رئيس التحرير

وزارة الزراعة على صفيح ساخن!

بقلم: د.أسامة بدير

فى البداية لابد من التأكيد على أننى سأطرح ما أعتقد أنه رؤية لما آلات إليه الأمور فى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، منذ تولى الدكتور عز الدين أبوستيت مقاليد السلطة في ديوان عام الوزارة، فضلا عن استمرار الدكتورة منى محرز فى منصبها كنائب للوزير، وذلك وفق بعض الوقائع التى رصدتها خلال الأسبوع الماضى فقط.

البداية، مع قرار رئيس الوزراء بشأن تحديد مهام واختصاصات نائب وزير الزراعة الدكتورة منى محرز، وربما يكون السؤال هنا لماذا صدر هذا القرار الأن؟ خاصة وأن “محرز” تشغل بالفعل هذا المنصب منذ يونيو الماضى مع “أبوستيت”، فضلا عن أنها كانت تشغله سلفا إبان فترة تولى وزير الزراعة السابق الدكتور عبد المنعم البنا، خلال أكثر من عام ونصف.

الشاهد، أننى عندما طالعت نص قرار رئيس الوزراء الذى يحدد فيه مهام واختصاصات “محرز”، استوقفت كثيرا أمامه، وبدت لى علامات استفهام كثيرة، وسألت نفسى: وماذا تبقى لوزير الزراعة؟

ربما يكون جانبنى الصواب فى تحليلى لقرار رئيس الوزراء، لكن دائما ما يحكم المرء على أمور مادية ملموسة تخضع للمنطق والعقل معا، وليست مثل هذه الأحداث أو المواقف أو الأفعال تترك للتقييم وفق منهج حسن النوايا، فالدولة بمؤسساتها وأجهزتها لابد أن يسير العمل بها وفق منظومة متكاملة تراعى الصالح العام فى إطار من التنسيق والتعاون والتكامل، لا الصراع أو التناحر.

الأمر الثانى، الذى دعانى لكاتبة هذا المقال التحذيرى من الوضع فى وزارة الزراعة على مستوى القيادات هو، مشكلة بذور الطماطم الفاسدة أو المفيرسة التى تعرض بسببها آلاف المزارعين لخسائر فادحة وسط تصريحات غريبة من المتحدث الرسمى لـوزارة الزراعة طوال الأسبوع الماضى، مؤكدا على أن الوزارة ليست طرفا في جلب بذور الطماطم المصابة بالفيروس، وعلى المزارعين المتضررين اللجوء للقضاء.

وبعد طول انتظار، صدرت تصريحات قوية من وزير الزراعة بشأن بذور الطماطم الفاسدة تعكس رؤية مخالفة تماما لما صدر عن المتحدث الإعلامى الرسمى للوزارة.

يقينى، أن تصريحات الدكتور عز الدين أبوستيت، اتسمت بالمصداقية والموضوعية وجأت لنصرة المتضررين من مزارعى الطماطم الفاسدة، حيث قال: أن الوزارة بصفتها بيت الفلاح فهي طرف أصيل في المشكلة المثارة حاليا بشأن وجود بذور طماطم مغشوشة في الأسواق، مؤكدا أن الوزارة لن تتهاون في حق المزارعين، وسوف يتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين.

عقب هذه التصريحات القوية من وزير الزراعة بشأن بذور الطماطم الفاسدة، والتى جأت فى أواخر الأسبوع الماضى، رصدت كلام مختلف تماما من المتحدث الإعلامى لذات الموضوع عما كان يقوله سابقا.

عزيزى القارى أرت فقط أن أضع أمامك بعض من كواليس معلنة شهدتها أروقة ديوان عام وزارة الزراعة على مدار سبعة أيام مضت، لتقيم بنفسك وتصل إلى الحقيقة المخيفة على حاضر ومستقبل هذه الوزارة الهامة لمصر وشعبها والتى تمثل أحد أهم مفردات الأمن الوطنى المصرى.

مرة ثانية أؤكد على أن رؤيتى التى أريد توصيلها عبر سطور هذا المقال فى رسالة عاجلة لكل صاحب أو صانع قرار يهمه أمر هذا الوطن، ويعشق ترابه، أنها تمثل اجتهاد شخصى قابل للصواب أو الخطأ، فأنا أطرحها من أجل نبذ الاختلاف وتوحيد الصف أملا فى نهضة الزراعة المصرية.

ياسادة.. من فضلكم، مصر أهم وأكبر من الصراعات الجانبية والمصالح الشخصية، فالوطن بحاجة لنا جميعا، ويجب أن نعمل بجد وإخلاص من أجل ملايين المصريين الذين منحونا شرف وأمانة المسؤولية، وعلينا أن نثبت لهذا الشعب أننا أهل لهذه الثقة ونموذج للعطاء بلا حدود، فالصراعات لا تبنى المجتمعات، لنرفع جميعا فى وزارة الزراعة قيادات ومرؤوسين شعار “دعونا نعمل بإخلاص.. دعونا نمر”.

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى