مقال المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة: عظماء مصر.. «فاطمة» عالمة معالجة المياه
بقلم: أحمد إبراهيم
وكيل وزارة ومشرفاً على شبكة الإذاعات الإقليمية بالإذاعة المصرية والمستشار الإعلامي لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي
ذنب غير مغفور وعذر غير مقبول هو جهل أو تجاهل العلماء، لأنهم سبب استمرار الحياة على الكون، وبدونهم تعيش الدول فى فقر مدقع أو عالة على الآخرين فى أبسط أمور حياتها.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
فى السطور التالية سوف أتناول السيرة الذاتية لسيدة عظيمة فى محاولة منِّى للتكفير عن ذنبى وجهلى بشخصية بارزة وواحدة من ألمع الشخصيات فى مجال معالجة المياه، والتى حصلت على أرفع الجوائز العلمية المحلية والدولية، لما لها من دراسات مهمة فى مجال تحلية مياه الصرف الصحى، فضلاً عن نشرها العديد من الأبحاث فى دوريات عالمية.. إنها العالمة الجليلة الأستاذة الدكتورة فاطمة عبدالحميد الجوهرى.. وهى من مواليد عام 1936.
حصلت على بكالوريوس العلوم (كيمياء ونبات) عام 1957 – كلية العلوم – جامعة عين شمس، وعلى ماجستير فى الكيمياء غير العضوية عام 1961 كلية العلوم – جامعة عين شمس، ودكتوراه الهندسة من معهد أبحاث المياه الجامعة التكنولوجية بهانوفر – ألمانيا الغربية عام 1966.
«الجوهرى» التحقت بالمركز القومى للبحوث عام 1958 كطالب بحث بمعمل تلوث المياه، وتدرجت حتى حصلت على درجة أستاذ باحث بقسم تلوث المياه عام 1977.
ثم تدرجت وشغلت العديد من المناصب، منها رئيس قسم بحوث تلوث المياه 1976 – 1988، رئيس شعبة بحوث البيئة فترتين 1988 – 1991 و1994 – 1996، نائب رئيس مجلس بحوث البيئة 1981 – 1997، رئيس شعبة بحوث التلوث بمجلس بحوث البيئة منذ إنشائها وحتى 1997.
رئيس اللجنة القومية لبحوث وحماية المياه من التلوث. رئيس الشعبة المشتركة للمياه والصرف الصحى بأكاديمية البحث العلمى، وخبير بيئة معتمد لدى مكتب خبراء وزارة العدل ومصلحة الطب الشرعى، ومستشار لهيئة اليونيسكو بقسم المياه بباريس.
د.فاطمة عضو فى العديد من الجمعيات واللجان والهيئات العلمية المحلية والإقليمية والدولية، وقامت بنشر 88 بحثاً فى Scopus، و25 بالإضافة إلى بحث منشور فى مجلات محلية وعالمية، كما حصلت على العديد من الجوائز، منها جائزة الدولة التشجيعية لعلوم البيئة عن عام 1979، منحة أيزنهاور عن عام 1986، جائزة التفوق العلمى للمركز القومى للبحوث فى مجال العلوم الطبية والصيدلية والبيئة عام 1988، جائزة برنامج الأمم المتحدة للبيئة للخمسمائة المتميزين على المستوى العالمى (Global 500) عام 1989، جائزة الدولة للتفوق العلمى فى مجال العلوم التكنولوجية المتقدمة عام 1999، جائزة الدولة التقديرية فى مجال العلوم التكنولوجية المتقدمة عام 2003، جائزة المركز القومى للبحوث للإبداع العلمى عن عام 2005، وأخيراً جائزة النيل فى مجال العلوم التكنولوجية المتقدمة عام 2014، وهى أكبر تكريم ووسام علمى مصرى يتم منحه لكبار العلماء تقديراً لمسيرة حياتهم وإنجازاتهم وعطائهم للوطن وخدمة البشرية.
«الجوهرى» أسست مدرسة علمية متميزة فى بحوث تلوث المياه ومعالجة الصرف الصحى، وتلاميذها أضاؤوا المراكز البحثية والجامعات داخل مصر وخارجها، وبجانب كل هذا، فإنها زوجة عظيمة لعالم مصرى عظيم أيضاً «د. عصام الحناوى».
مجال عمل وأبحاث العالمة الجليلة غاية فى الأهمية لدولة مثل مصر تعانى من فقر مائى شديد، حيث تسهم فى إعادة استخدام المياه أكثر من مرة، بالإضافة إلى حماية البيئة من التلوث وصحة الإنسان من الأمراض.
إنها حقاً النموذج والقدوة التى يجب أن نُدرسها لأولادنا، بارك الله فى عمرها وعلمها وعملها وصحتها، العالمة الجليلة النبيلة فاطمة الجوهرى، رائدة علوم معالجة المياه والصرف الصحى.