نقص النحاس في القمح: السر الخفي وراء تراجع الإنتاج وجودة المحصول

كتبت: نورا سيد يُعد القمح أحد المحاصيل الغذائية الأساسية على مستوى العالم، حيث يُشكل مصدرا رئيسيا للغذاء في العديد من الدول. ولضمان إنتاجية مرتفعة وجودة عالية، يحتاج القمح إلى توافر مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية، ومن بينها النحاس. يمكن أن يؤدي نقص النحاس إلى مشكلات خطيرة في نمو القمح وإنتاجيته.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

في السطور التالية نستعرض أسباب نقص النحاس في القمح، الأعراض التي ترافقه، تأثيراته على المحصول، وأفضل الطرق لعلاجه.

أسباب نقص النحاس في القمح

1ـ فقر التربة بعنصر النحاس: يُعد نقص النحاس في التربة السبب الرئيسي لمحدودية امتصاصه من قِبل النبات. التربة الرملية والتربة الغنية بالمواد العضوية غالبًا ما تكون منخفضة في النحاس، مما يؤدي إلى قلة توافره للنباتات.

2ـ ارتفاع حموضة التربة: تؤثر درجة الحموضة المرتفعة سلبا على توفر النحاس في التربة. وعند انخفاض درجة الحموضة (زيادة الحموضة)، يتفاعل النحاس مع مكونات التربة الأخرى، مما يجعله غير قابل للامتصاص من قِبل النبات.

3ـ زيادة المواد العضوية في التربة: التربة التي تحتوي على نسب مرتفعة من المواد العضوية قد تحتجز النحاس وتحدّ من امتصاصه. وتمتص المواد العضوية النحاس بقوة، مما يقلل من قابليته للوصول إلى جذور النباتات.

أعراض نقص النحاس في القمح

1ـ اصفرار الأوراق: يظهر نقص النحاس في صورة اصفرار أو شحوب في الأوراق، ويحدث هذا نتيجة تأثير نقص النحاس على إنتاج الكلوروفيل، مما يؤدي إلى فقدان اللون الأخضر الزاهي في الأوراق.

2ـ ضعف النمو وتقزم النبات: النباتات التي تعاني من نقص النحاس غالبا ما تكون قصيرة وضعيفة، ويؤثر نقص النحاس على تطور الأنسجة النباتية، مما يؤدي إلى ضعف في النمو وسيقان هشة.

3ـ قلة تكوين الأزهار والثمار: يؤثر نقص النحاس على عملية الإزهار وتكوين الحبوب، ويؤدي نقص النحاس إلى انخفاض عدد الأزهار والثمار، مما يقلل من إنتاجية المحصول.

4ـ تشوه الأوراق وتجعدها: يمكن أن يؤدي نقص النحاس إلى تغير في شكل الأوراق، وتظهر الأوراق في صورة ملتوية أو مجعدة نتيجة تأثر العمليات الفسيولوجية للنبات بنقص النحاس.

تأثير نقص النحاس على إنتاج القمح

1ـ تراجع الإنتاجية: يؤدي نقص النحاس إلى انخفاض المحصول بشكل كبير. والنباتات التي تعاني من هذا النقص تُنتج كميات أقل من الحبوب، والتي تكون عادةً أصغر حجمًا وأقل جودة.

2ـ انخفاض جودة الحبوب: يؤثر نقص النحاس على القيمة الغذائية للحبوب، وتصبح الحبوب أقل احتواءً على البروتين والعناصر الغذائية الضرورية، مما يقلل من جودتها الغذائية.

طرق علاج نقص النحاس في القمح

1ـ استخدام الأسمدة الغنية بالنحاس: يمكن تعويض نقص النحاس من خلال إضافة الأسمدة المعدنية المناسبة. ويُنصح باستخدام مركبات مثل كبريتات النحاس أو أكسيد النحاس لزيادة مستوى النحاس في التربة.

2ـ تحسين درجة حموضة التربة: يمكن تقليل تأثير نقص النحاس عبر ضبط حموضة التربة، ويساعد استخدام مواد قلوية مثل الجير الزراعي على رفع درجة الحموضة، مما يزيد من توافر النحاس للنباتات.

3ـ إجراء تحليل دوري للتربة: الفحص المنتظم للتربة يساهم في الكشف المبكر عن نقص النحاس، ويسمح تحليل التربة للمزارعين بالحصول على بيانات دقيقة حول مستوى العناصر الغذائية، مما يساعدهم في اتخاذ التدابير الوقائية والعلاجية المناسبة.

خاتمة

يُعتبر نقص النحاس في القمح مشكلة زراعية تؤثر على نمو النبات وإنتاجيته وجودة المحصول. من خلال التعرف على أسباب هذه المشكلة وأعراضها، يمكن اتخاذ الخطوات المناسبة لعلاجها والحد من تأثيرها السلبي. يساعد استخدام الأسمدة الملائمة، ضبط درجة الحموضة، وإجراء فحوصات منتظمة للتربة في تحسين صحة النبات وضمان حصاد وفير وعالي الجودة.