مركز البحوث الزراعية.. إنجازات رغم ضآلة الدعم المالي واللوجستي
الفلاح اليوم أنشئ مركز البحوث الزراعية عام 1971، بموجب قرار من الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، ويضم 16 معهداً و10 معامل مركزية و23 إدارة تجارب زراعية تغطى جميع المحافظات، و19 محطة بحوث (أحدثها محطة توشكى)، ويعمل فيه 13 ألف خبير يحملون شهادات الدكتوراه والماجستير فى مختلف تخصصات العلوم الزراعية، بهدف أن يكون هذا المركز قاطرة النهضة الزراعية فى مصر.
يعتبر مركز البحوث الزراعية، هو المحور الأساسى فى تنفيذ الحملات القومية لتحسين أصناف المحاصيل واستنباط سلالات جديدة من الحبوب والألياف والمحاصيل الزيتية والسكرية والبصل والحاصلات البستانية، وينفذ مشروعات لرفع الكفاءة الإنتاجية للثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، ويعد دراسات تطوير نظم الرى والصرف وتحسين خواص التربة، ومكافحة الآفات.
ورغم أهمية نشاط مركز البحوث الزراعية فى دعم الزراعة فإن عملية تحديثه لم تكن موضع اهتمام الدولة التى قلصت ميزانيته من 250 مليون جنيه فى تسعينات القرن الماضى إلى 5 ملايين جنيه العام الحالى طبقاً لميزانية وزارة التخطيط، الأمر الذى يعكس تراجع اهتمام الدولة بـالبحث العلمى الزراعى.
ووفقاً لتقرير وزارة الزراعة عن إنجازات مركز البحوث الزراعية، فإن جهوده أسهمت فى رفع قيمة الإنتاج الزراعى من 6,4 مليار جنيه عام 1982 إلى 250 مليار جنيه عام 2011، وأسهم خلال الفترة نفسها فى زيادة الدخل الزراعى من 4,40 مليار جنيه إلى 179,7 مليار جنيه ورفع قيمة الإنتاج النباتى من 4,1 مليار إلى 148,5 مليار جنيه ورفع قيمة الإنتاج الحيوانى والسمكى من 2,3 مليار إلى 101,5 مليار جنيه، وزيادة الدخل إلى 51 مليار جنيه.
وأكد التقرير، أن مركز البحوث الزراعية، أسهم حتى عام 2012 فى رفع إنتاج كل من القمح إلى 8,8 مليون طن والذرة الصفراء والبيضاء إلى 7,2 مليون طن والأرز 5,8 مليون طن وقصب السكر 48,5 طن وبنجر السكر 21,5 مليون طن والخضر 21,2 مليون طن والفاكهة إلى نحو 10,1 مليون طن وزيادة إنتاجية القطن وتطوير أصنافه التى تتميز بجودة الإنتاج والصفات الغزلية والتبكير فى النضج، حيث تمت زراعة 496,6 ألف فدان عام 2011 بمتوسط إنتاجية فدانية قدرت بـ 7,75 قنطار مترى.
وأوضح التقرير، أن مركز البحوث الزراعية أسهم فى ذلك عن طريق استنباط الأصناف عالية الإنتاجية ومبكرة النضج والمقاومة للآفات وللظروف غير المواتية لأهم المحاصيل كـالقمح والشعير والأرز والذرة الشامية والزيتية، حيث تم استنباط أكثر من 188 صنفاً وهجيناً عالية الإنتاج، بالإضافة إلى نحو 70 صنفاً مبشراً تحت التسجيل من مختلف المحاصيل الحقلية، وقام باستنباط ثمانية من أصناف قصب السكر المبشرة عالية الإنتاج، وتسجيل الصنف التجارى الجديد PH 8013 بعد إجراء التجارب التصنيعية والمشتركة مع شركة السكر، واستنباط 23 صنفاً من بنجر السكر، وأجرى التجارب البحثية على محصول الاستيفيا كمحصول محلى طبيعى جديد، وإدخال أصناف جديدة من الحاصلات البستانية والنباتات الطبية والزينة المتميزة فى الإنتاج كماً ونوعاً، حيث وصل عدد الأصناف المنزرعة من الفاكهة 17 صنفاً، واستنبط 79 صنفاً من الخضر والنباتات الطبية والعطرية.
وكشف التقرير، أن مركز البحوث الزراعية أسهم فى زيادة إنتاج اللحوم الحمراء من 315 ألف طن عام 1982 إلى نحو 992 ألف عام 2012. كما زاد خلال الفترة نفسها إنتاج كل من الدواجن من 315 ألف طن إلى 1001 ألف محققاً الاكتفاء الذاتى منها، وتضاعف إنتاج البيض ليبلغ 410 آلاف طن وتحقق الاكتفاء الذاتى منه وحقق اللبن الطازج نحو 6.3 مليون طن مقارنة بنحو 1.9 مليون ووصل إنتاج الأسماك من 200 ألف طن إلى 1362 ألفاً.
وأشار التقرير، إلى أنه فى إطار المحافظة على سلامة البيئة وصحة الإنسان، وتماشياً مع الاتجاه العالمى السائد نحو التسميد الحيوى والزراعة النظيفة تم إنتاج المخصبات ذات التأثير الحيوى للتربة والنبات مما انعكس أثره على زيادة خصوبة التربة والإنتاجية الفدانية وخفض استخدام الأسمدة المعدنية بمعدل 25% من خلال تنقية السلالات المستخدمة فى إنتاج الطحالب والبكتيريا النافعة المثبتة للآزوت والمذيبة للفوسفات، مما أسهم فى التوسع فى الزراعة النظيفة والآمنة الخالية من استخدام المبيدات الكيماوية.
وأكد التقرير، أنه تم بمعرفته إنشاء المعمل الرسمى والمرجعى لـوزارة الزراعة لمراقبة الملوثات فى صادرات وواردات الأغذية وإصدار شهادة التحاليل والحاصل على شهادة الاعتماد الدولية طبقا لنظام ISO/17025 من هيئة الاعتماد الفنلندية الأوروبية FINAS. وحصول المركز الإقليمى للأغذية والأعلاف على ISO/IEC 17025 من الهيئة الأمريكية لاعتماد المعامل الكيميائية والتخصصية ومراقبة الجودة من أجل غذاء آمن.
وذكر التقرير، أنه فى مجال الأرصاد الجوية الزراعية، تم إنشاء مركز معلومات التغيرات المناخية (CCIC)، واستخدام التقنيات الحديثة كالاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية فى حصر الموارد الأرضية المتاحة وتحديد الأراضى القابلة للاستصلاح والتنبؤ بالاحتياجات المائية للمحاصيل، وفى مجال المعلومات والاتصالات، قامت وزارة الزراعة بالتعاون معه ببناء قاعدة بيانات توفر المعلومات عبر شبكة اتصال التنمية الزراعية والريفية «رادكون» وشبكة الاتصال بين المركز الرئيسى للمعلومات بالوزارة ومديريات الزراعة وأسواق السلع فى المحافظات لتوفير البيانات الخاصة بالمساحة والإنتاج والتكاليف وأسعار السلع الزراعية.