هل يُمكن أن أكون وزيراً للزراعة؟
بقلم: د.أسامة بدير
في هذا المقال، أشارككم فكرة قد تكون مجرد خاطرة أو تساؤل يتبادر إلى ذهن أي إنسان طموح. فمن حق كل شخص أن يحلم ويطمح، وأن يسعى لتحقيق ما يُؤمن به من أهداف مشروعة. وأنا كإنسان، لدي الحق في أن أفكر، وأن أُعبّر عن طموحي الذي ينبع من انتمائي وحبي لهذا الوطن. وعليه، جاءت هذه السطور:
هذه الشخصية ليست نرجسية كما قد يتصور البعض، بل هي جوهر الطموح، ومركز الوعي بالذات، والنقطة التي تنطلق منها فكرة التغيير والإصلاح. فلكل إنسان بداخله “أنا” تؤمن بقدراته، وتحلم، وتطمح، وتسعى لتحقيق الأفضل، مهما بدت الأحلام بعيدة أو طموحة.
إن التساؤل: “هل يُمكن أن أكون وزيراً للزراعة؟” لا يأتي من فراغ، ولا يُعد ضرباً من الغرور، بل هو تعبير صادق عن رغبة حقيقية في تحمّل المسؤولية، والمساهمة في بناء قطاع يُعد من أعمدة الأمن الوطني للدولة المصرية، ومصدراً رئيسياً لحياة الملايين. إنه صوت الذات الواعية التي تؤمن بأن التغيير ممكن، وأن القيادة تبدأ من الإيمان بالفكرة، والسعي لتحويلها إلى واقع.
منذ سنوات، وأنا أتابع عن كثب تفاصيل هذا القطاع الحيوي، لا كمتفرج، بل كمهتم، ومنخرط، ومؤمن بأن الزراعة ليست مجرد حرث وبذر وحصاد، بل هي علم واقتصاد، وإدارة واستراتيجية. إن التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في مصر كثيرة، من ندرة المياه، وتفتت الملكيات، إلى نقص التكنولوجيا، وتضارب السياسات، وهي كلها مشكلات تستدعي قيادة ذات رؤية واضحة وإرادة قوية، وإيمان بالتغيير، لا بالحلول التقليدية.
ولعل ما يدفعني إلى طرح هذا السؤال هو إيماني بأن لديّ ما يمكن أن أقدمه. فأنا أمتلك من الكفاءة والخبرة والرؤية ما يجعلني أهلاً لتحمّل هذه المسؤولية الوطنية. خبرتي الطويلة في العمل التنموي، واطلاعي على تجارب دول نجحت في تحويل الزراعة إلى قاطرة تنمية، إضافة إلى إيماني العميق بأن التغيير الحقيقي لا يأتي من فوق فقط، بل من التقاء الفكر الرسمي بالعقول في الميدان، يدفعني لأن أقول: نعم، يمكن أن أكون وزيراً للزراعة، بل وأكثر.
نهجي سيكون مختلفاً، لأنه يقوم على العقل الجماعي، لا على الفرد الواحد. على التكامل، لا على التنافر. على الشراكة بين مؤسسات الوزارة، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، وليس على القرارات المنفردة أو المنعزلة. هى رؤية شاملة تؤمن بأن الزراعة قضية وطن، لا مجرد قطاع اقتصادي، وأن الأمن الغذائي لا يتحقق إلا عندما نؤمن بأن كل فدان، وكل قطرة ماء، وكل يد عاملة، هي ثروة وطنية يجب أن تُستثمر بذكاء.
لقد نجحت سابقاً في العديد من المبادرات التنموية التي جمعت بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وخلقت نماذج إنتاجية مُستدامة استفاد منها الآلاف. وأنا على يقين بأن هذه النجاحات ليست مجرد سطور في سيرة ذاتية، بل هى دروس حية يمكن البناء عليها في قيادة وزارة بحجم وأهمية وزارة الزراعة.
ولمَ لا؟ فربما يكون النجاح في هذا المنصب خطوة نحو مسؤوليات أكبر، فالدولة اليوم بحاجة إلى من يملك الرؤية، والقدرة على اتخاذ القرار، والجرأة على التغيير.
أؤمن بأن الزراعة ليست مهنة الفقراء كما يُشاع، بل هى مهنة المستقبل. المستقبل الذي تحكمه التكنولوجيا، وتدعمه المعرفة، وتوجهه إدارة فعالة تؤمن بالبحث العلمي، وتدعم صغار المزارعين، وتفتح آفاقاً جديدة للريادة الزراعية، خاصة في ظل ما نواجهه من تحديات مناخية ومائية وغذائية.
وأخيراً، فإن سؤالي: “هل يمكن أن أكون وزيراً للزراعة؟” ليس مجرد استعراض للأنا، بل هو دعوة للتفكير الجماعي، وللإيمان بأن القيادة ليست حكراً على أحد، وأن كل صاحب رؤية وحلم وخبرة يستحق أن يُمنح الفرصة ليُحدث فرقاً. فالوطن لا يُبنى بالشعارات، بل بالعمل والنية الصادقة، ومن يملك القدرة على الحلم يملك أيضاً القدرة على التغيير.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.
المقال يعبر عن رؤية طموحة لشخص يسعى لتحقيق تغيير إيجابي في قطاع الزراعة، الذي يعتبر من القطاعات الحيوية في الاقتصاد المصري، إذ يتناول القضايا المرتبطة بالأمن الغذائي والاستدامة في ظل التحديات الحالية مثل ندرة المياه وتغير المناخ. الكاتب يقوم بتحليل شامل للتحديات التي تواجه القطاع الزراعي، مما يدل على فهم عميق للموضوع وتعدد أبعاده العلمية والعملية.
الأسلوب المستخدم في صياغة الأفكار لا يقتصر على تقديم رؤى مستقبلية بل يستند أيضًا إلى تجربة شخصية ومبادرات سابقة، مما يضيف مصداقية للرؤية المطروحة. كما يتضمن المقال دعوة للتعاون بين القطاعات المختلفة، مما يمثل توجهاً إيجابياً وصحيحاً علمياً لحل القضايا المعقدة من خلال التنسيق والشراكة.
منهجية المقال تعكس أسلوب التفكير النقدي حيث يبدأ الكاتب بتعريف الطموح والرغبة الإنسانية في تحسين الوضع الراهن. يستخدم الكاتب أسلوب الاستدلال من تجربته ومعرفته الشخصيه إلى القضايا العامة، مما يعزز من قوة حجته. بالإضافة إلى ذلك، يظهر المقال منهجية تحليلية حين يضع الأسس النظرية التي توجه رؤيته في التصدي للتحديات، مع التركيز على أهمية القيادة الجماعية في تحقيق الأهداف.
لكن ينبغي النظر إلى بعض النقاط الإضافية، مثل الحاجة إلى بيانات وإحصائيات تدعم التحليلات المقدمة حول التحديات التي تواجه الزراعة في مصر، مما قد يساهم في تعزيز المنطق العلمي للطرح. كما يمكن توسيع نطاق النقاش ليشمل استراتيجيات محددة يمكن تطبيقها على أرض الواقع، بحيث تكون الرؤية المقترحة أكثر وضوحًا من الناحية التنفيذية.
يمكن القول إن المقال يمثل إنطلاقة جيدة لفكرة الطموح وتحدي القيود السابقة، وهو يعكس ضرورة وجود قادة ذوي رؤية وابتكار في مواجهة التحديات الراهنة.