رئيس التحرير

هل يطفىء رئيس مركز البحوث الزراعية النار المستعرة؟

بقلم: د.أسامة بدير

الباحثون فى مركز البحوث الزراعية يعملون بكل الاجتهاد والطموح .. يسابقون الزمن من أجل تحقيق النهضة الزراعية التى تنشدها القيادة السياسية وملايين المصريين تطلعا لغدا أفضل ومستقبل مشرق للأجيال القادمة.

مع تعاقب الليل والنهار .. الصيف والشتاء .. الحر والبرد .. البهجة والسعادة، تتعاقب وتتبدل القيادات، لكن يظل القائد الناجح المتميز هو من يستطيع حُسن إدارة الوقت والمواقف بحكمة واقتدار، فضلا عن تحقيق أهداف المؤسسة أو المنظمة التى يعمل فيها، فى ظل منظومة متكاملة الأبعاد تساعد على تبويب ورصد الإنجازات الحقيقية للقائد أولا ثم للمؤسسة وللدولة إجمالا.

دائما ما أسأل نفسى عدة تساؤلات، مع كل طلعة شمس ويوم جديد: لماذا يتكالب بعض من أفراد وطنى على تولى المناصب؟ ولماذا كل هذه المعارك التى يخضها فلان ضد فلان لإفشال فلان طمعا فى تولى منصبه؟ وكيف يمكن أن تستمر منظمة أو مؤسسة عامة كانت أو خاصة فى تأدية عملها، فى ظل هذا الصراع والمناخ الفاسد بكم كبير من كل أشكال الملوثات الاجتماعية الاقتصادية؟

فى أحيان كثيرة ربما لا أجد نفسى أمام الإجابة التى تُشفى فضولى، وتُشبع نهم رغبتى فى الوصول إلى الحقيقة الدامغة خاصة فى ظل مجتمع بات الأقرب لشخصية الأنا، وكافر بثقافة العمل الجماعى، والهدف والمصير المشترك أسوة بكافة شعوب الدول الأكثر تحضرا ورقيا فى تعاملاتها اليومية وعلاقات العمل فيما بينها.

الشاهد، أننى افتخر أن الدولة المصرية تملك كنز استراتيجى للإنتاج العلمي ذات المردود الاقتصادى على القطاع الزراعى اسمه مركز البحوث الزراعية، خيرة عقول مصر نشأت وتعلمت داخل جدران هذا الصرح البحثى الكبير والعظيم على مدار سنوات طويلة من العمل الجاد والكفاح المسلح بكل أدوات العلم والمعرفة، حافظت بفضله مصر على الحد الأدنى من أمنها الغذائى، وامتلكت كل مقاليد القوة من أجل الانطلاق نحو عصر النهضة الزراعية.

يقينى، أن أى كيان ناجح فى أداء عمله خاصة عندما يكون بحجم ومكانة مركز البحوث الزراعية، فإن الأمر قد ينتج عن تواصل مسيرة نجاحه فى الحفاظ على مقومات الثروة الزراعية المصرية بل وتنمية جيمع مجالاتها بعض المراهنات أو السلوكيات غير المسئولة التى تصدر عن هذا وذاك، ما قد يؤدى إلى تعكير الصورة أو المظهر العام.

ولا يمكننى القول بأن بيئة العمل بالمركز سوية أو مثالية على الإطلاق، لكنها ليست سيئة فغالب الصورة حسنة ومفرادتها وعناصر مكوناتها تبذل أقصى الجهود لتحقيق الأداء المتميز للزراعة المصرية، ومنحنى التحسن فى الصعود بدليل زيادة معدلات الصادرات الزراعية وفتح أسواق جديدة أمامها بشكل متسارع خلال العقد الأخير، ومرورا باستنباط أصناف جديدة لبعض المحاصيل الحقلية الأساسية، فضلا عن تطور وتحديث كبير فى إجراءات لوجستية خاصة بسلامة الغذاء تم التوصل إليها وتطبيقها بالفعل حفاظا على صحة المصريين.

كما أننى لا يمكن أن أغفل عشرات الشكاوى التى تصلنى من بعض الباحثين يشكون فيها من ظلم أو قهر أو سطوة أو عدم شفافية بعض المسئولين فى بعض معاهد ومعامل المركز الـ26، ومثل هذه الشكاوى والاستغاثات بالتأكيد تعطل منظومة العمل وتخلق مناخ فاسد يسمم كل عناصر بيئة العمل وربما يصيب العمل ذاته بالشلل التام.

وانطلاقا، من مبدأ شفافية وأمانة الكلمة التى اكتبها فى مقالى الاسبوعى الذى ينتظره آلاف القراء، أقول أن ثمة معاهد بالمركز باتت خلال هذه الفترة على صفيح ساخن من كثرة المشاحنات والاضطربات التى أضحت تهدد الكيان وتبعث برسائل سلبية خطيرة بالتذمر وربما مع تصاعد الأحقاد والاحتقان بين أطراف الصراع فى تلك المعاهد تُرتكب جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد، خاصة فى ظل غياب تام لكل أشكال التفاوض والحكمة من أجل عودة الأمور إلى مسار التفاوض وتنازل الأطراف عن بعض مطالبها بغية الإصلاح وإعادة دورة العمل بالشكل النموذجى.

ولذا، أناشد الدكتور محمد سليمان، رئيس مركز البحوث الزراعية، بشجاعته المعهودة، ورجاحة وحكمة عقله وفكره المستنير، ومتانة وقوة أسلوبه المتميز وقدرته الفائقة فى السيطرة على الأمور قبل أن تنطلق نحو المسار الخاطىء، فأنا أعلم يقينا أنه قادر على تعديل الأمور بتلك المعاهد التى تقل فى عددها عن أصابع اليد الواحدة وبأقل جهد ممكن يبذله، نظرا لخبرته الواسعة فى التعامل مع تلك المواقف، فلديه البرهان الدامغ الذى سيطفىء به النار المستعرة فى تلك المعاهد سريعا، وتعود أكثر قوة فى أداء عملها خدمة للقطاع الزراعى ودعما للفلاح المصرى.

ومن باب الأمل فى المستقبل المنظور نحو عصر يسوده المحبة والتعاون وألفة العلاقات الاجتماعية الحميدة التى تجمع بين ثناياها كل أطراف منظومة العمل البحثى الجاد داخل معاهد المركز، فإن الأمر يتطلب مزيد من بذل الجهود المخلصة من قبل قيادات مركز البحوث الزراعية، وأنا أثق فى سعة صدر جميع قيادات المركز وتعاملهم الراقى المتحضر وتبنيهم لقضايا وهموم جموع الباحثين من أجل تطبيق سياسة الاحتواء والانطلاق لا الفرقة والصدام.

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. الأخ الفاضل الدكتور اسامه اتفق مع سيادتكم بصراحتكم المعهوده وشجاعتكم في بعض الأمور واختلف في بعضها وسوف استعين بما علقت به اليوم ومضمونه د. على العزونى
    21 فبراير, 2020 at 9:49
    منذ حوالي ١٠ سنوات كما ذكرت محلك سر وان كل ما يتباها به معهد المحاصيل إنجازات لا ننكر ها لجيل قبل ذلك لم يبني عليها وسوف استعين بتعليق لنا على مقال ومضمونه . المسؤليه امانه وتاتي يوم القيامه خزي وندامه الا لمن أداها علي خير وجه وبما يرضى الله تعالى ويكون على قدرها ويستعين بالله وحينما أراد احد الصحابه ان يتولى منصب ذكره رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بهذا وقال انك ضعيف. ونضيف ان الضعف لا يكون بالجسد وإنما بالفكر أيضا . فلا تستقيم الأمور اذا كان رأيس العمل به صفتان محموده في أماكن واوقات أخرى غير العمل وهي الخجل والاستحياا وغياب الشفافيه والعدل والنزاهه ولنا مع معهدنا (المحاصيل الحقليه) تجربه خير دليل على ذلك فمنذ عام ٢٠١٥ وحتى الآن ذكرنا بتحقيقات يعج بها مكتب السيد المستشار القانوني لمركز البحوث الزراعيه تقدمنا بها وغيرنا ولكن في النهايه تحفظ بقرار سيادي من المركز ولا يحاسب من أهمل او أفسد في عمله وتظل مقوله ممن عليهم علامات استفهام وضعاف النفوس الان هما من سبقونا حد عمل لهم حاجه ولكن تولينا مسؤليه رياسه قسم بحوث محاصيل الألياف بمعهد المحاصيل الحقليه لمده عامين وشهر تقريبا بثلاثه مواسم زراعيه شتويه للكتان وكانت النتائج بفضل الله مغايره عن سابقتها بالايجاب واظن انها لم تتحقق من قبل وهذا ما اكدناه ووثقناه بآخر مجلس قسم لنا في 4/4/2019 والذي قبله وهذا تحت ضغوط كثيره ولم تسنينا علي قول الحق في كل وقت وكل مكان نحن نحتاج اداره قويه ونشجع وندعم كل صاحب رؤيا وحتى ان كان ليس على هوا أصحاب القرار ونعدل في توزيع الدعم والاهتمام للمحاصيل الحقليه والتى تتهم بأنها محاصيل صغيره المساحه ولكن هي في الحقيقه كنز للدوله والمزارع والمصنع اذا ما طورنا فكرنا واستفدنا بالميزه النسبيه لمصر كمحاصيل الألياف الطبيعيه مثل الكتان والسيسال والتيل ويمكن الاطلاع على المصدر منها للخارج من الياف خام لدول العالم وآخرها تعليق رأيس الجهاز المركزي للإحصاء بأنه تم تصدير بحوالي ٦ مليار دولار في الربع لاول من عام ٢٠١٨ مقابل ٢ مليون دولار في مثيله من عام ٢٠١٧ نحن لدينا الكثير مما يؤكد ما ذكرناه والكثير مما لا يصح ان يذكر على الملأ ولكن نحتاج وكما نقول دوما (مجتمع يكافح الفساد ويستعيد ثقافه العدل والشفافيه والنزاهه بدعم من اجهزه اداريه فعاله بند من الاستراتيجيه الوطنيه لمكافحه الفساد والتى تم تعميمها علينا منذ ٢٠١٥) وليس اجهزه اداريه كل همها زيارات الي محطات البحوث الزراعية لا تسمن ولاتغني من جوع للشو وجمع likes ليكات بل وصل معنا بالموسم السابق التشكيك في برنامج الكتان والذي كان بشهاده كل من شاهده بسخا في أحسن حال وقلنا لهم أعظم كلام وهو قوله تعالى فستذكرون ما اقول لكم وأفوض أمري إلى الله أن الله بصير بالعباد صدق الله العظيم والله المستعان.

    د. على العزونى
    21 فبراير, 2020 at 10:00 م
    نشكركم على امانه النشر ونسأل الله أن يكون رأينا لوجه الله ثم خير الوطن ونكرر شكرنا لسيادتكم.

    REPLY

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى