صحة

مصادر السموم وتأثيرها على حياتنا اليومية

كتب: د.صفوت كمال تتعرض أجسادنا يوميًا لمصادر متعددة من السموم التي تختلصنا من كل جانب؛ فمن المأكولات والمشروبات، إلى الهواء الذي نتنفسه. فالكاد يُوجد طعام دون أن يحتوي على كميات متفاوتة من المواد الكيميائية السامة؛ سواء كانت تلك المواد تضاف لإعطاء نكهات معينة، أو لتحسين اللون والطعم، أو حتى كمواد حافظة. كما قد تكون السموم موجودة في الغذاء كنتيجة لاستخدام المنشطات، أو المضادات الحيوية والمخصبات في تربية الحيوانات، أو نتيجة لاستخدام مبيدات الحشرات والأسمدة الكيميائية في زراعة المحاصيل. إضافةً إلى ذلك، فإن السموم المفرزة من كائنات دقيقة أو فطرية قد تتواجد في بعض المنتجات الغذائية خلال مراحل التخزين.

ولا تقتصر مصادر السموم على الغذاء فحسب؛ بل تمتد لتشمل الأدوية التي نتناولها سواء كان ذلك عن قصد أو دون وعي، بالإضافة إلى الهواء الملوث بعوادم السيارات والغازات المنبعثة من المصانع، والتي تزيد من عبء السموم علينا. وتضاف إلى ذلك الميكروبات والفطريات التي تسكن أجسامنا بأعداد كبيرة، ما يشكل عاملًا آخر في التعرض المستمر لهذه المواد الضارة.

كما ينتج الجسم عن عملياته الحيوية بعض السموم من الداخل، مثل غاز ثاني أكسيد الكربون والأمونيا والكبريتات وحمض اليوريك، إلى جانب السموم الناتجة عن تخمر الغذاء وتعفنه، كالأندول، والأستاكول، والفينول.

يتولى الكبد مسؤولية كبيرة في إزالة هذه السموم من الجسم، حيث يقوم بمعالجتها وتحويلها إلى مركبات غير ضارة أو مفيدة مثل اليوريا، والكرياتين، وأملاح الأمونيا، ثم تذوب في الماء ويقوم الجسم بالتخلص منها عبر البول أو البراز، وأحيانًا من خلال الجلد والتنفس. إلا أنه إذا تعرض الكبد لأي خلل أو مرض، أو إذا ما تناولنا الغذاء بشكل عشوائي دون مراعاة التوازن، فإن كفاءته في إزالة السموم تتأثر، مما يؤدي إلى تراكمها في أنسجة الجسم، وخاصة في الخلايا الدهنية.

بهذا يبقى الحفاظ على صحة الكبد وتنظيم استهلاكنا للغذاء والمحيط الذي نعيش فيه من أهم العوامل للحد من تأثير السموم والحفاظ على صحة الجسم.

*المادة العلمية: أستاذ الميكروبيولوجي بمعهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية – مركز البحوث الزراعية.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى