رئيس التحرير

مكافأة الموت بمركز البحوث الزراعية!! 

بقلم: د.أسامة بدير

إلى من يهمه الأمر في الدولة المصرية.. إلى كل مسئول مخلص لتراب هذا الوطن.. إلى كل محب لأرض المحروسة.. إلى كل إنسان عاشق لمصر.. إلى كل من ضحى ولا زال بعمره من أجل رفعة ونهضة هذا الوطن.. إلى جميع أعضاء مجلس النواب بيت الشعب.. أوجه لكل هؤلاء وغيرهم سطور هذا المقال الذي يتناول إشكالية تعد من أخطر هموم أكثر من 10 آلاف عالم وباحث بـمركز البحوث الزراعية، يتألمون ويعانون ويموتون بلا رحمة ولا شفقة ولا عزاء للمسئولين.

إن مركز البحوث الزراعية يعد قلعة البحث العلمي الزراعي ليس في مصر وحدها بل وفي منطقة الشرق الأوسط، تميز في شتى مجالات الزراعة وأبدع في نهضة وتحديث القطاع الزراعي المصري، فحمى باحثيه مصر وشعبها من آزمات عديدة كادت أن تعصف بحاضره ومستقبله.

لولا علماء وباحثي مركز البحوث الزراعية الذين يواصلون العمل بالليل والنهار من أجل إنتاج كافة صنوف المعرفة الزراعية لتوفير الغذاء لملايين المصريين، فضلا عن إنتاج المواد الخام اللازمة للصناعة الوطنية عبر المنتجات البحثية ذات المردود التطبيقي لعانت الزراعة المصرية دون من ويلات الأمراض والآفات وتقلصت الإنتاجية الزراعية في أدنى صورها، وحدثت المجاعات والآزمات والحروب والاضطرابات بشكل متوالية هندسية تعصف بكل أركان الدولة المصرية.

لقد أكدت أكثر من مرة في مقالات عدة أن علماء وباحثي مركز البحوث الزراعية هم خير أجناد الأرض وأطهر من أنجبت أمهات هذا الوطن الغالي علينا جميعا، وها أنا ذا أعيد ما أكدت عليه مرارا وتكرارا أن الباحثين في مركز البحوث الزراعية هم أنقي البشر في هذا البلد، فبهم تتواصل الجهود البحثية لاستنباط أفضل أصناف التقاوي والشتلات للمحاصيل الحقلية والبستانية والنباتات الطبية والعطرية، فضلا عن ابتكار المعاملات والطرق والوسائل التي من خلالها تعظم الإنتاجية الزراعية وتزيد الاستفادة من وحدتي الأرض والمياه.

يقيني أن علماء مركز البحوث الزراعية يستطيعون اقتحام كافة الصعاب وحل جميع المشاكل ذات العلاقة بالزراعة المصرية حال توافر الحد الأدنى من الإمكانات والموارد المحلية شريطة السماح لهم بتطبيق شعار الثورة الفرنسية الذي حول فرنسا من بلد متخلف فاشي ظلامي إلى بلد متقدم والشعار هو “اتركه يعمل.. اتركه يمر”، فهذا الشعار هو المفتاح السحري الذي يدفع قادة هذا الوطن من علماء وباحثي مركز البحوث الزراعية نحو التقدم والعمل بحرية مطلقة من دون عراقيل إدارية أو تنظيمية أو مالية أو لوجستية وجميعها قضت على منهجية وفلسفة البحث وطموحات الباحثين وجمدت العقول وحولت البعض منهم إلى موظفين باتوا لا يدركون قيمة البحث ولا يفرقون بين مفهوم الموظف والباحث.

الشاهد أن علماء مركز البحوث الزراعية وباحثيه هم عقول مستنيرة تضيىء لملايين المصريين مشاعل الحضارة والتنوير من خلال توفير كل أنواع الأغذية التي تمدهم بالطاقة والحيوية من أجل استمرار عمارة الوطن، فضلا عن الاستمتاع بنوعية وجودة الحياة.

ورغم كل هذا العطاء والتضحية في سبيل تأدية أسمى رسالة في الكون كله وهي مساهمة علماء وباحثي مركز البحوث الزراعية في إنبات الأخضر وسط أصعب أجواء العمل سواء في المعامل حيث الإشعاعات والكيماويات أو بالحقول تحت ظروف الطقس غير المناسبة، فإنهم يتعرضون للموت بلا ثمن ومن غير تقدير لهم ولذويهم.

لقد بح صوتنا بعد نداءات كثيرة لكل ذي عقل على أرض هذا الوطن الغالي علينا جميعا.. أنقذوا علماء وباحثي مركز البحوث من الموت بلا رحمة أو شفقة ومن دون أي كرامة، فإذا غيب الموت عالما أو باحثا تراجع راتبه الشهري إلى أقل من 1100 جنيها وأصبح معاشا لأسرته المكونة من 4 أفراد على الأقل.

والسؤال الذي لابد من طرحه لكل صانع ومتخذ قرار في هذا الوطن: كيف تستطيع أسرة العالم أو الباحث بـمركز البحوث الزراعية أن تعيش بهذا المعاش الزهيد؟

أفكار كثيرة طرحت على مدار السنوات السابقة من أجل تأمين حياة علماء وباحثي – وأسرهم – مركز البحوث الزراعية قبل وبعد الموت، لكنها مع الأسف الشديد تحطمت مع روتين إداري أو تباطؤ قرار وزير أو تقاعس قيادات أو إهمال لعدم المصلحة والمردود الذاتي.

يا سادة أنقذوا علماء وباحثي مركز البحوث الزراعية وأسرهم من المذلة بعد الموت، فهم يضحون ولا زالوا من اجلكم.. فهل أنتم فاعلون دعما وتأييدا نصرة للحق والعدالة والكرامة الإنسانية لخير من أنجبت مصر من عقول تصنع حاضر ومستقبل مصر كله بما تقدمه للزراعة المصرية.

للتواصل مع الكاتب
[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. للاستاذ الغالي الدكتور أسامة بدير ، بارك الله فيكم، تحية واعتزاز لشخصكم الكريم وحمل هموم ومشاكل الباحثين، لقد ذكرتم في مقال حضرتك القيم عن موضوع مكافأة الموت ، فأين مكافأة الحياة علي اعتبار أن المرتب يكفي للمعيشة الصعبة بالإضافة إلي مصاريف ورسوم الندوات والمحاضرات وحضور المؤتمرات و الأبحاث والنشر الي آخره فحضرتك تعلم جيدا ولا داعي للشرح، فلقد راودتني فكرة أو وسيلة أو طريقة مبتكرة لحفظ ماء الحياء للباحثين وذويهم ودون تكلفة من الحكومة ولا أعلم هل ذلك مجديا أو لا واقترح علي سيادتكم حبذا لو تقترح علي احد المسؤولين فكرة وضع أو ايداع وديعة بمبلغ معين لكل
    باحث يعيش من ريعه وفوائده تكفي معيشته وابحاثه بطريقة كريمة ولذويه بعد الممات وتكون وديعة حكومية باسم الباحث فقط لايستطيع التصرف الا في مبلغ الفائدة فقط وليس الوديعة ولا يحق له أن يأخذ منها شئ ولا يستطيع سحبها ولكن فقط فوائد الوديعة الشهرية بمبلغ معين حتي لا يحمل كل باحث هموم تكاليف أبحاثه أو نشرها بالإضافة لمعيشته الكريمة، وشكرا جزيلا لسيادتكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى