الأجندة الزراعية

نباتات الزينة في القرى السياحية.. تنسيق بيئي يجمع بين الجمال والاستدامة

إعداد: د.ميادة قدري سليم  

باحث أول بقسم بحوث نباتات الزينة وتنسيق الحدائق بمحطة بحوث البساتين بالصبحية

من العوامل التي يتوقف عليها اختيار النباتات الملائمة للتنسيق:

1- اختيار أنواع النباتات الأكثر ملاءمة للظروف البيئية المحلية (تربة – حرارة – رطوبة – إضاءة – رياح – أمطار – مدى مقاومتها للأمراض والحشرات)، والمتوافرة في السوق المحلي (من حيث عددها وسهولة الحصول عليها وسعرها المناسب وسهولة رعايتها وصيانتها).

2- الغرض: وظيفي – جمالي – بيئي – صحي – اقتصادي.

3- الارتباط والتكامل والتجانس والتدرج بين النباتات وربط أجزاء الحديقة ببعضها.

4- معرفة طبيعة ومراحل نمو النبات وملاءمته للموقع الذي يزرع فيه (حولي – معمر – مستديم – متساقط)، ومراعاة المجاميع النباتية، فمثلًا لا يُزرع نبات مناطق استوائية بجوار نبات مناطق باردة أو نباتات صحراوية مع نباتات نصف مائية.

كل نبات له خصائص (Character)، لذا لابد من معرفة خصائص النباتات الطبيعية والفسيولوجية والحجم النهائي الذي يصل إليه النبات بعد سنوات من زراعته وملاءمته للمكان المزروع فيه والغرض من زراعته، لوضع النبات الصحيح في المكان الصحيح لإبراز جماله.

6- اختيار وشراء النباتات من مشتل معتمد وموثوق فيه أو من المراكز البحثية، لضمان الحصول على نباتات جيدة ذات نمو صحي.

7- تحليل بيانات الموقع وزيارته في أوقات مختلفة لمتابعة حركة الشمس ومعرفة رغبة صاحب الحديقة بالنسبة لأنواع النباتات ومقدرته المادية على صيانتها والمحافظة عليها، لأن ذلك يوفر مصاريف الصيانة بنسبة 50%، وذلك لأنه استثمار طويل المدى.

دور النباتات في إنشاء وتنسيق الحدائق

للنباتات دور حيوي في الحديقة، فهي مصدر الخضرة، وتساهم في تنقية الجو من الملوثات وتلطيفه وتخفيف الضوضاء، كما أنها توفر الظل وتضبط حرارة الجو وتزيد نسبة الرطوبة. وأيضًا فإن مزيج خضرة النباتات مع ألوان الزهور يمنح أثرًا نفسيًا رائعًا يبعث على السرور والسعادة والراحة النفسية والهدوء، ويخفف عن المواطنين مشكلاتهم الحياتية وهمومهم، مما يساعدهم على تجديد النشاط والحيوية وزيادة القدرة على العطاء والإنتاج.

نظرًا لأن النباتات تعتبر بمثابة الهيكل العظمي للحديقة، فإن زراعة الشجيرات والشجرات والعشبيات المعمرة والمتسلقات والحوليات والزهور ونباتات الصبار يمنح الحديقة جمالًا وبهاءً ويجعلها مصدرًا للهدوء والراحة، ويجذب الجمهور إليها ويجعلهم يأتون من كل حدب وصوب، ويتضح ذلك من الآتي:

استخدامات النباتات في تصميم وتنسيق الحدائق والمتنزهات

توجد ثلاثة استخدامات رئيسية توظف فيها النباتات في تصميم وتنسيق الحدائق والمتنزهات وتشمل:

1- الاستخدام الجمالي:

وهو الاستخدام الرئيسي للنباتات في تصميم وتنسيق الحدائق. وقد استخدمت المجموعات النباتية بصور عديدة في التصميمات الحديثة، خاصة في التصميم المعماري وفي التنسيقات الداخلية، حيث تستخدم النباتات كنماذج تصويرية لها صفات مميزة أو كعناصر جذب بشكلها الطبيعي (لألوان أزهارها، أوراقها أو سوقها)، أو شكل تيجانها وتفريعاتها أو قابليتها للقص والتشكيل إلى أشكال منتظمة.

كما أن وجود النباتات يضفي على المكان عنصرًا من عناصر الطبيعة ويكسر حدة الخطوط الهندسية ويعطي صورة طبيعية للتصميم. كما تستخدم النباتات لإعطاء الألوان المطلوبة في التنسيق ولإبراز عناصر التصميم الأخرى، وللفت الأنظار إلى المناظر الجميلة بالحديقة، أو لإخفاء العيوب والمناظر غير المرغوب فيها، كما تعتبر من العناصر الحية المتحركة التي تضفي الحياة على المكان وتبعد الملل.

وينبغي أن تكون هناك معرفة ودراية جيدة بكيفية توزيع وتنسيق النباتات المختارة وربطها بتصميم الحديقة، وأن يعطي تنسيق النباتات مع بعضها البعض التوازن والجمال والتوافق المطلوب. وهذا علم بحد ذاته يسمى فن تنسيق وتوظيف النباتات، وهو مكمل لتصميم وتنسيق الحدائق.

2- الاستخدام البنائي:

تُستخدم بعض النباتات حسب طبيعة نموها بدلًا من المنشآت البنائية، وذلك عند إقامة الأسوار النباتية التي تقوم مقام الأسوار البنائية في توفير العزلة أو حجب المناظر غير المرغوب فيها.

ويتم ذلك بزراعة مجموعة من نباتات الأسيجة متقاربة مع بعضها أو في مجموعات، وقد تكون بارتفاعات وكثافة خضرية مختلفة. كما تستخدم لتحديد وتقسيم المساحات في الحديقة الواسعة وفصل أجزائها عن بعضها البعض، أو لتحديد أماكن الجلوس والاستراحات. وكذلك تستخدم لتحديد المشايات والطرق لتقود الزائر إلى اتجاه معين، بالإضافة إلى تحديد وتجميل مسارات المداخل الواسعة للحديقة.

كما تُستخدم النباتات لتكملة أجزاء أو فراغات في المساحات الخارجية الملاصقة للمنزل لربطه بالحديقة أو لإعطاء شعور بالاتساع الظاهري. كما يمكن زراعة النباتات في مجاميع قصيرة لتكون إطارًا لتحديد وإبراز منشأ بنائي معين له أهمية خاصة في الحديقة، أو كإطار يحيط بالمبنى ليدخل عنصر الطبيعة ويكسر حدة الخطوط الهندسية المستقيمة (زراعة الأثاث أو تجميل المبنى) ولربط المبنى بالحديقة.

وعلاوة على ذلك، فهناك إمكانية لتوظيف النباتات لتغطية عيوب المباني، أو إعطاء شعور بعلو وارتفاع المباني المنخفضة، أو إعطاء المشاهد إحساسًا وهميًا بانخفاض وكسر المباني العالية.

3- الاستخدام البيئي:

تعمل النباتات على مكافحة التلوث البيئي وامتصاص الغازات الضارة من الجو وتقليل الضوضاء عن طريق امتصاص الموجات الصوتية، والحد من تأثيرات انعكاس الضوء والبريق عن طريق امتصاص الأشعة على المجموع الخضري للنباتات.

ولذا تُستخدم زراعة الأحزمة الخضراء التي تتكون من نباتات مستديمة الخضرة مقاومة للتلوث البيئي حول بعض المدن الكبيرة. وقد وُجد من التجارب أن الشوارع غير المزروعة بالأشجار بها من 8 إلى 10 أضعاف كمية الأتربة الموجودة في الشوارع المزروعة بالأشجار على الجانبين.

الفوائد البيئية لزراعة نباتات الزينة

1ـ إنتاج الأوكسجين.

2ـ امتصاص ثاني أكسيد الكربون والعناصر الضارة مثل الرصاص والفورمالدهيد وغيرها.

3ـ مكافحة التلوث (السمعي والبصري والبيئي).

4ـ تحسين جودة الهواء الداخلي (داخل المباني السكنية والإدارية والمستشفيات) وتقليل درجة الحرارة.

5ـ إدارة المياه ومكافحة تآكل التربة.

6ـ النباتات ونظم معالجة مياه الصرف الصحي.

7ـ الحياة البرية: الجذب والحفظ والتنوع البيولوجي.

8ـ مصدات الرياح وتقليل الضوضاء.

9ـ توفير الظل في المناطق الحضرية والمساحات الخضراء.

10ـ رفع المعنويات والشعور بالهدوء والسعادة.

وقد وُجد أن أوراق النباتات بمساحة 25 مترًا مربعًا تنتج من الأكسجين ما يكفي لتنفس رجل واحد في النهار، وبعبارة أخرى فإن 300-400 م² من الحدائق والأشجار تنتج أكسجينًا يكفي لسكان وسط المدينة لمدة يوم واحد.

كما وُجد أن مساحة 2.5 فدان من الغابات قادرة على امتصاص حوالي 4 أطنان من الغبار من الجو في السنة، وتُسمى هذه العملية الترسيب (Precipitation).

ـ عملية الأكسدة (Oxygenation) هي عملية إنتاج الأكسجين الزائد في الجو لإيجاد توازن مع العناصر الملوثة الأخرى.

ـ الترشيح (Filtration): وتشبه المرشحات الصناعية حيث لها القدرة على امتصاص الغازات السامة وتحويلها إلى مركبات أخرى داخلية.

ـ غسيل الهواء (Air Washing): يتم بواسطة ذوبان الملوثات الغازية والصلبة في قطرات الماء الناتجة من عمليات النتح وسقوطها على الأرض.

فإن شجرة مثل الكافور قد تصل مساحة أوراقها الخارجية إلى 1600 م² بتحويل 2400 جرام من ثاني أكسيد الكربون، حيث تحصل الشجرة على 600 كالوري من ضوء الشمس وتنتج أيضًا 1600 جرام جلوكوز (سكر) و1700 جرام أوكسجين. وبمعنى آخر فإن شجرة الكافور هذه تستهلك سنويًا ثاني أكسيد الكربون من الهواء بما يساوي حجم 800 منزل في العام أو منزلين في اليوم، وتزيل ما به من الغاز.

كما تقوم النباتات بترشيح الهواء من الأتربة والغبار والرماد والدخان والروائح، وتقوم أوراق النباتات باجتذاب هذه الجزيئات عن طريق اختلاف شحنة هذه الجزيئات الكهربائية عن الشحنة الموجودة على سطح الأوراق.

تستطيع إزالة ما يكفي من الأوزون (O₃) – أحد الملوثات البيئية الخطيرة – من البيئة، ويمكن أن تمتص هذا الغاز وغازات أخرى بمقدار من 40 إلى 60%.

وأظهرت الدراسات أيضًا أن سطح الأوراق له قدرة عظيمة على خفض نسبة الملوثات الصلبة من الجو مثل الأتربة وعوادم السيارات بنسبة 90%.

تعمل الكتل الضخمة من المباني في المدينة عمل صخرة كبيرة، أي أنها تختزن الحرارة أثناء النهار سواء في الأرض أو في جدران المباني، مما يزيد من تطرف درجات الحرارة، أما النباتات أو الأشجار فإنها على العكس تمتص قدرًا كبيرًا من الأشعة الشمسية أثناء النهار وتقوم بامتصاص الملوثات الغازية.

النباتات المستعملة كمصدات رياح تقلل من خطر الرياح، ويتناسب هذا الأثر مع ارتفاع النبات المستعمل، وتبلغ المساحة المحمية بواسطة شجرة 18 مرة مثل ارتفاع الشجرة، وبالتالي يقل تأثير الرياح على الانحراف.

وكذلك عن طريق عمليتي التبخر والنتح، فقد وُجد أن درجة الحرارة على سطح مسطح أخضر في يوم صيفي مشمس تقل بمقدار 8 درجات مئوية عن درجة حرارة الجدار.

تحسين جودة الهواء الداخلي

أثبتت الدراسات أن 80-90% من سكان المدن يقضون معظم أوقاتهم في الأماكن المغلقة، وأفادت العديد من الدراسات أن تركيزات المركبات العضوية المتطايرة في الداخل أعلى من معدلاتها في الهواء الطلق. كما تبين الدراسات الحديثة أن النباتات الداخلية تكون فعالة في إزالة المركبات العضوية المتطايرة.

وقد أثبتت الدراسات التي أُجريت مؤخرًا في أوروبا وأستراليا والولايات المتحدة أن البيئة الداخلية هي من 5 إلى 10 مرات أكثر تلوثًا من الخارج بسبب تجمع المواد الكيميائية المنبعثة من دخان التبغ وأجهزة التدفئة والطبخ ومواد التنظيف والتجهيزات الكهربائية وأبخرة مواد البناء والدهانات والأثاث والديكورات الداخلية، خاصة إذا كانت الرطوبة مرتفعة.

كذلك خفض درجة الحرارة المرتفعة من 4 إلى 6 درجات، ورفع نسبة الرطوبة الجوية، وتوفير الظل ومنع أشعة الشمس الحارقة، وتوفير الأكسجين اللازم لحياة الإنسان، وامتصاص ثاني أكسيد الكربون الضار للإنسان، والحماية من الرياح الباردة أو الساخنة.

وكذلك تعمل النباتات على مكافحة التلوث بأنواعه: الصوتي والمرئي والغازي والضوئي.

ـ تحريف (Deflection): تغير اتجاه الصوت.

ـ انعكاس (Reflection): تشتت الطاقة الصوتية وبعثرتها.

ـ الإخفاء (Masking): شكل من أشكال الامتصاص.

ـ الامتصاص (Absorption): تمتصها كصورة من صور الطاقة الأخرى، وعموما تزداد فاعلية النباتات بزيادة نمو أجزائها المختلفة سواء الأوراق أو السيقان.

ـ التلوث الصوتي: ضجيج السيارات والضوضاء.

ـ التلوث الغازي: العادم السام للسيارات والمصانع.

ـ التلوث الضوئي: يقلل من بريق الأضواء الساطعة.

ـ المواد الصلبة: تقلل من الأتربة والأدخنة في الجو.

ـ الروائح: التلوث المرئي (حجب المناظر غير المرغوب فيها).

العوائد الاقتصادية:

  • النواحي الترفيهية والترويحية.

  • تربية نحل العسل.

  • تربية دود الحرير.

  • الاستغلال الأمثل لبعض الأشجار الخشبية.

  • الحصول على الفحم.

  • زراعة الغابات ثروة خشبية للمستقبل.

العوائد الصحية:

دعم الصحة النفسية والجسدية وتقليل التوتر وتحسين الصحة العقلية والاستمتاع بالطبيعة كمتنفس، حيث الحياة مليئة بالمتاعب والضغوط والعمل المتواصل، وتوطيد العلاقة بين أفراد الأسرة والاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة.

إلا أنه يوجد بعض النباتات السامة التي تسبب تهيجًا للجلد والعين والأنف والإسهال والقيء والغثيان، كما أن بعضها قد يسبب أيضًا خطورة على القلب والكبد، لذا يجب وضع لافتة تشير إلى مدى خطورة هذه النباتات وعدم لمسها لتوخي الحذر، على سبيل المثال:

  • نبات الدفلة (Nerium oleander).

  • اللانتانا (Lantana camara).

  • نبات شوكة المسيح (Euphorbia milii).

  • قلنسوة الراهب (Aconitum napellus).

  • نبات هرقل العملاق (Giant hogweed).

  • زنابق السلام (Peace Lily).

  • دفنباخية (Dieffenbachia).

  • زنبق الوادي (Lily of the Valley).

  • الكروتون (Croton).

  • شجرة الخروع (Castor oil plant).

  • الميرمية (Salvia officinalis).

  • ست الحسن (Atropa belladonna).

  • بنت القنصل (Euphorbia pulcherrima).

تعريف ملوحة التربة

تُعرف ملوحة التربة (بالإنجليزية: Soil Salinity) بأنها ارتفاع في تركيز الأملاح القابلة للذوبان في الماء في منطقة الجذر إلى الحد الذي يُعيق النمو الطبيعي للنبات. وتُعد ملوحة التربة من أهم المشكلات التي يعاني منها قطاعا الزراعة والبيئة في جميع أنحاء العالم، خاصة في المناطق ذات المناخ الجاف وشبه الجاف، على الرغم من حدوثها أيضًا على نطاق واسع في المناطق ذات المناخ الرطب وشبه الرطب، لا سيما في المناطق الساحلية والمناطق التي تُستخدم فيها المياه الجوفية ذات المحتوى الملحي العالي للري.

دلائل الملوحة على النبات والتربة وكيفية علاجها

أولًا – الدلائل التي تظهر على النباتات المنزرعة بالأرض الملحية هي:

  • ضعف الإنبات وغياب الكثير من البذور.

  • اصفرار النباتات وتقزمها.

  • جفاف حواف أنصال الأوراق في البداية ثم جفاف باقي الورقة كاملة.

  • يبدأ جفاف أوراق النباتات من أسفل إلى أعلى.

  • اتجاه النباتات المنزرعة في الأرض الملحية إلى التزهير المبكر عن الموعد المناسب.

  • انخفاض نسبة عقد الثمار.

  • تساقط نسبة كبيرة من الأزهار والثمار.

  • قلة مساحة الأوراق وصغر حجمها.

ثانيا – هناك علامات أيضًا للأرض الملحية:

1– تظهر الأملاح فوق سطح الأرض وتأخذ عادة اللون الأبيض.

2– في حالة اشتداد الملوحة يتدهور بناء حبيبات التربة وذلك بتكوين السبخ ذو اللون الداكن.

3– نمو بعض الحشائش شديدة التحمل للملوحة مثل الخريزة والزيتة والطرفة والسمار المر… إلخ.

لعلاج الملوحة تتبع الخطوات الآتية:

1ـ العمل على إنشاء شبكة صرف للأرض أو حرث الأرض بمحراث تحت التربة لتهويتها وعمل أخاديد.

2ـ ري الأرض أكثر من مرة بمياه قليلة الملوحة ومحاولة صرفها سطحيا.

3– إضافة الجبس الزراعي كبريتات الكالسيوم للأرض بمعدل طن واحد/فدان وتقليبه بالحرث في التربة مع رفع جسور الأرض.

4– الري الغزير للأرض وتركها لتمتص الماء بداخلها دون صرفه سطحيا، مع ري الأرض أكثر من مرة حتى يتم تبادل الأملاح الموجودة على حبيبات الأرض مع الجبس الزراعي ونزولها مع ماء الصرف إلى أسفل.

5– الاهتمام بإضافة الأسمدة العضوية من كمبوست والسماد البلدي أمام الزراعة لتحسين خصوبة الأرض.

6– زراعة الأرض بنباتات تتحمل الملوحة.

7– محاولة التسميد بالأسمدة الآتية:

– إضافة 200 كيلو كبريت زراعي أثناء خدمة الأرض وتجهيزها للزراعة.

– إضافة السوبر فوسفات الأحادي 15.5% بمعدل 200 كيلو/فدان أثناء خدمة الأرض.

– الاهتمام برش العناصر الصغرى على النباتات أكثر من مرة خلال موسم النمو، لأن في مثل هذه الأراضي تكون غير ميسرة للنبات وتظهر عليه علامات نقصها.

– إضافة سلفات البوتاسيوم رشا على المزروعات.

– الاهتمام بالتسميد بالأسمدة الحامضية أثناء موسم النمو للمحصول لتحسين خاصية الامتصاص لجذور النبات ومده بالعناصر الغذائية الكبرى.

– الاهتمام بالتسميد بنترات الكالسيوم لتقوية خلايا الجذر وتحسين الامتصاص.

وبهذه الطرق المتبعة من عمليات خدمة وإضافات وري وزراعة يمكن التخلص من الكثير من أملاح التربة وتحويلها إلى أرض صالحة للزراعة الاقتصادية.

تُعرف النباتات التي تتحمل الملوحة:

تُعرف على أنها تلك النباتات التي تنمو في التربة المالحة، وتكون ذات نمو جيد حتى في مثل هذه الظروف، حتى إنها تتكيف مع هذا النوع من التربة. وهناك بعض الأنواع من هذه النباتات تعد من النباتات المالحة كليًا؛ أي إنها لا يمكنها النمو إلا في التربة المالحة. وتتميز النباتات التي تتحمل الملوحة بأن لديها قدرة عالية على امتصاص المياه، وتمتاز أيضًا بنمو جذورها ونضجها العالي والسريع، ومن المميز أنها كذلك ينخفض نفاذية عنصر الصوديوم فيها.

مستوى الملوحة التي تتحملها النباتات:

يوجد ثلاثة مستويات للملوحة تستطيع النباتات التي تتحمل الملوحة التكيف معها، ويمكن تلخيصها بما يلي:

ـ النباتات المتحملة للملوحة: بعض النباتات تعيش في التربة عالية الملوحة؛ تتحمل ملوحة التربة من 3000 – 6000 ppm وملوحة مياه أعلى من 2000 ppm مثل النخيل، والإسبرجس، واللانتانا، والتويا، والسرو.

ـ النباتات متوسطة التحمل للملوحة: هناك نباتات تعيش في مستوى معتدل من الملوحة، تتحمل ملوحة التربة من 2000 – 3000 ppm وملوحة مياه من 1500 – 2000 ppm مثل الحنظل، والشيح، والبابونج.

ـ النباتات الحساسة للملوحة: بعض النباتات تعيش في مستوى خفيف الملوحة، تتحمل ملوحة التربة 1280 ppm، أما مياه الري فملوحتها أقل من 500 ppm مثل الورد والجيربيرا.

الحدائق الساحلية وحدائق الشواطئ:

تمتاز المناطق الساحلية عمومًا بتعرضها شبه المستمر لرياح شديدة، وفي بعض الأحيان لعواصف رملية ورياح سريعة محملة بالأملاح إذا كانت المنطقة مطلة على البحر مباشرة. وكثير من النباتات تكون مهيأة وراثيًا لتحمل سرعة الرياح أو التعرض للعواصف الرملية أو للتيارات المحملة بالأملاح دون أن تتأثر.

الأسس الواجب مراعاتها عند تصميم الحدائق الساحلية:

1ـ يجب زراعة الأشجار في الصف الأول وذلك كستائر للرياح.

2ـ يُنصح ببناء سور حول الحديقة من الخشب أو الحديد الشبك أو من الحصير الذي به فتحات، حيث يكون ذلك أفضل من الأسوار البنائية الكاملة في التقليل من سرعة الرياح.

3ـ يجب أن يُؤخذ في الاعتبار حدوث تغيير في شكل الأشجار في المستقبل حيث يأخذ المجموع الخضري شكلاً يماثل اتجاه الرياح.

4ـ النباتات العشبية التي لها مجموع خضري فضي اللون أو مائل للبياض تتحمل أكثر من غيرها فعل الرياح الملحية، وفي الأراضي الرملية المبللة ترتفع نسبة الملوحة وتعتبر عاملاً مهمًا جدًا في التأثير على جذور النباتات.

5ـ في حالة وجود صخور كثيرة فيتم الاستعانة بها كنماذج تجميلية طبيعية في الحديقة ويُقترح إنشاؤها على النظام الطبيعي.
6ـ يجب غسل النبات نفسه أثناء الري عمومًا في هذا النوع من الحدائق مرتين يوميًا في الصيف ومرة واحدة في الشتاء، لأن صرف المياه في هذه المناطق سريع جدًا وكذلك معدل التبخر أسرع نظرًا لسرعة الرياح.

7ـ إنشاء مانع لحماية النباتات، فتزرع الأشجار والشجيرات قريبة في المسافة، وتتشابك فروعها وتنتشر أوراقها بشكل كثيف مما يحد من قوة الرياح ويقلل من مخاطرها، وتعطي منظرًا خلفيًا جميلًا لباقي النباتات.

8ـ تقليل معدل نتح النباتات، وذلك إما بإنشاء سور نباتي أو رش النباتات ببعض المواد التي تقلل عملية النتح في فصل الصيف مثل حامض الأبسيسك والسيكوسيل.

9ـ إنشاء المسطحات الخضراء بزراعة الأنواع التي تستطيع تحمل رذاذ البحر المحمل بالصوديوم وتتحمل الملوحة أيضًا مثل الباسبالم والنجيل الفرنسي.

10ـ تقليل معدل احتكاك الرمال بالنبات، وذلك عن طريق زراعة أنواع النباتات سريعة النمو جيدة التفريع التي تعمل كمغطيات للتربة وتتحمل الملوحة وتقلل من نسبة الرمال الخشنة التي تكون الرياح محملة بها كحَي علم.

11ـ تسميد النباتات بعد الزراعة مباشرة تسميدًا عضويًا ليساعد على تحسين صفات التربة في المراحل الأولى لنمو النباتات.

12ـ يُراعى بعد استكمال عمليات الزراعة أن تُحاط الأشجار والشجيرات بنسيج الخيش أو الحصير إحاطة كاملة من 4-6 أشهر لحماية النباتات في هذه الطور الحساسة.

13ـ يُنصح بتجنب زراعة النباتات الشجيرية الكثيرة التفريع وذات التيجان الكروية الكبيرة لأنها تكون أكثر عرضة لفعل الرياح.

14ـ يُفضل في الحدائق الساحلية أن تكون غاطسة قليلًا عن مستوى الأرض التي حولها حتى لا تتعرض بأكملها للتأثير المدمر للرياح الملحية.

*مراجعة: أ.د. حنان محمد يوسف، رئيس قسم بحوث نباتات الزينة وتنسيق الحدائق بمعهد بحوث البساتين – مركز البحوث الزراعية بالجيزة.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى