رأى

قضايا تمكين المرأة الريفية في الدراما الرمضانية (مقال)

بقلم: د.دينا أحمد علي 

باحث بقسم الدراسات الاجتماعية شعبة الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بمركز بحوث الصحراء

تأتي الينا الدراما الرمضانية هذا العام لتضع يدها علي الكثير مما تعانيه المرأة المصرية في المجتمعات الريفية من تحديات وعنف اسري وجسدي ينتهك ويعوق حقوقها في التمكين من كافة حقوقها التي كفلها لها الشرع والقانون، فكان منها مسلسل عملة نادرة ومسلسل حضرة العمدة ومسلسل ستهم ومسلسل الكتيبة 101.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

 على الرغم من المكتسبات العديدة التي حصلت عليها المرأة الريفية من خلال تمثيلها نسبة كبيرة في قطاع الزراعة. الا ان هناك العديد من التحديات التي تواجهها مثل الأمية، وعدم ملكية المرأة للأراضي الزراعية.

 مسلسل “عملة نادرة” هو تجسيد حقيقي لمشكلة التفرقة وحرمان المرأة الصعيدية منذ عقود من حقها الذي كفله لها الشرع والقانون في الميراث، خاصة توريث الأراضي الزراعية، فإما أن تتنازل عن حقها في ميراث الأرض وتأخذ أموالا بدلا منه، وإن خالفت هذا العرف تعتبر خارجة عن العادات والتقاليد وتواجه الاضطهاد والعنف.

شاهد: أدوار المرأة الريفية فى التنمية

على الرغم من قوة شخصية المرأة وصراعها للحفاظ علي استقرار اسرتها مما تمر به من ظروف الا ان العادات والتقاليد والتفرقة الذكورية تحول دون  الحصول علي حقوقها في الملكية للأراضي الزراعية.

جاء مسلسل “ستهم” ليضع يده علي ما تعانيه المرأة لتمكينها من تحقيق سبل العيش لأسرتها التي تعولها بعد وفاة الزوج فتضطر لأن تخلع ثوب النساء وترتدي ثوب الرجال، لتستطيع مواجهة المجتمع لحماية نفسها وابنتها للكسب الحلال للقمة العيش.

شاهد: نصائح للمرأة الريفية

يأتي مسلسل “حضرة العمدة” ليعطينا نموذج رائع لتمكين المرأة في المجال السياسي وأن لتعليم المرأة دور هام وفعال في تنمية المجتمعات الريفية، ولكننا في أحداث المسلسل نصطدم بقضية غاية في الخطورة والأهمية وهي قضية ختان الإناث، التي ظل يعاني منها المجتمع سنوات طويلة ومازال يعوق تمكين المرأة من حقها في جسدها.

كانت بطولة الشهيدة “مها سلام” في مسلسل “الكتيبة 101” صورة مضيئة من بطولات المرأة المصرية، حيث توفيت علي يد التكفيريين لقيامها بدورها كأمرأة مصرية سيناوية تحارب التطرف والإرهاب فالمرأة المصرية لها حق التمكين والمشاركة لمحاربة التطرف من أجل السلام والأزدهار والتنمية.

هكذا قدمت لنا الدراما الرمضانية هذا العام الكثير من القضايا التي تعوق تمكين المرأة الريفية من ممارسة وحماية حقوقها التي كفلها لها الشرع والقانون، حيث تعد مصر الدولة الأولى في العالم التي أطلقت الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030.

شاهد: تنمية المرأة الريفية والبدوية

حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه مقاليد الحكم على تمكين المرأة في مختلف الوظائف والمناصب القيادية في الدولة، وتعديل التشريعات والقوانين لضمان حقوق المرأة وحصولها على حقوقها، إذ أطلقت الدولة العديد من المبادرات التي من شأنها خدمة المرأة على المستويات المختلفة فمنها الصحة والتمكين الاقتصادى والاجتماعي ورفع وعى المجتمع بدورها المحوري في بناء المجتمع، وإطلاق الاستراتيجية القومية لمكافحة العنف ضد المرأة حتي وصف وضع المرأة في عهد الرئيس بـ«العصر الذهبي للمرأة».

على الرغم من تغليظ عقوبة الختان والتحرش الجنسي وتجريم حرمان المرأة من الميراث لكن مازال تمكين المرأة الريفية من حقوقها ومكتسباتها في عهد الرئيس السيسي يحتاج إلى مزيد من  الجهود حتي نصل إلى تغيير الفكر المجتمعي للأعراف والتقاليد التي تعوق المرأة الريفية وتمكينها من حقوقها واستفادة المجتمع بدورها الهام في التنمية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى