«مركز البحوث الزراعية».. سر نهضة الزراعة وزيادة الصادرات لدعم اقتصاد مصر

بقلم: د.أسامة بدير

يُعد مركز البحوث الزراعية أحد أعمدة النهضة الزراعية في مصر، حيث يمثل منارة للبحث العلمي التطبيقي الذي يُساهم في تطوير القطاع الزراعي بكافة مجالاته. فمنذ إنشائه في عام 1971، أخذ المركز على عاتقه مُهمة دعم التنمية الزراعية المستدامة من خلال أبحاث علمية تطبيقية مُتقدمة، تستهدف تحسين الإنتاجية، وتعزيز الأمن الغذائي، وتطوير منظومة الزراعة الحديثة.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

يُضم المركز نخبة من العلماء والباحثين الذين يُشكلون القوة الدافعة وراء الإنجازات العلمية والتطبيقية التي ساعدت في تحسين الإنتاج الزراعي، سواء في المجال النباتي أو الحيواني أو السمكي أو الداجني. فهؤلاء الباحثون يعملون بلا كلل، واضعين نصب أعينهم هدف تحقيق الأمن الغذائي للمصريين، وتقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، عبر ابتكار حلول علمية وعملية لمواجهة التحديات التي تواجه الزراعة المصرية.

لقد أسهم مركز البحوث الزراعية في العديد من الاكتشافات والابتكارات التي كان لها أثر بالغ في تطوير الإنتاج الزراعي. ومن أبرز هذه الإنجازات:

ـ استنباط أصناف جديدة من المحاصيل: تتميز بالإنتاجية العالية، وتحملها للظروف البيئية الصعبة، مما ساعد في زيادة معدلات الإنتاج الزراعي.

ـ تحسين السلالات الحيوانية والداجنة: عبر برامج بحثية متطورة تهدف إلى تعزيز الإنتاجية، وتقليل التكلفة، وتحقيق أعلى معدلات الجودة.

ـ دعم الاستزراع السمكي: من خلال أبحاث تُسهم في تحسين سلالات الأسماك، وزيادة إنتاجية المزارع السمكية، مما ينعكس على توفير الغذاء الصحي للمواطنين.

ـ تطوير تقنيات الري الحديثة: التي تساعد في ترشيد استهلاك المياه، وزيادة كفاءة استخدام الموارد المائية المُتاحة.

ـ مُكافحة الآفات الزراعية بطرق علمية: تساهم في تقليل الفاقد من المحاصيل، وتعزيز الإنتاج الزراعي بوسائل صديقة للبيئة.

الشاهد، أن مركز البحوث الزراعية يؤدي دورا محوريا في دعم الاقتصاد الوطني من خلال زيادة الصادرات الزراعية. بفضل الأبحاث والتقنيات التي طورها علماء وباحثي المركز، تم تحسين جودة ونوعية المحاصيل الزراعية، مما جعلها تلبي المعايير الدولية وتنافس بقوة في الأسواق العالمية. هذا التحسين في الجودة ساهم في فتح أسواق جديدة أمام المنتجات الزراعية المصرية، وزيادة الطلب عليها عالميا.

لقد شهد عام 2024 تحقيق الصادرات الزراعية المصرية أرقاما قياسية غير مسبوقة. وفقا لبيانات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، بلغ إجمالي الصادرات الزراعية الطازجة والمصنعة أكثر من 10,6 مليار دولار، بزيادة تقارب 17% عن العام السابق. من بين هذه الصادرات، حققت المنتجات الطازجة حوالي 6,9 مليون طن بقيمة تجاوزت 4,1 مليار دولار، بينما بلغت قيمة الصادرات الزراعية المُصنعة حوالي 5,1 مليار دولار. هذه الأرقام تعكس الجهود المبذولة في تحسين جودة المحاصيل وفتح أسواق جديدة، مما عزز من عوائد الاقتصاد المصري.

إن جهود العلماء والباحثين بمركز البحوث الزراعية لا تقتصر فقط على تقديم الأبحاث العلمية ذات المردود التطبيقي، بل تمتد إلى المساهمة في وضع السياسات الزراعية، وتقديم الإرشاد والدعم الفني للمزارعين، مما يُسهم في رفع مستوى الوعي الزراعي، وتحقيق نهضة حقيقية في الإنتاج الزراعي.

وأخيرا، بفضل الجهود الدؤوبة لعلماء المركز، أصبحت مصر قادرة على تحقيق تقدم ملموس في مجال الأمن الغذائي، ومواجهة التحديات العالمية مثل التغيرات المناخية، ونقص الموارد المائية. إن استمرار دعم البحث العلمي الزراعي، وتعزيز دور مركز البحوث الزراعية في تطوير التقنيات الزراعية، سيظل مفتاح تحقيق التنمية الزراعية المُستدامة، وضمان مستقبل زراعي مشرق للأجيال القادمة.