رأى

نحو تكامل البحث العلمي والتطبيق العملي لتحقيق التنمية المستدامة في مصر

بقلم: أ.د.كرم يوسف عازر يوسف

رئيس قسم بحوث البرامج الإرشادية بمعهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية – مركز البحوث الزراعية

تُعد التنمية المستدامة اليوم الخيار الاستراتيجي الأهم لمصر في مواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية. ومع بروز قضايا مثل تغير المناخ، والأمن الغذائي، وندرة الموارد المائية، أصبح من الضروري البحث عن حلول مبتكرة تنبع من البحث العلمي وتترجم إلى تطبيقات عملية تخدم المواطن والمجتمع.

البحث العلمي كقاطرة للتنمية

تزخر الجامعات والمراكز البحثية المصرية بالعلماء والأفكار، بدءًا من تطوير أصناف جديدة من المحاصيل تتحمل الجفاف والملوحة، مرورًا بالتقنيات الحديثة في الري والزراعة الذكية، وصولًا إلى الطاقة المتجددة وإدارة المخلفات. هذه الجهود لا تقل أهمية عن أي مشروع قومي، لكنها تحتاج إلى قنوات أكثر فاعلية تربطها بالاحتياجات الفعلية على أرض الواقع.

التطبيق العملي: التحدي الأكبر

رغم توافر نتائج بحثية قيّمة، إلا أن ضعف منظومة نقل التكنولوجيا ونقص التمويل يمثلان تحديًا أمام تحويل الأفكار إلى منتجات وخدمات. هنا تبرز الحاجة إلى دور القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، والإرشاد الزراعي، لتبني هذه الحلول وتطبيقها بشكل يحقق عائدًا اقتصاديًا واجتماعيًا.

خطوات تحقيق التنمية الزراعية المستدامة

1ـ ترشيد استخدام الموارد المائية عبر أنظمة الري الحديث وتدوير المياه.

2ـ تحسين إنتاجية المحاصيل باستخدام الأصناف المقاومة للآفات والجفاف.

3ـ التوسع في الزراعة العضوية والنظيفة لتقليل الاعتماد على الكيماويات.

4ـ استخدام التكنولوجيا الرقمية مثل الاستشعار عن بُعد والذكاء الاصطناعي في إدارة الحقول.

5ـ دعم المزارعين بالتدريب والإرشاد الزراعي لنقل أحدث الممارسات الزراعية.

6ـ تشجيع الاستثمار الزراعي الأخضر وريادة الأعمال الريفية.

7ـ الحفاظ على التربة والبيئة عبر تدوير المخلفات الزراعية وإعادة استخدامها.

فرص أمام مصر

ـ الاستثمار في الزراعة الذكية لمواجهة شح المياه.

ـ التوسع في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

ـ تشجيع ريادة الأعمال الخضراء بين الشباب والنساء في الريف.

ـ تعزيز الشراكات بين الجامعات والصناعة والحكومة لخلق منظومة ابتكار متكاملة.

الخلاصة

إن بناء جسر متين بين البحث العلمي والتطبيق العملي ليس رفاهية، بل هو السبيل لتحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة 2030 في مصر. المطلوب هو إرادة سياسية واضحة، وحوافز اقتصادية مشجعة، وتعاون حقيقي بين الباحثين وصناع القرار والمستثمرين. بهذا فقط يمكن أن تتحول نتائج الأبحاث من مجرد أوراق علمية إلى مشروعات ملموسة ترفع مستوى معيشة المواطن وتدعم مكانة مصر إقليميًا وعالميًا.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى