مخاطر استخدام الأسمدة الكيماوية في زراعة أشجار الزيتون
كتبت: هند النعماني من الأهمية بمكان الابتعاد كليا عن استخدام الأسمدة الكيماوية في زراعة أشجار الزيتون، علما بأن النباتات التي تتغذي علي النيتروجين بصورته الكيميائية تنو نمو سريعا، إلا إن جدران خلاياها تكون رقيقة وضعيفة، الأمر الذي يسهل علي الآفات مهاجمتها.
كما ان التسميد الكيماوي النيتروجيني يحدث خللاً في توازن البروتينات والكربوهيدرات في النباتات، ما يجذب الحشرات التي تفتك بها، وقد تبين ان زيادة السماد النيتروجيني يرفع من درجة حساسية النبات للعديد من الآفات الفطرية والبكتيرية والحشرية، ولهذا يفضل استخدام السماد العضوي او البلدي الطبيعي بدلا من الكيماوي.
تؤدي إضافة السماد الكيماوي لأشجار الزيتون في زيادة تأثرها بالجفاف، حيث تزداد الحاجة للمياه، فضلا عن قتل الكائنات الدقيقة النافعة في التربة، وفقدان المادة العضوية التي تخصب التربة وتحتفظ برطوبتها، مما يعمل علي تراجع الإنتاجية، علما بان السنوات الأخيرة اتسمت بشح الامطار والجفاف، ما أدي الي تفاقم المشكلة وزيادة الإصابة بالآفات الحشرية خاصة سوسة اغصان الزيتون، وذبابة ثمار الزيتون.
تضع الذبابة بيضها في غالبية ثمار الزيتون بسبب قلة الثمار الموجودة علي الشجرة، فسوسة الاغصان تترعرع في بيئة جافة علي اغصان منخفضة الرطوبة.
تضاهى الأسمدة والمخصبات الكيماوية في خطورتها علي الصحة العامة والبيئة المبيدات الكيماوية، وبالرغم من اعتبار الأسمدة الكيماوية النتروجينية (مركبات النترات والنيتريت) من اهم الأسمدة، الا انها تؤدي الي تلوث الخضار والمياه الجوفية والسطحية بالنيترات، كما تؤدي لإصابة الأطفال بمرض زرقة العيون، ناهيك عن تفاعل النتيرات مع هيموجلوبين الدم مكونة مركبا معقدا يسبب للإنسان ضعفا شديدا في نقل الاكسجين للدم بالإضافة الي تكون مركبات النيتروزامين لدي تحول النترات الي ايونات النيتريت الي تتحد مع بعض الاحماض الامينية في الجسم فتسبب سرطانات المريء والمعدة والبنكرياس والكبد والرئتين.
مما سبق يمكن القول أنه من البديهي التركيز في الزراعة عموما، وفي زراعة الزيتون خصوصا علي السماد العضوي (البلدي) علما ان السماد البلدي يحتوي علي مواد عضوية مشجعة للنمو، ويضيف الي التربة كمية كبيرة من المادة العضوية الاخذة في التحلل (الدبال).
مبيدات الأعشاب الكيماوية مواد مسرطنة، ويسبب بعضها تلف الجهاز العصبي المركزي، وتشوهات جينية وتناسلية لدي الانسان، ويؤدي بعضها الاخر الي خلخلة التوازن الهرموني في الجسم، كما يؤدي استعمال مبيدات الأعشاب الكيماوية الي تراجع كبير في خصوبة التربة وتماسكها ويشوه بنيتها، ما يجعلها هشة وسهلة.
ان استخدام الكيماويات في الزراعة يعمل علي تدمير التربة، ويتسبب في تراجع نمو وانتاجية الأشجار، فضلا عن زيادة تكلفة المكافحة الكيماوية للأعشاب والآفات، لتفوق الربح من زراعة الزيتون وكافة المحاصيل الزراعية، ومهما بلغ الربح الناتج عن استخدام الكيماويات فانه يبقي ربح وهمي نظرا للأضرار الناتجة علي الأرض والأشجار والاضرار الصحية علي المستهلك، وللقوة التدميرية التي تصيب المحاصيل الزراعية نتيجة استعمال هذه المواد،.
كما يشمل الضرر الحيوانات التي تستهلك المواد العلفية والمحاصيل الحقلية المحلية، إضافة للإخلال بالتوازن البيئي والقضاء علي العديد من خلايا النحل والحيوانات والطيور والحشرات النافعة التي تعمل وفق قوانين الطبيعية لتشكل اعداد تقضي علي العديد من الآفات والامراض، يمثل استخدام المواد الكيميائية الزراعية خطرا كامنا يهدد المخزون الجوفي المائي، ونظرا لما سبق فان استخدام الكيماويات يعد خسارة كبيرة علي كافة الأصعدة.