الأجندة الزراعية

مرض الألترناريا في البطاطا أسبابه ودور الإدارة المتكاملة في الحد من انتشاره

كتبت: هند محمد تعد الألترناريا أو ما يُعرف باللفحة المبكرة من أخطر الأمراض الفطرية التي تصيب محصول البطاطا، حيث تؤدي إلى الشيخوخة المبكرة للأوراق وتراجع نمو النباتات، مما يتسبب في خسائر كبيرة في الإنتاج عند حدوث الإصابة في المراحل الأولى من النمو.

يسبب المرض فطر Alternaria solani أو Alternaria alternata، ويُعد الأول الأكثر شيوعًا وانتشارًا بين مزارع البطاطا حول العالم.

دورة تطور المرض

يقضي الفطر فصل الشتاء على بقايا النباتات المصابة على شكل أبواغ كونيدية أو ميسيليوم، كما يمكن أن يبقى في التربة بنفس الشكلين. وتساعد التقلبات بين الرطوبة والجفاف على تحفيز إنتاج الأبواغ الجديدة، التي تنتقل بفعل الرياح أو قطرات المطر إلى النباتات السليمة.

وعندما تتوفر الظروف المثالية لنشاط الفطر، وهي درجات حرارة تتراوح بين 20 و30 درجة مئوية مع تكوّن الندى ليلًا، تنتش الأبواغ وتتغلغل في أنسجة النبات عبر المسام أو الجروح.
ينتشر المرض بسرعة داخل الحقل عبر الميسيليوم الذي يفرز أبواغًا جديدة، ما يضمن استمرار العدوى وانتقالها بين النباتات.

الأعراض على النباتات والدرنات

على الأوراق: تظهر بقع بنية داكنة أو رمادية متفاوتة الحجم، غالبًا ما تكون محددة بالعروق وتتميز بوجود حلقات مركزية دائرية تشكل السمة المميزة للمرض. ومع تفاقم الإصابة، تتساقط الأوراق مما يقلل من قدرة النبات على التمثيل الضوئي ويؤثر سلبًا في تكوين الدرنات.

على الدرنات: تظهر بقع غائرة بنية اللون ذات حلقات دائرية واضحة، ما يجعل الدرنات رديئة الشكل والجودة ويؤثر في قابليتها للتخزين والتسويق.

الإجراءات الوقائية

1ـ إزالة بقايا النباتات المصابة بعد الحصاد لتقليل مصدر العدوى.

2ـ تجنب تعريض النباتات لأي نوع من الإجهاد المائي أو الغذائي الذي يزيد من قابلية الإصابة.

3ـ اتباع الدورة الزراعية بمعدل لا يقل عن سنتين لتقليل بقاء الفطر في التربة.

4ـ استخدام بذور بطاطا سليمة ومعتمدة خالية من الأمراض.

المكافحة الكيميائية

في مرحلة النمو السريع للنبات، وعند توافر الظروف المناسبة لتطور الفطر (حرارة بين 20 و30°م)، يُنصح باستخدام كونسنتو بجرعة 1.5 إلى 2 لتر للهكتار، إذ يسهم أيضًا في السيطرة على مرض البياض الزغبي (الميلديو).

أما في مرحلة استقرار النمو وحتى نهاية الدورة، ومع استمرار الظروف المواتية للمرض، يمكن استخدام سكور بجرعة 0.5 لتر للهكتار، مع تكرار المعاملة كل 10 أيام للحفاظ على فعالية الحماية.

خلاصة

يبقى التحكم في اللفحة المبكرة مرهونًا بالجمع بين الوقاية الزراعية والإدارة المتكاملة للمحصول، بما في ذلك التخلص من البقايا المصابة، وتحسين خصوبة التربة، واختيار التوقيت الأمثل للمعاملات الوقائية.

فكل إجراء وقائي يُتخذ في الوقت المناسب، يسهم في حماية أوراق النبات وضمان درنات بطاطا سليمة وعالية الجودة، وهو ما يشكل ركيزة أساسية في تحقيق إنتاج زراعي مستدام ومربح.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى