الأجندة الحيوانية

ماذا تعرف عن «داء البروسيلا» الذي ينتقل من الحيوان إلى الإنسان؟

داء البروسيلا الذى ينتقل من الحيوان إلى الإنسان

كتب: د.صفوت كمال فى السطور التالية نتكلم عن داء البروسيلا (الحمّى المالطية) Brucellosis..

ـ التعريف: داء البروسيلا هو مرض بكتيري خطير يسبب الحمّى وآلام المفاصل والإرهاق، والبروسيلا – البكتيريا المسببة للمرض – تتنتقل من الحيوانات إلى البشر عن طريق منتجات الحليب الغير مبسترة مثل الحليب والجبن وغيرها.

وتعرف أيضا بالحمّى المالطية أو الحمّى المتموجة وهي شائعة في الجزيرة العربية، وتصيب مئات الألوف من الناس والحيوانات سنوياً، ويمكن للبكتيريا أن تنتقل هوائياً عند الاقتراب من الحيوانات المصابة وملامستها بكثرة وكذلك في المختبرات الطبية أثناء فحص العينات.

يمكن علاج البروسيلا بنجاح عن طريق المضادات الحيوية، ويستغرق العلاج عدة أسابيع ولكن للأسف قد يحدث حالات إنتكاس للمريض ويعود عليه المرض أحياناً.

وللوقاية منه بإذن الله عليك تجنب منتجات الحليب الغير مبسترة وأخذ الحيطة عند العمل بالقرب من الحيوانات أو في المختبرات وأهم وسيلة يمكن أن تحد من انتشار المرض هو القيام بتطعيم الحيوانات ضده.

ـ الأعراض: تظهر أعراض البروسيلا خلال أيام إلى بضعه أشهر من الاصابة بالعدوى، وتشبه أعراض البروسيلا أعراض الانفلونزا وتشمل:

1ـ أرتفاع درجة الحرارة، قد تصل الى (40) درجه مئوية في أوقات الظهيرة، وتتميز بتفاوت في درجات الحرارة (التموج) وهي احدى علامات المرض.

2ـ الاحساس بالبرد.

3ـ التعرق الزائد.

4ـ الضعف.

5ـ الارهاق.

6ـ آلام المفاصل والعضلات والظهر.

7ـ الصداع.

يمكن لأعراض البروسيلا الاختفاء لأسابيع أو أشهر ثم معاودة الظهور من جديد، في فئة من الناس يمكن للبروسيلا أن يصبح مرض مزمن وحينها تستمر الأعراض لسنوات حتى بعد تلقي العلاج، وتشمل الأعراض والعلامات طويلة المدى الإرهاق والحمى والتهاب المفاصل والتهاب الفقرات – وهو التهاب يصيب العمود الفقري والمفاصل المجاورة.

متى تجب زيارة الطبيب؟

قد يصعب التعرف على داء البروسيلا في مراحله المبكرة عندما يكون حينها يشبه الانفلونزا، قم بزيارة طبيبك عندما تصيبك حمى مستمرة أو متزايدة تدريجيا أو آلام عضلات أو وهن (ضعف) أو كنت تحمل عوامل إختطار تزيد من إحتمالية اصابتك بالمرض.

ـ الأسباب: داء البروسيلا يصيب العديد من الحيوانات البرية والداجنة وتعتبر البقر والماعز والغنم والجمال والكلاب من أكثر الحيوانات المعرضة للإصابة بالمرض.

تتسبب ستة أنواع من البكتيريا على الأقل بداء البروسيلا في الحيوانات ولكن لا تتسبب كلها في إصابة الانسان.

تتنتقل البكتيريا من الحيوانات إلى الإنسان من خلال:

1ـ منتجات الألبان الخام: يمكن لبكتيريا البروسيلا الموجودة في حليب الحيوانات المصابة الانتقال الى الانسان عن طريق الحليب الغير مبستر والمثلجات والزبدة وانواع الجبن، ويمكنها ايضا الانتقال عن طريق تناول لحوم الحيوانات النية أو الغير مطبوخه جيداً وأشهر مصدرين لها في الجزيرة العربية هما: حليب النوق والجبن البلدي.

2ـ الاستنشاق: يمكن لبكتيريا البروسيلا الانتقال بسهولة عن طريق الهواء، ويمكن للمزارعين وتقني المختبرات والعاملين في المسالخ إستنشاق البكتيريا.

3ـ الاتصال المباشر: يمكن للبكتيريا المتواجده في دم أو السائل المنوي أو مشيمة الحيوان المصاب أن يدخل الدورة الدموية من خلال قطع في الجلد أو أي جروح أخرى، ومن النادر أن يصاب الشخص بـالبروسيلا عن طريق الحيوانات الأليفة لأنه من النادر أن يتسبب الاتصال العادي – اللمس والتنظيف واللعب مع الحيوانات – بنقل العدوى، ولكن من الأفضل أن يتجنب الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة الكلاب المعروفة بحملها لهذا المرض.

لا ينتقل داء البروسيلا عادة من شخص لأخر ولكن في بعض الحالات نقلت بعض النساء المرض لأطفالهن أثناء الولادة أو عن طريق الرضاعة، ومن النادر أن ينتقل المرض جنسيا أو عن طريق نقل الدم أو زراعة نخاع العظام الملوثة.

عوامل خطورة داء البروسيلا

داء البروسيلا نادر في أمريكا ودول أوروبا ولكنه منتشر جداً في أقليم المتوسط وجزيرة العرب وتركيا والشرق الأدنى وشمال أفريقيا وأمريكا الجنوبية والوسطى والمكسيك وأجزاء من آسيا والصحراء الأفريقية.

بالإضافة الى الموقع الجغرافي فإن العوامل التالية قد تزيد من احتمالية الإصابة بداء البروسيلا:

ـ منتجات الألبان الخام: حليب النوق هو المصدر الرئيسي للبروسيلا في جزيرة العرب.

ـ أيضاً المسافرون الذين يتناولون منتجات الحليب الغير مبسترة في الدول الشائع فيها داء البروسيلا معروضون للأصابة به بنسبة اكثر من غيرهم، وخصوصاً أجبان الماعز اللينة والجبن البلدي فمن المحتمل أن تكون تحمل بكتيريا البروسيلا، وكذلك شرب حليب الناقة أو ملامسة مشيمة الغنم التي ربما تكون ملوثة.

ـ الوظائف المتعلقة بالحيوانات: الأشخاص الذين يعملون بشكل مستمر مع الحيوانات تزيد أحتمالية اصابتهم ومن ضمنهم الأطباء البيطريين واللبانون وأصحاب المزارع والعاملين في المسالخ.

ـ الصيد: يمكن للصيادين أن يصابوا بالمرض عن طريق الجروح الجلدية أو اكل لحوم الحيوانات المصابة الغير ناضجة.

ـ العمل المخبري: البروسيلا هو أكثر الامراض شيوعا بين الذين يعملون في المختبرات حيث تتم زراعة الكائنات الحية المعدية، حيث يمكن للفنيين استنشاق البكتيريا أو الاصابة بها عن طريق أنسكاب عينات الدم.

المضاعفات: جرثومة البروسيلا من أقوى الجراثيم المعروفة ولذلك يمكن لداء البروسيلا أن يصيب أي عضو في الجسم ومن ضمنها الجهاز التناسلي والكبد والقلب والجهاز العصبي المركزي، يمكن للبروسيلا المزمنة أن تتسبب في ظهور مضاعفات في عضو واحد أو في كامل الجسم، ومن المضاعفات الممكن حدوثها:

1ـ التهاب الغشاء الداخلي للقلب (التهاب الغشاف): وهو أكثر مضاعفات داء البروسيلا خطورة وجدية، ويمكن أن يضر أو يدمر صمامات القلب اذا لم يعالج وهو المسبب الرئيسي للوفيات المتعلقة بـالبروسيلا.

2ـ التهاب المفاصل: يتميز التهاب المفاصل والعظام بألم في المفاصل بالاضافة الى تيبسها وانتفاخها وبالآخص مفصل الركبة والورك والكعب والرسخ ومفاصل العمود الفقري، ويمكن لالتهاب الفقرات – وهو التهاب بين فقرات العمود الفقري.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى