مقال المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة: من عظماء مصر.. «د.سليمان» عالم الجيولوجيا الجليل
بقلم: أحمد إبراهيم
وكيل وزارة ومشرفاً على شبكة الإذاعات الإقليمية بالإذاعة المصرية والمستشار الإعلامي لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي
«النجاح قصة حب»، هكذا يؤمن العالم الجليل الذى يبلغ من العمر 82 عاماً قضى منها 60 فى محراب العلم والعمل وما زال يحلم لبلده ويحمل همومه، وهو من مواليد قرية المضمر مركز طما بمحافظة سوهاج عام 1942، وتعلم فى مدارسها، ثم تخرج فى كلية العلوم – جامعة أسيوط عام 1964، وعمل فى السد العالى بأسوان، كما عمل فى برنامج الأمم المتحدة الإنمائى، وأيضاً فى مركز العلوم والرياضيات بالسعودية، ثم جامعة صنعاء باليمن.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
حصل على الماجستير والدكتوراه فى الجيولوجيا، كما حصل على جائزة الدولة التشجيعية ووسام الجمهورية فى العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1982، قام بنشر عشرات الأبحاث العلمية والإشراف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، كما قام بتأليف 25 كتاباً فى شتى العلوم والثقافة والجيولوجيا والزلازل والبراكين وحتى فى أدب الرحلات، وقام بتأليف أطلس الصخور المصرية، وكذلك أول كتاب باللغة العربية حول جيولوجيا البترول، وترجم مؤلفات د.زويل، كما شارك فى تأسيس متاحف للجيولوجيا فى السعودية واليمن وفى جامعة الزقازيق، وأسس أكبر متحف بالجامعة البريطانية فى القاهرة.
العالم الجليل يرى أنه رغم قسوة الصحراء المصرية، فإنها سوف تكون أهم مصادر استمرار الحياة لأنها ما زالت تحتفظ بكل كنوزها وثرواتها.
كما يرى أن البحث العلمى والجامعات ما زالت بعيدة عن الصناعة ويجب تطوير منظومة الدراسات العليا حتى ترتبط بمشكلات المجتمع كما هو الحال فى كل دول العالم.
إنه العالم الجليل الأستاذ الدكتور مصطفى سليمان، أستاذ الجيولوجيا المرموق بجامعة الزقازيق والجامعة البريطانية فى القاهرة، صاحب سيرة ومسيرة محترمة علمية وعملية وأخلاقية وتجربة حياة ومشوار كبير فى التعليم والبحث العلمى.
«د.سليمان» حكى لى أنه قضى 12 عاماً يجوب الصحراء المصرية من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها حتى تعرف على أسرارها وخباياها وجمع منها كل أنواع الصخور البترولية وأسس أهم وأكبر متحف من نوعه فى المنطقة يحمل اسمه بالجامعة البريطانية.
«د.سليمان» العالم الجليل والمثقف الكبير العاشق لتراب الوطن والذى نقدمه كقدوة طيبة تحتذى فى العلم والعمل والنجاح والاجتهاد والأدب والأخلاق هو صاحب قلم متميز وكتب مقالات صحفية كثيرة فى الشأن العام، ومن أهم مؤلفاته كتابه القيم «لماذا مصر أم الدنيا؟»، الصادر عن أخبار اليوم، وهو خلاصة 40 ألف سنة فى 176 صفحة فقط، وسوف أختم مقالى ببعض سطوره لأنه مؤلَّف يستحق أن يقرأه كل مواطن، خاصة أطفالنا وشبابنا حتى يفتخروا بجنسيتهم وببلدهم العريق، حيث يقول عالمنا الجليل إن الأوروبيين هم الذين أطلقوا على مصر أم الدنيا، وهم أيضاً الذين أوجدوا علم المصريات، ومصر هى الدولة الوحيدة فى العالم التى يوجد عِلم باسمها، مؤكداً أنه «لا غرابة فى ذلك»، فالمؤرخ وعالم المصريات الأشهر «جيمس هنرى برستد» يؤكد فى كتابه المشهور «فجر الضمير» أن مصر هى المصدر الأصلى لكل الحضارات، وأنها منبع الأخلاق والقيم الإنسانية التى انتشرت منها إلى مختلف بقاع العالم، والحضارة المصرية ليست كما نقول 7 آلاف عام، بل هى أكثر من ذلك بكثير، والعلماء والأثريون يتفقون على أنها 40 ألف سنة، ويقول أيضاً «د. سليمان» إن مصر هى الأصل، والأساس الحضارى للعالم كله.. والقيم الأخلاقية الأساسية فى الحضارة الغربية مأخوذة بالحرف الواحد من التراث الأخلاقى المصرى القديم المدون فى بردية الحكيم الفرعونى «آنى»، ولن يبدو هذا غريباً إذا عرفنا أيضاً أن المصريين هم من وضعوا التوقيت، وهم من قسموا السنة إلى شهور، وجزأوا الشهور إلى أيام، ثم جعلوا الأسبوع سبعة أيام، وأن المصريين هم من وضعوا أسس علم الفلك والرياضيات.
«مصر أم الدنيا» ليس لقباً مجانياً، بل إن له أسسه التى لا تزال قائمة إلى اليوم، ومنها مثلاً اختراع الورق، والهندسة، ودورات الزراعة، والطب، والتوحيد، بل وقواعد النظافة الشخصية، فالمصرى القديم هو صاحب اختراع «المرحاض»، وهو من نقل إلى العالم قواعد النظافة، وإلى الآن تحتفل سويسرا بذكرى القديسة «فيرينا» وهى فتاة مصرية من العصر الرومانى علّمت الأوروبيين مبادئ نظافة الجسد، واستخدام «الفلايات» لتسريح شعر الرأس، هذا قليل من كثير كتبه عالم عظيم عن بلد عظيم،
كل الشكر والتقدير والاحترام لعالمنا الجليل د. مصطفى سليمان جزاء ما قدم وما زال يقدم لبلده وبارك الله فى عمره وعلمه وعمله.