دولى

هل الوقاية من الأوبئة تعتمد على حماية التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة؟

متابعات في 22 مايو من كل عام تحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي للتنوع البيولوجي، والذي يعرف أيضاً بـالتنوع الحيوي أو الأحيائي، وهو عبارة عن التنوّع في مختلف أبعاد الطبيعة الحية وأشكالها، ويدخل التنوع الحيوي بعدة تعاريف ومقاييس، ويوصف بأنه مقياس لصحة الأنظمة البيولوجية. والهدف من الاهتمام بهذا اليوم العالمي حسب المنظمة الأممية هو زيادة الوعي بأهمية هذا التنوع البيولوجي والمشاكل والأخطار التي يواجهها.

موارد التنوع البيولوجي

وموارد التنوع البيولوجي هي الركائز التي نبني عليها الحضارات. فالأسماك تتيح 20% من البروتين الحيواني لزهاء ثلاثة مليارات نسمة. كما تتيح النباتات أكثر من 80% من النظام الغذائي البشري. ويعتمد ما يقارب من 80% من السكان الذين يعيشون في المناطق الريفية في البلدان النامية على الأدوية النباتية التقليدية للحصول على الرعاية الصحية الأساسية.

استراتيجية الاتحاد الأوروبي

وفقًا لأرقام الاتحاد الأوروبي، تولد الأنشطة الزراعية حوالي 10% من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وتطمح الدول الأوروبية إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى الصفر بحلول منتصف القرن. كما تريد أيضا تقليل استخدام مضادات الميكروبات، التي تشمل المضادات الحيوية، بنسبة 50% في تربية الأسماك والحيوانات.

الاستثمار في الزراعة العضوية

وتقدر المفوضية الأوروبية أيضًا أن الاستثمار في الزراعة العضوية سيساعد في توفير من 10 إلى 20% من الوظائف وبالتالي مساعدة القطاع الزراعي على التعافي من الأضرار الاقتصادية التي تسببها جائحة كوفيد-19.

موقف منظمة السلام الأخضر

منظمة السلام الأخضر اعتبرت من جهتها عدم وجود التزام واضح من بروكسل للحد من إنتاج اللحوم واستهلاكها. تقول المنظمة إن المفوضية خصصت خمسة ملايين يورو للإعلان عن لحوم البقر ولحم العجل هذا العام، وأن الاتحاد الأوروبي ينفق ما بين 28 إلى 32 مليار يورو سنويًا على الإنتاج الحيواني والأعلاف، في حين أن أكثر من 70% من جميع الأراضي الزراعية في الاتحاد الأوروبي مخصصة لتغذية الماشية.

لقد اتخذت المفوضية العديد من الإجراءات من أجل تحسين واقع الحياة البيولوجية في أوروبا منها: توفير المناطق الطبيعية المحمية في البر والبحر بنسبة 30% مما يعني أنه يحظر القيام بأي نشاط بشري داخلها.

حالة التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة في العالم

في العام 2019، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة تقريرها عن “حالة التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة في العالم” وهو عبارة عن أول تقييم عالمي للتنوع الوراثي للأغذية والزراعة. وإن هذا التقرير الذي أعد في إطار عملية تشاركية بقيادة البلدان وبإرشاد من الهيئة، يستقي معلوماته من 91 تقريرًا إقليميا من أجل تقديم وصف لأدوار التنوّع البيولوجي للأغذية والزراعة ولأهميّته ولعوامل التغيير التي تؤثّر فيه وحالته واتجاهاته الحالية.

حماية التنوّع البيولوجي للأغذية والزراعة

ويصف هذا التقرير حالة الجهود المبذولة لتعزيز صون التنوّع البيولوجي للأغذية والزراعة واستخدامه المستدام، بما في ذلك عن طريق بلورة السياسات والأطر القانونية والمؤسسات والقدرات الداعمة. ويُختتم هذا التقرير بمناقشة الاحتياجات والتحديات المتعلقة بإدارة التنوّع البيولوجي للأغذية والزراعة في المستقبل.

الأمن الغذائي ومستقبل النظم البيئية

ويشكّل التنوّع البيولوجي عنصرًا أساسيًا في هياكل هذه النظم ووظائفها وعملياتها وفي سبل العيش والأمن الغذائي وفي توفير مجموعة واسعة من خدمات النظم البيئية. وعلى مدى مئات الأجيال المتعاقبة، عمل المزارعون ومربّو المواشي وسكان الغابات ومستزرعو وصيّادو الأسماك على إدارة هذا التنوّع البيولوجي أو التأثير فيه.

فقدان التنوع البيولوجي

فقدان التنوع البيولوجي يهدد الجميع، بما في ذلك الصحة العامة. فقد ثبت أن فقدان التنوع البيولوجي يمكن أن يزيد من الأمراض الحيوانية المنشأ — الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر — بينما، من ناحية أخرى، إذا حافظنا على التنوع البيولوجي، فإنه يتيح أدوات ممتازة لمكافحة الأوبئة مثل تلك التي تسببها الفيروسات التاجية.

اعتبرت الأمم المتحدة العام 2020 بأنه عام للتأمل وللفرص وللحلول من خلال إعادة “البناء بشكل أفضل” باستخدام هذا الوقت لزيادة مرونة الأمم والمجتمعات بينما نتعافى من جائحة فيروس كورونا. وعام 2020 بالنسبة للامم المتحدة “هو العام الذي يمكن للعالم، أكثر من أي وقت مضى، أن يشير إلى إرادة قوية لإطار عالمي ’’يُثني التحديات‘‘ المتصلة بفقدان التنوع البيولوجي بما يخدم البشرية وجميع أشكال الحياة على الأرض”.

(يورونيوز)

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى