رأى

لمسة وفاء للراحل: الدكتور وحيد محمود حسين أستاذ الحشرات الاقتصادية بمعهد وقاية النباتات

أ.د/هاني محمد جلال

بقلم: أ.د/هاني محمد جلال القواص

رئيس بحوث بمعهد بحوث وقاية النباتات

شهادة حق لمن فارقنا الي دار الحق.. الراحل الأستاذ الدكتور وحيد محمود حسين دسوقي – أستاذ الحشرات الاقتصادية معهد بحوث وقاية النباتات – (1943-2020).

عن عمر يناهز الـ77 عاما فارقنا يوم الثلاثاء 4 أغسطس 2020 العالم الجليل والوالد الحنون الاستاذ الدكتور/ وحيد محمود حسين دسوقي أستاذ الحشرات الاقتصادية المتفرغ بمعهد بحوث وقاية النباتات فرع الشرقية.

فقد كان حتي آخر لحظات حياته يعمل في الحقل مشرفا ومتابعا للمشاريع البحثية ومن يراه لا يشعر بان هذا الباحث النشط طاعن في السن وعندما نرجوه بالراحة يجيب أني بخير وسعادتي في العمل.

كان عليه رحمة الله والدا ومساعدا لجميع الباحثين من يشرف علي رسالته أو من يأتي طالبا النصيحة وكانت إجابته بكل حب وإخلاص، كان مثال للعالم الذي لا يبخل بعلمه ومساعدته للجميع سواء الباحثين أو طلبة الدراسات العليا، فكان أول من يلتقون به عند إلتحاقهم بالعمل وهو من يحمسهم ويشجعهم علي العلم والعمل بابتسامته التي لم تفارقه حتي في أصعب الظروف وكان لا يبغي الا وجهه الله تعالي.

وكان راحلنا من المؤسسين للفريق البحثي الأول بالشرقية في عام 1990 بمشاركة صديق عمره الراحل الأستاذ الدكتور سامي أبو الفتوح رسلان.

زاد عدد الفريق وكبر إلي أن أصبح كيان كبير يطلق عليه معهد بحوث وقاية النباتات فرع الشرقية التابع لـمركز البحوث الزراعية والذي يزيد عدد أفراده عن 150، وكان الاب الروحي لهذا المبني الذي كبر الي إن أصبح من اكبر فروع معهد وقاية النباتات بمصر.. مبني مكونا من ثلاثة طوابق يشتمل علي ما يقرب من 15 قسم تخرج منهم رسائل الماجستير والدكتوراه التي تمنحها كليات الزراعة والعلوم بالجامعات المصرية.

ويقوم أعضاء الهيئة البحثية لهذا الفرع بالكثير من المشروعات البحثية التي تجري بمحافظات الشرقية والإسماعيلية ومدن القناة. ولقد كافح هو والجيل الاول لهذا الفرع بارك الله في صحتهم ورحم الله من فارقنا الي الدار الآخرة للارتقاء بهذا المكان والمساعدة في إنتاج أبحاث تنشر دوليا.

كان يبذل كل ما لديه لتوفير الامكانيات التي تلزم الباحثين لإجراء دراساتهم حتي لو من ماله الخاص، وكان عليه رحمة الله يتحمل أعباء مالية قد لا يقبل أن يتحملها الكثيرون وكان يقول أن ذلك في مصلحة العمل وإنه متبرع به لوجهة الله تعالي. إنه كالكثيرين بمصرنا الحبيبة من جيل الرواد الذين احبوا هذا الوطن ولم يبخلوا بكل ما لديهم من طاقة لرفعة بلدهم حتي آخر حياتهم.

إني علي يقين أن من تعايشوا وتعاملوا معه يشعرون انهم فقدوا والدا لهم وليس معلما فكان عطوفا مسامحا كريما حتي مع من أساء إليه.

وللأسف لم ينل التكريم المناسب في حياته تقديرا لما قدمه لوطنه علي مدار عمله البحثي بـمعهد بحوث وقاية النباتات الذي قد يتجاوز الاربعين سنة في مجال الأبحاث الزراعية خاصة المتعلقة بمكافحة دودة ورق القطن.

لقد وعد الأستاذ الدكتور أحمد عبدالمجيد مدير معهد بحوث وقاية النباتات أن يتم تكريم راحلنا الدكتور وحيد دسوقي تكريما يليق بعالم أفنا حياته من أجل معهده ووطنه.

حزننا عميق لفراقنا له دون وداع ولا نزكيه علي الله فهو به عليم فهو انسان لا تجده في الحياة إلا نادرا ولكن أشهد الله أنه كان مثال للإنسان المتواضع المعطاء والمحب والمساعد للجميع من يعرف ومن لا يعرف، وظهر ذلك للعيان بعد وفاته حيث الحزن العميق لفراقه والدعاء له بالرحمة والمغفرة، ونثق جميعا في رحمة الله وكرمه علي مثل هذا الانسان الذي افنا حياته لمساعدة الناس وإدخال الفرحة عليهم.

اتمني أن تكون هذه المقالة رسالة شكر وعرفان بالجميل لأستاذي الراحل الدكتور وحيد محمود حسين دسوقي..

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى