رأى

مقال المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة: عظماء مصر «الحناوي» عالم الجيوكيمياء المرموق

بقلم: أحمد إبراهيم

وكيل وزارة ومشرفاً على شبكة الإذاعات الإقليمية بالإذاعة المصرية والمستشار الإعلامي لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي

الاعتراف بالجهل فضيلة، على الأقل حتى نحاول تعليم أنفسنا ونُصحّح مسارنا، ولذلك يجب أن أعترف بالتقصير نحو عالم جليل كنت أجهله، حتى قرأت عنه مؤخراً في موسوعة «علماء مصر»، ولست وحدي الذي أجهله، ولكني أجزم أن معظم قراء مقالي لا يعرفون هذا العالم الجليل الذي وُلد في القاهرة عام 1936 وتلقى تعليمه في مدارسها قبل الالتحاق بجامعة الإسكندرية عام 1952 ويحصل منها على بكالوريوس العلوم بتفوق عام 1956، ثم يعود إلى القاهرة للتعيين في العام نفسه بوظيفة باحث مساعد في المركز القومي للبحوث بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ويستكمل دراساته العليا في جامعة القاهرة، حيث حصل منها على الماجستير والدكتوراه وتدرّج في الوظائف الأكاديمية من باحث مساعد حتى الأستاذية، إلى أن بلغ سن التقاعد، ثم أصبح أستاذاً متفرّغاً في معمله المتميز الذي أسّسه بالمركز القومي للبحوث.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

عالمنا الجليل الذي كنت أجهله دون عذر هو الأستاذ الدكتور «عصام الحناوي»، عالم الجيوكيمياء المرموق في المركز القومي للبحوث، والحاصل على الكثير من الجوائز المحلية والدولية، منها وسام الجمهورية من الطبقة الأولى في العلوم، وهو عضو في معظم الهيئات العلمية والجمعيات والمنظمات والمراكز البحثية المحلية والدولية ذات الصلة بتخصّصه، وله أكثر من 150 بحثاً علمياً منشوراً في المجلات والدوريات العلمية الدولية الكبيرة المحترمة في أوروبا وأمريكا، وهو أيضاً محكّم دولي في الكثير من الدول والهيئات واللجان العلمية وتغيُّر المناخ، كما أنه عضو لجنة اختيار المرشحين للحصول على جائزة نوبل ولجنة اختيار جوائز الدولة بأكاديمية البحث العلمي، وكذلك عضو في اللجان المتخصّصة بالمركز القومي للبحوث وأكاديمية البحث العلمي للعلوم والتكنولوجيا والمجلس الأعلى للثقافة.

«الحناوي» له نشاط علمي بارز داخل وخارج مصر وعمل في جامعات ألمانيا وفي الأمم المتحدة ومنظمة الأغذية والزراعة «الفاو» والبنك الأفريقي ومرفق البيئة العالمي، وله مكانة علمية مرموقة، حيث شارك في المشروعات البحثية المحلية والدولية في مصر وسيرلانكا وقطر والفلبين والصومال وألمانيا وغانا في مجالات كثيرة، منها الطاقة والبيئة والمعادن والخواص الجيوكيميائية.

العالم الجليل الذي كنت أجهله، رغم أن تخصّصه الدقيق هو المعادن والجيوكيمياء (الجيولوجيا والكيمياء) إلا أنه أشرف على عشرات الرسائل للماجستير والدكتوراه في فروع متنوعة لعلوم الأرض، كما توصف أبحاثه بأنها تجمع بين أصالة الفكر وعمق الدراسة وتحتوي دائماً على الجديد في مجال تخصّصه.

«الحناوي» الذي نجهله ولم تهتم به وسائل الإعلام نظراً لانشغالها بأمور وفئات أخرى، هذا الرجل العظيم في هذه المرحلة العمرية التي تقترب من التسعين عاماً ما زال يعمل ويعطي وينقل علمه وخبرته إلى شباب الباحثين.

السيرة الذاتية كبيرة والإنتاج العلمي غزير والعطاء وفير، حيث لم يكتفِ فقط بالأبحاث النظرية ويحصر نفسه داخل جدران معامله في المركز القومي للبحوث، ولكنه خرج إلى آفاق أكبر محلية ودولية، حتى تستفيد البشرية بعلمه، بارك الله في عمر وصحة عالمنا الجليل المرموق الأستاذ الدكتور عصام الدين محمد ماهر الحناوي، أستاذ ورئيس قسم العلوم الجيولوجية والجيوفيزيقية الأسبق ورئيس شعبة بحوث العلوم الأساسية بالمركز القومي للبحوث، والذي نقدّمه كقدوة طيبة في العلم والعمل والأخلاق، وفي الأعمال الجادة النافعة للمجتمع فهو نعم القدوة والنموذج الذي يجب أن يحتذى لأولادنا وشبابنا.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى