رئيس التحرير

نساء مُضيئة في سماء وزارة الزراعة

بقلم: د.أسامة بدير

نساء مضيئة في سماء وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تستحق كل التحية والتقدير على نجاحها المتميز والمستمر الذي يتحقق اليوم بعد الآخر، والسنة تلو الأخرى، بفضل جهود كبيرة تقودها باحثات متميزات من مركز البحوث الزراعية، ومن هذه النماذج النسائية: الدكتورة نجلاء بلابل مدير مشروع العفن البني في البطاطس التابع للوزارة.

بدعوة كريمة من الدكتورة نجلاء بلابل، لتفقد مشروع العفن البنى في البطاطس الكأئن في حي الدقي بجوار وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، شاهدت هناك ما لم أشاهده من قبل في الوزارة وقطاعاتها المختلفة وحتى مركزيها البحثيين – مركز البحوث الزراعية، مركز بحوث الصحراء – فالشباب هم قوة العمل الضاربة بكل حيوية ونشاط بالمشروع.                   .

لقد شاهدت مجموعة من الشباب الواعد التي تعمل في كل معامل المشروع، وتشارك في جميع خطوات العمل به بحب وتفاني وانتماء كبير وعظيم من أجل تحقيق الهدف الأسمى لمصرنا في تعزيز الصادرات الزراعية من محصول البطاطس، والمساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني.

لم يكن ذلك النجاح الباهر حليف بلابل، ما لم تكن لديها فريق عمل على أعلى كفاءة ممكنة علميا وفنيا، ولست مبالغا إذا ما قلت: أن فريق العمل بالمشروع يؤدي عمله وكأنه يعزف أعظم سنفونية متكاملة ومتناسقة بشكل يتسم بالجدية والاجتهاد، ليكون المنتج في نهاية المطاف هو الحفاظ على سمعة وكرامة مصر ممثلة في صادراتها الزراعية من محصول البطاطس، فضلا عن الحفاظ على المزارع المصري من كل أشكال الغش والتدليس.

مشروع العفن البني في البطاطس، يحقق نجاحا كبيرا كل يوم ويساهم في تنمية الصادارت المصرية من محصول البطاطس، فهو المرجع الأصيل للسماح بتصدير البطاطس للسوق الخارجي بعد منحه شهادة تفيد بخلو البطاطس من مرض العفن البني، ويتم ذلك بعد إجراء حزمة من عمليات الكشف المتواصل التي تتم على درنات البطاطس، وفى النهاية تؤكد الاختبارات على الإصابة من عدمه.

كما يقوم المشروع بفحص تقاوي البطاطس المستوردة من الخارج، والتأكد من خلوها من الإصابة بـمرض العفن البني، وأي أمراض أخرى قبل السماح بتداولها في السوق المحلي وبيعها للمزارعين بغرض الزراعة.

حقيقة القول، كنت في قمة سعادتي، وأنا أرى وأتابع بأم عيني شباب مصر الواعد المسلح بكل صنوف العلم والتكنولوجيا الحديثة، من أجل المساهمة في بناء مصر النهضة الزراعية، فغالبية العاملين بالمشروع هم شباب يتطلعون لغد أفضل بفضل سواعدهم وانتماءهم لهذا الوطن العزيز.

الشاهد، أن مدير مشروع العفن البني في البطاطس، تقود كتيبة من العاملين الشباب أصحاب الطموح والأمل في تحقيق مزيد من النجاح والتميز بفضل عمليات التطوير والتحديث والتدريب، التي تتم بشكل دائم للتأكيد على مفهوم تواصل الأجيال والاستفادة من الخبرات والكفاءات العلمية الموجودة بالمشروع، بالشكل الذي يساهم في تنمية الموارد البشرية وصقلها بالخبرات اللازمة وتأهيلها لإدارة منظومة العمل في المستقبل القريب.

يقيني، أن الدكتورة نجلاء بلابل، تتمتع بخبرات وسمات شخصية وقيادية خاصة، وربما من نوع فريد أتاح لها كل أشكال التمكين في إدارة منظومة العمل بالمشروع، لتحقيق النجاح الباهر في هذا الصرح العلمي ذات المردود الاقتصادي الهام على الدولة المصرية عامة واقتصادها خاصة.

لقد، ناقشت في مقال سابق إشكالية أن منصب وزير الزراعة بات حكرا على الرجال، وكانت هناك ردود فعل غاضبة بعد هذا الطرح، هي بالتأكيد من جانب الرجال الذين يعتقدون أنهم الأقوى والأفضل في إدارة وتحمل مسئولية وزارة بحجم وأهمية وزارة الزراعة، لكن مع كامل احترامي لهذا الرأي الذي اعتبره من وجهة نظري أنه رأى عنصري، ولا أساس علمي أو سند قانوني أو عرف قيمي وأخلاقي أصيل له، فالبنسبة لي، فلا فرق عندي بين الرجل والمرأة في مسألة تولي وإدارة شئون الدولة المصرية، فكلاهما له نفس الفرصة والحق تماما، والمعيار عندي هو الكفاءة والتميز في الإدارة والقدرة على الإبداع والابتكار من أجل تحقيق الأهداف وتنفيذ الخطط والبرامج والمشروعات التنموية التي تنهض بالمجتمع اقتصاديا واجتماعيا وحضاريا.

وأخيرا، كل الشكر للدكتورة نجلاء بلابل، ومجموعة العمل التي تشاركها في إدارة منظومة النجاح بـمشروع العفن البني في البطاطس، وننتظر منكم المزيد لتكونوا جميعا بمثابة طوق نجاة لنهضة القطاع الزراعي من كبوته والأخذ بيده من أجل تعافيه من أمراضه التي بات بعضها مزمن.

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى