رئيس التحرير

«موسى» و«عمار» و«جاد» و«زايد» يقودون علماء مركز البحوث الزراعية لتتألق مصر في منتدى الأرز الأفريقي بالقاهرة

بقلم: د.أسامة بدير

في ظل سعي القارة الأفريقية لتحقيق أمنها الغذائي ومواجهة تحديات التغير المناخي وندرة الموارد المائية، جاءت استضافة مصر لمنتدى الأرز الأفريقي بالقاهرة لتؤكد دورها الريادي في قيادة التنمية الزراعية في القارة السمراء.
المنتدى، الذي افتتحه علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، تحت شعار “الاكتفاء الذاتي من الأرز والتعلم المتبادل من تجربة مصر”, جسد رؤية الدولة الواضحة في بناء شراكات حقيقية مع الأشقاء الأفارقة، قائمة على تبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا الزراعية الحديثة وتعزيز التكامل القاري في مجالات الزراعة والغذاء.

لقد أثبتت التجربة المصرية، التي عرضها نخبة من علماء مركز البحوث الزراعية، أن التقدم العلمي هو السبيل لتحقيق المعادلة الصعبة بين زيادة الإنتاجية وترشيد استهلاك المياه. فقد نجحت مصر في تطوير أصناف من الأرز المتحملة للجفاف والمُوفّرة للمياه، مثل “سخا سوبر 300” و”جيزة 183″، مع تطبيق نظم ري حديثة أسهمت في خفض استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 30%، ورفع إنتاجية الفدان إلى نحو 4 – 5 أطنان، وهي من المعدلات الأعلى عالمياً.

وفي هذا الإطار، لا يسعني إلا أن أًشيد بالدور البارز الذي قام به الدكتور سعد موسى، نائب رئيس مركز البحوث الزراعية والمشرف على العلاقات الزراعية الخارجية، الذي جسد صورة الدبلوماسية العلمية المصرية في أبهى صورها، من خلال تنسيق الجهود وتوطيد أواصر التعاون بين مركز البحوث الزراعية ومركز الأرز الأفريقي، مؤكدًا أن مصر تضع كل إمكانياتها وخبراتها في خدمة القارة لتحقيق التكامل الزراعي والتنمية المستدامة.

كما أُثمن الجهد العلمي الرفيع الذي قدمه الدكتور مجاهد حلمي عمار، مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية، والذي استعرض أمام الحضور إنجازات المعهد في تطوير أصناف أرز مصرية عالية الجودة والإنتاجية، قادرة على التكيف مع الظروف البيئية القاسية. وقد برهن بذلك على أن مصر من الدول القليلة التي تحقق الاكتفاء الذاتي من الأرز وتصدر خبراتها الزراعية إلى أفريقيا والعالم.

ولا يمكن إغفال الدور التنظيمي والإعلامي البارز الذي قام به الدكتور خالد جاد، وكيل معهد بحوث المحاصيل الحقلية والمتحدث باسم المركز الإعلامي لوزارة الزراعة، والذي مثل حلقة الوصل بين المنظمين والوفود المشاركة. فقد أسهم بجهوده المتميزة في إنجاح فعاليات المنتدى وإبرازها إعلامياً بالشكل اللائق، بما يعكس الصورة المشرفة للمؤسسة البحثية الأولى في مصر والمنطقة.

أما الدكتور بسيوني زايد، رئيس قسم بحوث الأرز بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، فكان نموذجاً للعالم الميداني الذي يجمع بين البحث والتطبيق، إذ قدم عرضاً متميزاً حول تجربة “الأرز الذكي” في مصر، موضحاً كيف نجحت جهود الباحثين في مركز البحوث الزراعية في ابتكار حلول علمية لتوفير المياه وتحسين الإنتاجية في آن واحد، وهو ما أثار إعجاب الوفود الأفريقية المشاركة.

الشاهد بالنسبة لي أن علماء مركز البحوث الزراعية أثبتوا مجددًا أنهم سفراء مصر الحقيقيون في ميادين العلم والعمل. فخلال منتدى الأرز الأفريقي تجسدت روح الفريق الواحد في أداء مشرف قاده بكل اقتدار الدكتور سعد موسى، والدكتور مجاهد حلمي عمار، والدكتور خالد جاد، والدكتور بسيوني زايد، حيث تكاملت جهودهم العلمية والإدارية والتنظيمية لتقديم نموذج يُحتذى به في التعاون الأفريقي. لقد جسدوا صورة العالم المصري الذي يجمع بين العلم والإخلاص، وبين الفكر التطبيقي والرؤية الاستراتيجية، مؤكدين أن مصر ما زالت تقود القارة بخبراتها الزراعية المتقدمة، وأن أبناءها من الباحثين والعلماء هم الركيزة الحقيقية لتحقيق الأمن الغذائي الأفريقي وبلوغ التنمية المستدامة المنشودة.

وقد أعرب المشاركون من وزراء الزراعة والخبراء الأفارقة عن إعجابهم الشديد بما شاهدوه من تطور في محطة بحوث سخا التابعة لمركز البحوث الزراعية، مؤكدين أن التجربة المصرية تمثل نموذجاً يُحتذى به يمكن تعميمه في دول القارة الأفريقية. كما أبدت الوفود انبهارها بمستوى التقنيات الحديثة المستخدمة في الزراعة، وخاصة في مجال الأرز الذكي الذي يجمع بين الإنتاجية العالية وكفاءة استخدام المياه.

يقيني أن ما تحقق خلال هذا المنتدى ليس حدثاً عابراً، بل هو تأكيد على أن العلماء المصريين هم منارة العلم الزراعي في أفريقيا، وأن جهودهم لا تقتصر على خدمة الزراعة الوطنية فقط، بل تمتد لتشمل محيطنا الأفريقي دعماً لمسيرة الأمن الغذائي في القارة السمراء. ومن هذا المنطلق، أتوجه بخالص التقدير والعرفان لكل العلماء المشاركين على ما بذلوه من جهد مخلص في خدمة مصر وأفريقيا.

إنني أطمح أن تستمر هذه الجهود بنفس القوة والروح، فالمستقبل يحتاج إلى مزيد من البحث والتعاون والابتكار، لتحقيق زراعة أفريقية قادرة على الاكتفاء الذاتي ومواجهة تحديات المناخ والمياه. وسيبقى مركز البحوث الزراعية – بعلمائه ومعاهده ومعامله البحثية – ركيزة أساسية في دعم الأمن الغذائي الأفريقي، ودليلاً على أن العالم المصري لا يكتفي بالبحث، بل يصنع الأمل في أرض القارة السمراء.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى