لمزارعي الخضر.. نصائح هامة عند إجراء عملية الري
كتب: د.محمد عبدربه تعتبر محاصيل الخضر من النباتات التى تحتاج إلى الماء بصورة منتظمة لعدم قدرة معظمها على تحمل الاجهاد المائي. ولكي تنمو محاصيل الخضر وتعطى محصولا وفيرا لابد من أن يحدث بها توازن مائى، حيث يجب أن تكون كمية الماء التى تمتصها من التربة قريبة لتلك التى تفتقدها عن طريق النتح من اوراق النباتات والبخر من سطح الأرض.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
يجب أن يكون الهدف عند الري هو إعادة نسبة الرطوبة قرب السعة الحقلية فى منطقة نمو الجذور، ويكفي الري الخفيف المتكرر لتوصيل الرطوبة الأرضية إلى السعة الحقلية، وبذلك يحصل النبات على كل حاجته من الماء، خاصة مع زيادة الفقد بالبخر من سطح التربة، كما يفيد الري الخفيف المتكرر مع النباتات الصغيرة في طور البادرة حينما تكون جذورها سطحية.
لقد كان ولا يزال المزارع ذو الخبرة الواسعة يستطيع أن يحدد الوقت المناسب للري، وذلك بملاحظة دلائل عطش النباتات وهى:
1ـ بطء معدل نمو النباتات.
2ـ ذبول الأوراق ذبولا مؤقت كما في: الطماطم، الباذنجان، السبانخ، البطاطا، الجزر، والفلفل.
2ـ يصبح لون الأوراق داكنا كما في: الخيار، القاوون، والطماطم، حيث نجد أن الأوراق المسنة عند قاعدة النبات يتغير لونها فتميل عادة إلى اللون الأخضر الداكن.
4ـ التفاف أوراق بعض النباتات كما فى حالة الذرة السكرية.
5ـ تساقط الأزهار، وهذه الحالة شائعة الحدوث فى كثير من المحاصيل مثل: الفاصوليا، الطماطم، الفلفل، الباذنجان، والخيار.
علاوة على ما سبق، يستعمل بعض المزارعين أدلة نباتية مثل دوار الشمس والذرة بحيث تزرع بين صفوف النباتات، وغالبا ما تظهر عليها أعراض العطش قبل النباتات المزروعة فيسرع المزارع بعملية الري.
عموما فإن الدلائل السابقة قد لا تضمن الحكم السليم على حاجة النباتات للري، ما قد ينشأ عنه خسائر كبيرة نتيجة لزيادة أو قلة ماء الري عن حاجة النبات، حيث قد لا يؤثر لدى بعض المزارعين الخبرة المتكاملة. ولذا يجب قياس نسبة الرطوبة في التربة لتحديد مواعيد الري والفترة بين الريات وبعضها.
أهمية تنظيم عملية الري
يجب مراعاة تنظيم عملية الري لما لذلك من أهمية كبيرة فى الحصول على أفضل معدل نمو النباتات وأعلى كمية محصول، حيث يؤدي الري الخفيف المتكرر إلى:
1ـ نمو معظم الجذور فى الطبقة السطحية من التربة ما يعرض النباتات للذبول فيما لو تعرضت هذه الطبقة للجفاف.
2ـ قصر الاستفادة من العناصر الموجودة في التربة على تلك الموجودة في الطبقة السطحية فقط.
3ـ جفاف الطبقات السفلى من التربة تدريجيا، الأمر الذي يمنع الجذور القليلة التى تصل إليها من الاستفادة منها، ما يستلزم الحاجة إلى الري الغزير لإعادة ترطيبها.
يعتبر الري الخفيف المتكرر ضرورة لا غنى عنه في الأراضي الرملية المناسبة، ويقصد هنا بالري الخفيف المتكرر هو الري بالتنقيط لمادة تتراوح من نصف ساعة حتى ساعة ويجب ان يتم تكرار هذه العملية خلال الايام شديدة الحرارة حتى نستطيع تلبية الاحتياجات المائية للنباتات في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
وتعد نظم الري الحديث مثالية لتوصيل المياه لمنطقة انتشار الجذور ومنع حدوث اجهاد مائي للنباتات بجانب توفر الاكسجين للجذور خلال عملية الري لان الابتلال يكون جزئي بالاضافة الى عدم وصول الرطوبة الارضية الى مرحلة التشبع او حتى قريبا منها.
*المادة العلمية: مدير المعمل المركزي للمناخ الزراعي بمركز البحوث الزراعية.