رأى

مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ.. الثورة المُقبلة في تقنيات إنتاج الغذاء

بقلم: أ.د.أحمد عوني أحمد فرج

أستاذ المناخ الزراعي ومدير المعمل المركزي للمناخ الزراعي السابق بمركز البحوث الزراعية

تصدرت أهمية مبادرة “الابتكار الزراعي” AIM الإماراتية الأمريكية الاستثمارات المناخية المعلنة في COP27 المنعقدة حاليا بشرم الشيخ المصرية، وذلك بعد أن تضاعفت إلى 8 مليارات دولار مقارنة بأربعة مليارات دولار في COP26.

أذن.. ما مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ؟

أطلقت دولة الإمارات والولايات المتحدة “مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ” رسميا خلال الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP26 بمدينة غلاسكو الاسكتلندية بدعم من رئاسة المملكة المتحدة وكل من استراليا والبرازيل والدنمارك واسرائيل وسنغافورا واوروجواى وتحظى المبادرة بدعم عالمي كبير من أكثر من 30 دولة مع انضمام أذربيجان وكندا والمملكة المتحدة إليها مؤخراً، بالإضافة إلى 48 وكالة غير حكومي.

تعد هذه المبادرة ثورة جديدة في قطاع الزراعة، نظراً لمساهمتها في التخفيف من انبعاثات غازات الدفيئة الصادرة عن القطاع بنسبة تصل إلى الربع في العالم، وحمايتها للقطاع الزراعي كونه يعد واحداً من أكثر القطاعات عرضة لتأثيرات تغير المناخ.

توضح هذه المبادرة النهج المتكامل والشامل لدولة الإمارات في العمل المناخي، حيث يميز هذا النهج عرض الامارات لاستضافة مؤتمر COP28، وتشكل امتداداً لاستراتيجية الاستثمارات النوعية والذكية لدولة الإمارات، حيث تهدف المبادرة التي تصل قيمة التزاماتها الأولية إلى 4 مليارات دولار إلى تسريع العمل على تطوير أنظمة غذائية وزراعية ذكية مناخياً على مدى الأعوام الخمسة المقبلة.

وعموما فإن المبادرة تختص بتبني الأفكار المبتكرة من أجل البحث العلمي والتطوير من خلال تبني ممارسات زراعية جيدة ومبتكرة وزيادة مرونة القطاع الزراعى لمواحهة التغيرات المناخية وتحسين مستوى معيشة المزارعين.

تركز المبادرة على على زيادة وتسريع الاستثمار في الابتكار الزراعي الذكي مناخيا وغيره من أشكال الدعم له في مجالات: اختراقات علمية من خلال البحوث الزراعية الأساسية من خلال مؤسسات البحث الأكاديمية والحكومية على المستوى الوطني، والبحوث التطبيقية العامة والخاصة من خلال دعم مراكز البحوث الدولية والمؤسسات وشبكات المختبرات، فضلا عن تطوير وعرض ونشر منتجات وخدمات ومعارف عملية وقابلة للتنفيذ ومبتكرة للمنتجين والمشاركين الآخرين في السوق من خلال أنظمة إرشاد البحوث الزراعية الوطنية.

كما ترتكز المبادرة ضمن مستهدفها الخاص بالاستثمار في الابتكارات والبحث والتطوير في مجال قطاع الزراعة على خمس مجالات وهى: التحسينات المستدامة للإنتاجية، استخدام الأراضي والمياه والكربون وغيرها من المصادر بكفاءة، إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية بشكل مرن، تطوير الأدوات الرقمية، وتمكين النظم الغذائية الشاملة والعادلة والمستدامة.

تعهدت الإمارات باستثمار إضافي قيمته مليار دولار كجزء من هذه المبادرة، وتسعى المبادرة إلى تعزيز المساهمة الاقتصادية للقطاع الزراعي وتوفير فرص عمل أكبر في هذا القطاع الحيوي الذي يوفر اليوم أكثر من 2 مليار فرصة عمل ويوفر الغذاء لكافة سكان الكوكب.

مع استمرار تغير المناخ في التأثير على درجة الحرارة العالمية والطقس والموسمية يتم تقويض الممارسات الزراعية القديمة، ما يلقي بالعديد من المزارعين في هوة الفقر نتيجة لذلك أصبح سكان العالم الذين يتزايد عددهم بسرعة أكثر اعتمادا على إنتاج الغذاء بشكل متزايد، وبالتالي يجب أن يتكيف القطاع بشكل عاجل.

هناك حاجة إلى تقنيات ومنتجات ومقاربات جديدة للتخفيف من تغير المناخ والتكيف معه مع دعم النمو والوظائف. إن زيادة الطموح العالمي ودفع إجراءات مناخية أكثر سرعة وتحويلية في جميع البلدان – عن طريق تمكين صنع القرار والسياسات القائمة على العلم وتوفير البيانات – سيكون أمرا أساسيا، وبهذه الطريقة سيساعد AIM for Climate على إنشاء موجة من الحلول، ويمكننا معا تحقيق قفزة نوعية في الابتكار الزراعي، وتمكين الزراعة لتكون جزءا من الحل لمعالجة أزمة المناخ وخلق فوائد مشتركة للعمل المناخي.

تسعي المبادرة الى: زيادة الاستثمار والإنفاق على الابتكار والبحث والتطوير بشكل كبير في مبادرات التكنولوجيا الزراعية لتعزيز الأمن الغذائي والمائي، تقليل الانبعاثات من قطاع الزراعة، توفير صناعات جديدة صديقة للمناخ.

لذا يعتزم المشاركون في مبادرة “الابتكار الزراعي المناخي” تشجيع القطاعين العام والخاص على زيادة الاستثمار في ابتكار أنظمة غذائية وزراعية ذكية مناخياً لرفع سقف الطموح العالمي وتسريع وتيرة العمل المناخي في جميع البلدان، والارتكاز على البحث العلمي والبيانات الموثوقة لصنع القرار ورسم السياسات.

كما يلتزم المشاركون في المبادرة بزيادة استثماراتهم في برامج دعم الابتكار في القطاع الزراعي بشكل كبير عام 2025 مقارنة بحجم استثماراتها عام 2020.

قال جون كيري المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ، عن هذة المبادرة، أن الولايات المتحدة تفخر بإطلاق مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ بالشراكة مع الإمارات ومشاركة أكثر من 80 شريكاً دولياً، وذلك من خلال الاستثمار في ابتكار أنظمة زراعية ذكية مناخياً أمراً بالغ الأهمية لمعالجة أزمة المناخ؛ إذ يتيح ذلك تقليل الانبعاثات الكربونية، وتلبية الاحتياجات الغذائية المتزايدة لسكان العالم، ومساعدة المزارعين ومربي الماشية على التكيف مع آثار التغير المناخي.

تهدف المبادرة إلى ثلاثة أهداف أساسية، وهى:

1ـ إظهار الالتزام الجماعي بزيادة الاستثمار بشكل كبير في الابتكار الزراعي من أجل الزراعة الذكية مناخياً والنظم الغذائية على مدى خمس سنوات (2021-2025).

2ـ دعم الأطر والهياكل لتمكين المناقشات الفنية وتعزيز الخبرة والمعرفة والأولويات عبر المستويات الدولية والوطنية للابتكار لتضخيم تأثير استثمارات المشاركين.

3ـ إنشاء هياكل مناسبة للتبادلات بين الوزراء وكبار العلماء وأصحاب المصلحة الآخرين كنقاط محورية للتعاون في الابتكار الزراعي المتعلق بالمناخ، من أجل خلق قدر أكبر من الإبداع المشترك والتعاون بشأن أولويات البحث المشتركة.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى