رأى

مكافأة خدمة ٣٤ سنة لأستاذ جامعي لا تساوي ثمن لاب توب ومحمول

أ.د/حسن السبيري

بقلم: أ.د/حسن السبيري 

الحمد لله رب العالمين فقد بلغت سن المعاش فى هذا الشهر وبالتحديد فى ٢٠١٨/١١/٦ وبعد رحله طويله بدأت من شهر ٩ فى استكمال الاوراق واللف على المكاتب والادارات استلمت شيك بنهاية الخدمة التى استمرت من سنة ١٩٨٤ الى سنة ٢٠١٨ قرابة ٣٤ عاما وانا اعمل بالتدريس فى جامعة الزقازيق واسهم فى كافة الانشطه العلمية.

وكانت المفاجأة ان مكافأة نهاية الخدمه ٣٥ ألف وتسعمائة وتسع جنيهات بالتمام والكمال والمضحك فى الامر اننى عندما سألت بدافع الفضول عمى على بتاع التليفونات عن مكافأة نهاية خدمته علمت انه تقاضى ١٧٠ الف جنيه وعمى ابراهيم اللى شعال عامل فى الكهربا تقاضى ٢٢٠ الف جنيه وعمى السيد اللى كان متطوع بالاعدادية وخرج برتبة مساعد تقاضى ٢٨٠ ألف جنيه …. طيب لو مهندس فى التليفونات او محاسب فى الكهربا او لواء فى الجيش نهاية خدمتهم ها تكون كام؟؟..اللهم لا حسد.

ولما تأملت الشيك سألت نفسى هو ليه المبلغ ٣٥٩٠٩ بهذه الدقه الشديده ؟؟ والله لهم كامل الشكر على نظامهم المحاسبى الرائع.

وانا ذاهب اليوم الى البنك الأهلى فرع ابو حماد لصرف الشيك الميمون قلت اسأل على اسعار اللاب توب بمواصفات عاليه تلبى احتياجات بنتى اللى فى كلية الهندسه بالمشاركة مع بنتى اللى فى طب لان اللاب القديم اصابته اعطاب كثيرة وجدت ان اللاب المطلوب سعره يتعدى الـ٢٥ ألف جنيه وقلت اجيب تليفون محترم من مكافأة نهاية الخدمه لكى اكافئ نفسى بعد العمر ده لقيت التليفون المعقول يتعدى الـ١٠ آلاف جنيه يعنى مكافأة خدمة ٣٤ سنة استاذ جامعى لا تساوى ثمن لاب توب ومحمول.

المهم روحت البنك الأهلى المقر الجديد بابوحماد واخذت رقم معاملة كان رقم ٢٦٤ سألت هو الرقم اللى شغال على الكاونتر كام قلوا لسه مناديين على رقم ١١٢ قولت لسه امامى ١٥٢ معاملة وفيها على الاقل ٣ ساعات لما يجى دورى…ذهبت الى الفرع القديم مشيا لصعوبة الحركه فى شارع السوق التجارى ودخلت اخذت رقم فكان ٢٣ قولت الحمد لله طيب اللى على الشباك رقم كام قالو رقم ١١ قلت تمام يعنى امامى ١٢ معامله تستغرق بالكثير ساعة ماشى.

فوجئت ان المعاملات تتم ببطئ شديد جدا فتفحصت الحكاية وجدت انه لا يوجد فى البنك سوى المديرة وهى سيدة محجبة ومحترمة وموظف واحد وساعى فقط لا غير اما الحراسة عددها ٦ افراد من الشرطة احدهم بالداخل والباقى امام البنك كلهم جالسون على دكه خشب يشربون الشاى ويدخنون السجائر فى منتهى الاسترخاء لدرجة ان احدهم كان خالع حذاءه.

الوقت يمر بطيئا وعند المعاملة رقم ١٧ تعالت صيحات من خارج البنك ودخل احد المواطنين يصرخ فى الموظف الوحيد بان مكينتى الصرافه الاليه خارج البنك خلصت فلوس وتدخلت الست المديرة وتم تهدئة الرجل ثم ترك الموظف الشباك وذهب لتغذية المكينتين وقد استغرق هذا قرابة الساعه…عاد الموظف لعمله البطيئ جدا واقترب رقمى من الوصول الى الشباك واذا بالعميل الذى قبلى مباشرة يطلب مبلغ ٤٥٠ ألف جنيه والمبلغ غير متوفر فقاموا بطلب تعزيز من البنك الجديد الرئيسى ولما جاء التعزيز وانتهت معاملة الرجل جاء دورى وتقدمت من الشباك وسلمت الشيك والبطاقة وصورة البطاقة الى سعادة الموظف وبدء البحث فى جهاز الكمبيوتر واذا به يهز رأسه ويبتسم ويقول للاسف حساب التأمينات والمعاشات ما فيهوش رصيد انتظر ليوم الاحد يمكن يعززوا الرصيد… تحياتى واحترامى للجامعة والتأمينات والبنك الأهلى.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى