محددات جودة الأراضي الزراعية وخصوبتها
كتب: د.محمد عبدربه في السطور التالية نستعرض كيفية معرفة جودة الأراضي الزراعية وخصوبتها من خلال هذه المحددات وهى:ـ
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
1ـ ملوحة التربة
المقصود بملوحة التربة هنا هو التركيز الكلى للاملاح الذائبة فى المستخلص المائى للتربة، وعادة ما يعبر عنها بالتوصيل الكهربى للمستخلص ويرمز لهاEC ووحداتها بالملليموز / سم وكلما قلت قيمة الـEC للمستخلص المائى للتربة كلما قلت ملوحتها وزادت درجة ملائمتها. وبصفة عامة يجب ألا تزيد درجة تركيز الاملاح فى مستخلص عجينة التربة المشبعة على 4 ملليموز / سم (حوالى 2500 جزء فى المليون أو 2500 ملجرام فى لتر). وفى هذه الحالة يمكن زراعة جميع المحاصيل الشائعة مع مراعاة اضافة الاحتياجات الغسيلية المناسبة أثناء الزراعة وضمن مقننات الرى.
أما اذا زادت ملوحة التربة على ذلك فيجب اجراء عمليات الاستصلاح اللازمة لخفض ملوحة التربة الى الحدود المذكورة قبل الزراعة عن طريق غمر الارض بمياه جيدة النوعية عدة مرات.
2ـ درجة حموضة التربة (PH)
يفضل أن تكون درجة حموضة التربة قريبة من التعادل وقد أثبتت التجارب العملية أن أفضل درجات الـPH التى تناسب زراعة الفاكهة وهى من 6,0 – 7,5 لذلك اذا زاد رقم PH عن ذلك فيجب اضافة المادة العضوية الى التربة بكميات مناسبة، وقد يضاف أحد أو بعض الاحماض المعدنية بالتركيز المناسب خلال مياه الرى اذا كان رقم الحموضة أقل من هذه الحدود.
3ـ القلوية
تظهر مشاكل القلوية فى الاراضى عند ارتفاع قيمة الـ pH عن 8,5 مع زيادة نسبة الصوديوم المتبادل على مقعد التربة عن 15% وارتفاع تركيز الاملاح الكلية الذائبة عن 4 ملليموز / سم فى مستخلص عجينة التربة المشبعة. وتؤدى هذه الظروف الى الاضرار بخواص التربة الطبيعية مثل سوء الصرف والكيميائية مثل خفض درجة تيسر العناصر الغذائية للامتصاص بواسطة جذور النباتات وفى الحقيقة أنه لا يمكن زراعة نباتات الفاكهة فى الاراضى التى تعانى من مشاكل قلوية ويلزم أولا علاج هذه المشكلة عن طريق اجراء عمليات غسيل واستصلاح مكثفة مع اضافة الاحتياجات الجبسية المناسبة والتى تتوقف على نسبة الصوديوم المتبادل.
4ـ محتوى التربة من كربونات الكالسيوم
عندما تزداد نسبة وجود كربونات الكالسيوم فى التربة خاصة الحبيبات دقيقة الحجم منه الى حدود معينة يمكن أن تؤثر على خواص التربة الطبيعية والكيماوية، وفى هذه الحالة تسبب أضرار للنباتات النامية وتحتاج أساليب معينة لادارتها .وعموما فانه فى حالة زيادة نسبة كربونات الكالسيوم الكلية على 10% يفضل اضافة كميات مناسبة من المواد العضوية لتحسين صفات هذه الاراضى قبل استغلالها فى مواقع الزراعة.
5ـ قوام التربة
يعبر قوام التربة عن درجة نعومة أو خشونة حبيبات التربة والتى تتحدد تبعا للتوزيع النسبى لحبيبات الرمل والسلت والطين فى الارض المعينة. وكلما كانت الارض متوسطة الى خفيفة القوام كلما كانت أكثر ملائمة للزراعة وأسهل فى ادارتها. كما أنه من المفضل أن تكون طبقات التربة الناعمة (التى يزداد بها نسبة الطين) توجد أعلى الطبقات الخشنة الرملية والعكس غير مفضل.
6ـ عمق قطاع التربة
يقصد به عمق الطبقة المفككة غير المتصلبة والتى يسهل خدمتها وتهيئتها للزراعة والخالية من الأحجار والطبقات الصماء الغير منفذة للماء والهواء والتى تعوق نمو الجذور.
7ـ منسوب الماء الأراضي
يفضل أن يكون بستان الفاكهة لا يعانى من مشاكل ارتفاع منسوب الماء الأراضى والذى يسبب مشاكل سوء الصرف وزيادة التلميح علاوة على مشاكل اختناق الجذور وتهيئة الظروف اللاهوائية التى تسبب حدوث مشاكل فى تغذية النبات علاوة على الأمراض الفطرية والأعفان.
عادة تحتاج الاراضى التى يرتفع بها منسوب الماء الأراضى أقل من 120سم الى انشاء شبكة الصرف المناسبة للتخلص من الماء الزائد. أما اذا كانت التربة ذات قوام رملى خفيف ويبعد منسوب الماء الأراضى أكثر من 2م من السطح فلا تحتاج الى انشاء شكبات صرف على الأقل فى المدى القريب أى سنوات الزراعة الأولى.
8ـ وجود طبقات صماء أو متحجرة
قد يتخلل قطاع التربة طبقات صماء متصلبة تعوق عمليات الخدمة وتمنع انتشار الماء والهواء وجذور النبا ويصعب التخلص منها بالحرث العميق وتعتبر هذه الطبقات من محددات استغلال الأراضى، خاصة اذا اقتربت من السطح وتعتبر أيضا من محددات عمق قطاع التربة وعلى ذلك فانه يفضل اختيار موقع البستان فى أرض ذات قطاع مفتوح ولا توجد بها طبقات صماء على عمق أقل من 90-100سم أما اذا وجدت مثل هذه الطبقات الصماء فانه يراعى انشاء شبكة الصرف المناسبة.
*المادة العلمية: مدير المعمل المركزي للمناخ الزراعي بمركز البحوث الزراعية.