هل تختفي السحابة السوداء بعد نقص مساحة زراعات الأرز الموسم الحالي؟
كتبت: هيام عبدالفتاح بعد أن قلصت الحكومة المساحة المزروعة من محصول الأرز هذا الموسم إلى حولى 100 ألف فدان بسبب الشح المائى الذى باتت مصر على اعتابه خلال تلك الفترة، فهل يمكننا القول أن كميات القش التى ستنتج من زراعات الأرز الحالية عقب حصادها سيتم التخلص منها بدون أى استفادة اقتصادية وبيئية أم أن الفلاحين زاد وعيهم بمخاطر حرق قش الأرز؟ وفى التحقيق التالى سيحاول “الفلاح اليوم” الإجابة على هذا السؤال..
من الملاحظ أن وزارة البيئة هذا العام تقوم دور فى توفير حملات التوعية والمعدات اللازمة لضمان تعظيم الاستفادة من مخلفات حصاد الأرز، وهو ما دفع المزارعين إلى البعد عن الحرق، وكبس القش للاستفادة منه مادياً ومنع خطره البيئى والصحى.
ويقول السيد مصطفى، أحد الفلاحين من محافظة كفر الشيخ: «لا نحرق قش الأرز، بل نكبسه بالمكابس الخاصة بالأفراد أو التابعة لـوزارة البيئة، لدينا مواشى تأكل هذا القش، ونضع عليه المولاس وهى مادة سائلة مستخرجة من مصانع البنجر وتشبه العسل، وهنا يتحول إلى علف، قد لا يكون ذا فائدة صحية للمواشى لكنه يملأ معدتهم، بعض ممن يحرقون قش الأرز يقولون إنه يفك الأرض ويقتل الآفات بباطنها وهذا غير صحيح، والأفضل هو كبسه، القش حالياً يتم بيعه ولم نعد فى قديم الزمن، ووزارة البيئة تبحث عن القش فى الوقت الحالى لشرائه».
وأشار حسين محمود، فلاح، أن: «من يحرق قش الأرز قد يكون فلاحاً وقته ضيق أو لا يملك المال لدفع تكاليف كبس القش، وحرقه لا يفيد الأرض ولا يقتل الحشرات أو الآفات، العفش فى باطن التربة والنار لا تطوله، الأرض أمامنا سنحرثها بعد الأرز ونزرع فيها (بنجر)، وسيخرج الأرز والعفش إلى سطح الأرض مع البنجر سواء كان محروقا أو غير محروق، وهو دليل على أن نار حرق القش لا تقتل الحشائش الضارة، والحل الأمثل هو جمع القش وكبسه، فطن القش المكبوس يباع بـ500 جنيه، والبالة الواحدة يتم كبسها بـ3 جنيهات ويتم بيعها بـ7 جنيهات، وهناك مزارعون باعوا البالة بـ10 جنيهات حسب حجمها».
وأوضح محمد لطفى، مزارع من كفرالشيخ: «نصنع الأعلاف من قش الأرز والمصانع تشتريه لصناعة الأوراق، وبعضهم يصدره للمملكة العربية السعودية، وبعض الفلاحين يجلبون القش للأراضى الصحراوية المراد استصلاحها بغرض الزراعة حيث يتم الحفر فى الأرض، ووضع بالة وفوقها شجرة لأنها تولد عناصر تنبت الزرع، وهناك من يفرم قش الأرز ويحوله إلى التبن لعلف المواشى، والزراعة والبيئة تحرران محاضر لمن يحرقون قش الأرز، ويتم توقيع غرامة كبيرة، وفى بعض الأحيان قد تصل العقوبة إلى الحبس، ويتم تطبيقها بلا تهاون».
من جهته، لفت الدكتور عبدالعظيم الطنطاوى، رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق، أن «قش الأرز قليل هذا العام بسبب انخفاض مساحة الأرض عن العام الماضى، وهناك اهتمام به بشكل كبير لأن قيمته كبيرة، حيث يدخل فى الأعلاف بدلاً من التبن الذى وصل سعر الحِمل منه إلى 600 جنيه، والمزارعون يقدمونه كخلطة مع البرسيم أو يفرمونه ويخلطونه بالمولاس للمواشى، هذا العام لن نجد سحابة سوداء بسبب جهود وزارة البيئة وكبسها لـقش الأرز وتقديم حوافز للفلاحين وتوعيتهم، فقش الأرز يتم تقديمه ليلاً للمواشى وعليه مولاس يشتريه الفلاحون من محطة البحوث الحيوانى، كما يستخدم القش فى تدوير المخلفات الزراعية لاستخدامه إما كسماد عضوى أو حقنه بالأمونيا كعلف للحيوان، عند».