صحة

هل تتأثر أدمغتنا بما يوجد في أطباقنا؟

كتبت: د.تيسير العصار هل من المستحيل تجنب السكريات المكررة والدهون المشبعة في وجباتنا؟ نعلم ان اجسامنا لا تتعامل جيدا مع هذه العادات الغذائية الخاطئة فقد تصيبنا بأمراض مثل السكر والسمنة والقلب وغيرها .. لكن هل نعلم انها تقلص حجم الدماغ وتحد من قدراته؟ وهل تعاني صحتنا العقلية ومزاجنا وقدرتنا على اتخاذ القرارات الصائبة جراء تناول هذه الاطعمة؟

د.تيسير العصار

الشوكولاتة تساعد ضد الاجهاد والسمك يجعلك ذكيا .. فهل تنطوي تلك الاقوال الشعبية على حقائق علمية؟ ثمة بحوث حول العالم تثبت ان هناك قدرا كبيرا من الحقيقة في هذه المقولات..

ففي بريطانيا اظهرت دراسة اجريت في احد السجون ان السجناء الذين يتناولون مستحضرات الفيتامينات كانوا اقل استعدادا للعنف.

وفي المانيا اثبتت اخصائية في علم النفس من جامعة (لوبيك) أن مكونات وجبة الإفطار تؤثر على السلوك الاجتماعي.

وفي استراليا تم دراسة سلوك الاطفال خلال الخمس سنوات الاولى من اعمارهم, وتبين اظهار بعد السلوكيات العدائية في اطفال الامهات اللاتي اعتدن على تناول الاغذية السريعة المليئة بالدهون والاملاح والسكريات والكربوهيدرات اثناء الحمل.

وفي النرويج ايضا اثبتت دراسة ارتباط تناول الاطفال للحلويات المصنعة بالسلوك العدواني والحزن والتوتر والقلق والاحلام المزعجة.

لكن ما الذى يحدث فعلا في المخ عندما يقع اختيارنا على العسل بدلا من السكر وعلى السمك بدلا من اللحوم المصنعة؟ هذا تحديدا ما يحاول العلماء في جميع انحاء العالم اكتشافه.

اثبتت الدراسات ان زيادة تناول الدهون المشبعة والسكريات المكررة تؤدي الى تغيرات في الجزء المسئول عن الذاكرة في الدماغ كما تؤدي الى اعادة برمجة الدماغ. كذلك فإن الحرمان من اوميجا 3 اثناء مرحلة النمو يؤدي للشعور بالتوتر فهي ضرورية لتكوين المنطقة الرمادية في الدماغ وتحسن من كهربية اغشية الخلايا في الدماغ, كما تنتقل الاشارات في الخلايا العصبية الغنية باوميجا 3 بكفاءة اسرع, وعلى العكس فانه يرتبط نقصه بانخفاض كفاءة الدماغ في العمل. ولا يمكن للجسم انتاجه بنفسه ويحتاجه من مصادر خارجية مثل الاسماك الدهنية واحشاء الحيوان والزيوت النباتية والبذور والمكسرات.

كما يؤدي نقص فيتامين ب 3 الى السلوك العصبي او العدواني فقد لوحظ التهام انثى الهامستر لصغارها بعد الولادة جراء اقتصار وجباتها على الذرة الذي يفتقر لفيتامين ب 3. وقد لوحظ انخفاض عدد الحوادث بين مجموعات السجناء في 8 سجون مختلفة في هولندا جراء تناول وجبات محسنة مدعمة بـالفيتامينات والمعادن والاحماض الدهنية الاساسية.

قد يمتلك الطعام القدرة على تغيير مزاجنا وتحفيز بعض الدوافع لدينا, لكن يمكن لما تحتويه بعض اطباق الطعام التأثير على قراراتنا التي نتخذها بكامل ارادتنا؟

الاجابة هي نعم, ففي دراسة بجامعة لوبيك بألمانيا اثبتت البروفيسور سوين بارك أن الفيصل هنا النسبة بين البروتين والكاربوهيدرات في الوجبة التي تسبق اتخاذ القرار, فالغذاء الغني بالبروتين القليل في الكارب يجعلك اكثر تسامحا ويكون القرار عقلاني وفي مصلحتك, اما الكثير في الكاربوهيدرات والقليل من البروتين يجعلك اكثر حساسية وتوترا بمعدل الضعف وتتخذ قرارات انفعالية قد تضر بمصلحتك.

يعرف كثير من البشر مدى تأثير الطعام على صحة الجسم ومع ذلك يستمرون في اتباع انماطا غذائية غير صحية, فهل ستتغير انماطهم الغذائية الى الافضل عندما يعرفون ان ما يأكلونه يؤثر على كفاءة أدمغتهم؟

*مُعد التقرير: باحث بقسم بحوث ترشيد المرأة الريفية بمعهد الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية ـ مركز البحوث الزراعية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى