مزارعو الزيتون بتونس: أزمة تضرب المحصول بسبب تدني الأسعار
متابعات تسبب تدني تسعير الزيتون في تونس في أزمة، حيث أقدم المزارعون على إيقاف عمليات جمع المحصول، بالتزامن مع حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تتهم المزارعين وأصحاب معاصر الزيتون بالجشع، بينما يحظى القطاع بأهمية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، وهو ما يدعو الحكومة إلى التدخل لإنهاء الأزمة.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
أعلن مزارعون من محافظات الوسط التونسي تعليق موسم قطاف الزيتون، الذي بدأ مرتبكاً رغم بوادر المحصول الجيد هذا العام والذي يقدر أن يصل إلى 340 ألف طن وفق تقديرات أولية، حيث تزامنت بداية موسم الجمع مع شن حملة على شبكات التواصل الاجتماعي استهدفت المزارعين وأصحاب المعاصر، وجرى اتهامهم بالدفع نحو رفع الأسعار وتوجيه القسط الأكبر من الإنتاج نحو التصدير. بينما يشكو منتجو الزيتون من “حملة شيطنة” على حد وصفهم يتعرضون لها على وسائل التواصل الاجتماعي واتهامهم بالجشع وتعمد حرمان المواطنين من خيرات بلدهم من زيت الزيتون بسبب شطط الأسعار رغم وفرة المحاصيل.
في بداية نوفمبر الماضي أعلنت وزارة الزراعة أن أسعار بيع زيت الزيتون المتداولة لموسم 2025 ستتراوح بين 18 و22 ديناراً للتر الواحد (الدولار يعادل 3,16 دنانير)، ليعلن بعد ذلك الديوان الوطني للزيت عن انخفاض في أسعار الزيت من 18 ديناراً إلى 14 ديناراً للتر الواحد، مفسراً ذلك بتراجع الأسعار على مستوى العالم. ويعتبر مزارعو الزيتون أن تعليق أنشطة جمع المحصول وترك الثمار على الأشجار سيكون أقل خسارة بالنسبة إليهم من تحمل كلفة الجمع والتحويل.
وبرر عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري أنور الحراثي، قرار وقف عملية جمع الزيتون في أغلب المحافظات بعدم قدرة المنتجين على تحمل تبعات انهيار أسعار بيع الزيتون وعزوف أصحاب المعاصر عن شراء الكميات المجمعة.
وأضاف إن سعر الكيلوجرام الواحد من الزيتون انطلق في بداية الموسم بـ2,5 دينار ليهبط حالياً إلى دينار واحد في محافظة سيدي بوزيد (وسط تونس) التي تتصدر المرتبة الأولى في إنتاج الزيتون في الدولة.
وأشار إلى أن الأسعار المتداولة حالياً لا يمكن أن تغطي كلفة الإنتاج، داعيا إلى الإسراع في إيجاد حلول تمنع انهيار الموسم. وقال “ربما يدخل القطاع في دوامة الخسائر والاستدانة وقد يصعب لاحقا تدارك الأمر وهي خسارة كبيرة للاقتصاد التونسي”.
ورغم أن وزارة الفلاحة تصف موسم 2024-2025 بـ “الجيد والواعد”، بعد توقعات ببلوغ إنتاج زيت الزيتون حوالي 340 ألف طن، بزيادة مقدارها 55% مقارنة بالموسم الماضي، يعتبر المنتجون أن جودة هذا الموسم تقاس باستقرار الأسعار والقدرة على تحقيق أرباح مجزية بعد تحمل الفلاحين لكلفة عالية لعمليات الري من أجل محافظة على أصول الزيتون الذي تضررت من الجفاف.
يذكر أن زراعة الزيتون تمثل دوراً أساسيا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، حيث يمثل الزيتون 15% من إجمالي الإنتاج الفلاحي في حين يمثل زيت الزيتون 50% من الصادرات الفلاحية و5,5% من الصادرات. كما يمثل القطاع مصدر رزق مباشر أو غير مباشر لأكثر من مليون شخص إضافة إلى كونه يوفر 34 مليون يوم عمل في السنة الواحدة، وهو ما يعادل 20% من التشغيل في القطاع الفلاحي. كذلك جنت تونس خلال الموسم الماضي عائدات قياسية من صادرات زيت الزيتون بقيمة تزيد عن 5,1 مليارات دينار (نحو 1,6 مليار دولار).