رأى

هل توجد زيادة حقيقية في الاستهلاك الغذائي في شهر رمضان؟

بقلم: أ.د.أشرف سليمان

أستاذ الاجتماع الريفي والتنمية الريفية بمركز البحوث الزراعية وأستاذ الأمن الغذائي والسياسات الزراعية بجامعة كيوتو باليابان سابقا

تُعلن الصحف والإعلانات التلفزيونية في كل عام مع حلول شهر رمضان عن ارتفاع الاستهلاك الغذائي من جميع السلع. الأمر الذي أرى فيه قدر كبير من المبالغة إذا كان حديثنا عن مصر كلها.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

إن ما يحدث في تقديري هو تزييف للحقائق من ناحية، ومن ناحية أخرى إبعاد الشبهة عن تلبية الاحتياجات الأساسية للشعب رغم ارتفاع معدلات الفقر.

أكاد اجزم أن شرائح وفئات كثيرة من الفقراء لا ترى أي نوع من أنواع اللحوم إلا في شهر رمضان؛ وكنت شاهد عيان في كثير من الدراسات الميدانية في ريف وحضر مصر عبر ثلاثة عقود من الزمان.

في دراسة صدرت العام الماضي قبل رمضان 2024 قدرت أن عدد المستفيدين من موائد الرحمن في 2023 بلغوا 10 مليون فرد (د.يسري أبوطاحون – قسم الاقتصاد – جامعة بنها) وتوقعت الدراسة أنها ستصل لـ15 مليون فرد في 2024؛ فما بالنا الآن في 2025 مع ازدياد معدل الفقر الذي يقدر انه بين 30% – 35%.

قُدّرت تكاليف موائد الرحمن بحوالي 5 مليارات جنيه، ومن المتوقع أن تصل إلى 10 مليارات جنيه في عام 2024، مع موجة ارتفاع الأسعار.

في تقديري أن التكلفة سترتفع بمعدل أكبر هذا العام وربما تصل إلى أكثر من 20 مليار جنيه مع الارتفاع الصاروخي للأسعار، ومع انحدار كثير من شرائح الطبقة الوسطى لمصاف الفقراء.

السؤال المُلح الذي يطرح نفسه الآن: هل هذه زيادة حقيقية في الاستهلاك الغذائي كما يُعلن دائما؟ أم أنه الوضع الطبيعي للاستهلاك (بل اقل من الطبيعي) الذي ينبغي أن يكون، ويحدث مؤقتا في شهر واحد فقط؟

والسؤال الأكثر شمولا: هل يمكن أن تحدث تنمية لمجتمع تقوم – فقط – على أعمال الخير من المتصدقين؟

لكي تحدث تنمية اجتماعية واقتصادية حقيقية ينبغي أن تكون هناك سياسات تنمية اقتصادية واجتماعية مُحددة المعالم قائمة على أسس من العدالة وزيادة الإنتاج والإنتاجية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى