إحتل قيمة خاصة عندى، لذلك بمجرد تحملى مسؤولية الوزارة كان من أوائل القرارات أن أحمله مسؤولية رئاسة هيئة التعمير والتنمية الزراعية وما أدراكم ما هى هذه الهيئة؟ هى مسؤولية كبيرة جدا ولكن قدرات ومكانة دكتور على إسماعيل عندى كانت أكبر منها.. أصدرت القرار وبدأ مباشرة بعدها تطوير الهيئة وإعداد فكرة الشباك أو المنفذ الواحد الذى يتعامل معه السادة المنتفعون أو المتعاملون مع التحول إلى الأسلوب الرقمى.. افتتحنا هذا النشاط وسعدت به وسعدت بجلوسى مع بعض السادة الموظفين فى حديقة المبنى يوم الافتتاح ثم بعد فترة وجيزة غادرت الوزارة وتركته يكمل طريقه ليصبح بعدها رئيسا لقطاع الهيئات ومديرا لشئون مكتب الوزير.
ومن الأحاديث الجميلة التى دارت بيننا وقتها أن دكتور على إسماعيل حينما كان رئيسا للهيئة العامة لاستصلاح الأراضى كان يشغل منصب وكيل معهد الأراضى والمياه فى نفس الوقت، ولأنى فى حياتى أطبق نظام مؤسسي الصوره فحينما أصدرت له قرارا برئاسة هيئة التعمير استبعدته من وكالة المعهد كسلوك عفوى حيث يستحيل أن يحمل أحد هاتين المسؤوليتين معا ويجيد فى عمله، لكن بالرغم من هذا كان قرارى دون تعمد شخص دكتور على إسماعيل الذى ربما فى داخله كان يفضل إدارة المعهد ولكن كان تقديرى له أكبر من ذلك طبعا ولم أنتبه إلا حينما اخبرنى بأننى نزعت وكالة المعهد عنه، فاعتذرت له ربما صمتا ولكن ما كان لى أن أرجع فى قرار اتخذته خاصة ولأنه قرار سليم.
خالص تقديري للدكتور على إسماعيل وتمنياتى له بالتوفيق الدائم والنجاح فى كل خطوة يخطوها، هو وجميع من تعاونت معهم وتعاونوا معى خلال مشوار المسؤولية والحياة.