«منتجات الألبان» في رمضان.. غذاء متكامل لصيام صحي وحيوية دائمة
روابط سريعة :-
إعداد: د.محمد عبيد ذكري
باحث مساعد بقسم بحوث الألبان بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية ـ محطة البحوث الزراعية بالعريش
لم يتبقَ سوى أيام قليلة على استقبال شهر رمضان المبارك، حيث يتغير السلوك الغذائي بشكل ملحوظ مقارنة بباقي شهور السنة. ويُعد هذا الشهر فرصة ذهبية لاعتماد نظام غذائي صحي وعادات غذائية سليمة، مما يحقق العديد من الفوائد الصحية والنفسية للجسم. كما يُمكن اعتبار شهر رمضان نقطة انطلاق لتبني نمط غذائي متوازن ومستدام طوال العام، وليس فقط خلال فترة الصيام.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
أهمية منتجات الألبان في النظام الغذائي الرمضاني
يزداد الطلب على الحليب ومنتجاته خلال شهر رمضان مقارنة بباقي شهور السنة، سواء للاستهلاك المباشر أو لاستخدامه في تحضير المخبوزات والحلويات. ويُعد الحليب مصدرا غنيا بالبروتينات والطاقة والفيتامينات، مما يجعله إضافة ضرورية للمائدة الرمضانية لتعويض العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، خاصة الكالسيوم وفيتامين “د”، الضروريين لصحة العظام والأسنان.
تتميز منتجات الألبان، وخاصة المتخمرة منها مثل الزبادي واللبن الرائب والجبن القريش، بخصائص صحية رائعة، حيث تحتوي على نسبة عالية من الماء، بالإضافة إلى بكتيريا حمض اللاكتيك المفيدة لصحة الجهاز الهضمي وتعزيز المناعة. ويُعتبر تناول الحليب قليل الدسم خلال وجبتي السحور والإفطار خيارا مثاليا للحصول على العناصر الغذائية الأساسية دون زيادة السعرات الحرارية. كما يساعد على الشعور بالشبع ويقلل الإحساس بالعطش، بفضل محتواه الغني بالبروتينات المهمة لبناء وتجديد أنسجة الجسم.
على العكس، يُنصح بتجنب المشروبات الغازية والمشروبات التي تفتقر إلى القيمة الغذائية، حيث تؤثر سلبا على عملية الهضم والامتصاص، فضلاً عن دورها في زيادة الوزن.
فوائد منتجات الألبان في وجبة السحور
تُعد منتجات الألبان المتخمرة مثل الزبادي والأجبان قليلة الدهن والملح (كالجبن القريش واللبنة) من الأطعمة المثالية لوجبة السحور، حيث توفر الفيتامينات والمعادن والبروتينات المفيدة، إلى جانب البكتيريا النافعة التي تدعم صحة الأمعاء. يُفضل تناولها مع الفواكه والخضروات الطازجة مثل الخيار والخس، نظرا لمحتواها العالي من الماء، مما يساعد الجسم على الاحتفاظ بالسوائل وتقليل الشعور بالعطش خلال فترة الصيام.
كما يُنصح بالابتعاد عن الأطعمة المالحة والمليئة بالتوابل والبهارات، وكذلك الحلويات المركزة والأطعمة الدسمة أو المقلية، لأنها تؤدي إلى زيادة الشعور بالعطش أثناء النهار.
تناول كوب من الزبادي خلال وجبة السحور يساعد أيضا في تحسين جودة النوم وتهدئة الأعصاب، نظرا لاحتوائه على التربتوفان، وهو حمض أميني يساهم في إنتاج السيروتونين، الناقل العصبي المسؤول عن تحسين الحالة المزاجية وتعزيز الشعور بالراحة والاسترخاء.
أهمية تناول منتجات الألبان في وجبة الإفطار
تؤدي وجبة الإفطار دورا أساسيا في تنظيم العادات الغذائية خلال شهر رمضان، ويُفضل أن تبدأ بأطعمة سهلة الهضم مثل العصائر الطبيعية. ويُعد تناول كوب من الحليب مع التمر من أفضل الطرق لبدء الإفطار، حيث يساعد على رفع نسبة السكر في الدم بسرعة، مما يعيد النشاط والحيوية للصائم بعد ساعات طويلة من الصيام.
يحتوي مشروب اللبن بالتمر على نسبة عالية من الحديد، ما يساعد في الوقاية من فقر الدم والأنيميا. كما أن السكريات الأحادية الموجودة في التمر تمد الجسم بالطاقة السريعة، مما يعزز من نشاط الصائم، خاصة أن المخ يعتمد على الجلوكوز كمصدر أساسي للطاقة.
يُنصح أيضا بشرب 2-3 لترات من الماء يوميا من الإفطار وحتى السحور، للحفاظ على ترطيب الجسم وتقليل خطر الإصابة بالجفاف.
نصائح غذائية إضافية خلال رمضان
إلى جانب منتجات الألبان، يُفضل إدراج الأغذية الغنية بالألياف مثل الفواكه المجففة (المشمش، التين، والخوخ) والخضروات الورقية مثل الخس والجرجير، حيث تساعد هذه الأطعمة في تحسين الهضم وتنشيط حركة الأمعاء، مما يقلل من مشكلات الجهاز الهضمي مثل الإمساك. كما يُفضل تناول طبق السلطة يوميا للحصول على الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم.
من ناحية أخرى، يجب التقليل من استهلاك الأطعمة المقلية والدسمة، حيث قد تؤدي إلى مشكلات مثل عسر الهضم والحموضة، كما أنها تساهم في زيادة الوزن.
الخاتمة
ختاما، تُعتبر منتجات الألبان خيارا مثاليا لدعم الصحة العامة خلال شهر رمضان، حيث توفر للجسم العناصر الغذائية الأساسية وتعزز مناعة الجهاز الهضمي. لذا، يُنصح الصائمون بتناول منتجات الألبان يوميا ضمن وجبتي الإفطار والسحور، مع الحرص على تحقيق توازن غذائي يشمل مصادر غذائية متنوعة دون إفراط.